التبادل السابع في غزة.. رسائل الحرب تنبعث من مقبرة التوابيت

في نقطة التقاء بين صمت الموت وضجيج السياسة، انتصبت منصة التسليم السابع بين حركة حماس وإسرائيل، وسط مقبرة جنوبي قطاع غزة.
ففي بلدة بني سهيلا بمدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، سلّمت حماس الصليب الأحمر، جثث أربع رهائن، بينهم الطفلان أرييل وكفير بيباس ووالدتهما شيري.
وظهرت المنصة وسط مقبرة "الشهداء" في البلدة، وخلفها وُضعت لوحات ضخمة تحمل شعارات ورسائل حركة حماس لإسرائيل.
بين تلك الرسائل، صورة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ملطخة بالدماء، وأسفل منه صورة للرهائن الأربعة وهم أحياء. وكتبت باللغات العربية والعبرية والإنجليزية تشير إلى تورطه في "قتلهم".
وعلى يسار المنصة، ظهرت صورة لمجموعة من توابيت الرهائن، مع عبارة "عودة الحرب = عودة الأسرى في توابيت”.
وهذه أول عودة لجثث الرهائن منذ بدء عمليات التبادل بين حركة حماس وإسرائيل.
وتولى عملية التسليم قائد المنطقة الشرقية في كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، الذي أعلنت إسرائيل قبل ذلك مقتله.
ووراء ستار أسود وُضعت التوابيت خلف منصة التسليم، قبل أن يُسدل الستار وتبدأ مندوبة الصليب الأحمر الدولي وعنصر من القسام، بالتوقيع على وثيقة التسليم.
وبعد ذلك، تم البدء بنقل التوابيت إلى سيارات الصليب الأحمر.
يوم أليم
ومساء أمس، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "سيكون هذا يوما بالغ الصعوبة بالنسبة إلى دولة إسرائيل، يوما مؤلما، يوم حداد".
وستسلم حماس هذه الجثث الأربع مقابل فلسطينيين معتقلين في إسرائيل سيتم إطلاق سراحهم، السبت، وذلك تنفيذا لاتفاق التهدئة الساري بين الطرفين في قطاع غزة، منذ التاسع عشر من الشهر الماضي.
وكانت حماس قد أعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 مقتل شيري بيباس وطفليها في قصف إسرائيلي على قطاع غزة، لكن تل أبيب لم تؤكد ذلك.
وأسرة بيباس المكونة من الطفلين ووالدتهما ووالدهما ياردين اختطفت بأكملها في الهجوم المباغت الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، من كيبوتس نير عوز المحاذي لقطاع غزة.
وفي الأول من الشهر الجاري أطلقت حماس سراح والد الطفلين، ياردين بيباس (35 عاما).
وكفير بيباس كان الأصغر على الإطلاق من بين 251 رهينة اختطفتهم حماس خلال هجومها.
واليوم، لا يزال هناك 70 رهينة محتجزين في غزة، بينهم 35 على الأقل لقوا مصرعهم، وفقا للجيش الإسرائيلي.
ومنذ سريان وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة ثلاث دول هي قطر ومصر والولايات المتحدة، تم إطلاق سراح 19 رهينة إسرائيليا من غزة مقابل أكثر من 1100 أسير فلسطيني خرجوا من سجون إسرائيل، وذلك بمعدل عملية تبادل واحدة كل أسبوع.
وحسب ما هو معلن، ستطلق حماس سراح ستة رهائن أحياء، بعد غد السبت.
وينصّ اتفاق التهدئة في مرحلته الأولى التي تنتهي في الأول من الشهر المقبل، على أن تطلق حماس سراح 33 رهينة، بينهم 8 قتلى، مقابل إطلاق إسرائيل سراح 1900 أسير فلسطيني محتجزين في سجونها.
دفعة واحدة
وكانت حماس قد أبدت استعدادها الإفراج "دفعة واحدة"، وليس على دفعات متتالية، عن كل الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة، وذلك خلال المرحلة الثانية من اتفاق التهدئة والتي يفترض أن تبدأ في الثاني من مارس/أذار المقبل.
ويفترض بهذه المرحلة الثانية من اتفاق التهدئة أن تنهي الحرب بشكل كامل في غزة، لكن المفاوضات بشأنها لم تنطلق بعد إذ تتبادل حماس وإسرائيل الاتهامات بانتهاك المرحلة الأولى.
أما المرحلة الثالثة والأخيرة من الاتفاق فتتمحور حول إعادة إعمار قطاع غزة المدمر.