«الولادة من رحم الحرب».. كابوس «حوامل غزة»
كانت نحو 52 ألف امرأة حامل بين أكبر ضحايا الكارثة الإنسانية التي أحدثتها الحرب القائمة في غزة منذ 3 أشهر في غزة.
ففي الوقت الذي تدفع فيه الغارات الجوية 1.9 مليون شخص إلى رقعة صغيرة للغاية من القطاع المحاصر، ينتشر المرض، وتلوح في الأفق مجاعة وسط ارتفاع مستويات فقر الدم الذي يهدد بحدوث خطر نزيف ما بعد الولادة، وغالباً ما تكون الرضاعة الطبيعية مستحيلة، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى أن رعاية ما قبل الولادة تكاد تكون معدومة – وما تبقى من شبكة مستشفيات غزة تعاني بشدة، من ارتفاع أعداد المصابين التي تتجاوز نسبتهم 250% من الطاقة الاستيعابية لهذه المستشفيات، وبات عدد النساء اللاتي يلدن خارج المرافق الطبية - في مخيمات النازحين، وحتى في الشوارع - أكبر بكثير من عددهن داخلها.
الأضرار التي لحقت بالمرافق وانقطاع الاتصالات تركت وزارة الصحة في غزة غير قادرة على جمع بيانات موثوقة عن وفيات الرضع أو الأمهات أثناء النزاع. لكن الأطباء وجماعات الإغاثة يقولون إن حالات الإجهاض وحالات وفاة الأجنة قد ارتفعت.
كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) قد أعلنت أن ما يقرب من 20 ألف طفل ولدوا في غزة خلال الأيام الـ105 الأولى من الحرب، مشيرة إلى أن التأخير في تسليم الإمدادات المنقذة للحياة، أدى إلى قيام بعض المستشفيات بإجراء عمليات قيصرية دون تخدير.
وقالت تيس إنغرام، المتحدثة باسم المنظمة، إنها التقت ممرضة في مستشفى للولادة في غزة ساعدت في إجراء عمليات قيصرية بعد الوفاة لـ6 نساء متوفيات.
وبالنسبة للنساء الحوامل الخمس اللاتي التقاهن مراسلو صحيفة "واشنطن بوست"، كان الخوف من عدم بقاء الأم أو الطفل على قيد الحياة يطغى على أفكارهن خلال اليقظة - ويظهر في كوابيسهن أيضًا.
وبحسب الصحيفة، قامت العديد من النساء الحوامل برحلة طولها 20 ميلاً من الشمال إلى الجنوب سيرًا على الأقدام، وكانت أرجلهن منتفخة ويعانين من آلام المفاصل لحملهن الأمتعة أثناء الحمل.
aXA6IDMuMTM1LjIwOS4xMDcg جزيرة ام اند امز