الشهيد فادي أبوصلاح.. إرادة صلبة في مواجهة رصاص الاحتلال
استشهد في الذكرى العاشرة لإصابته بصاروخ إسرائيلي
14 مايو 2018 لم يكن يوماً عادياً في حياة فادي؛ فقد استقبله بمنشور على صفحته بـ"فيسبوك" يدون فيه الذكرى العاشرة لإصابته بصاروخ إسرائيلي.
شق فادي أبوصلاح طريقه وسط الجماهير، ليتقدم الصفوف بإرادة التحدي، وهو يدفع عجلات كرسيه المتحرك ونظره صوب جنود الاحتلال الإسرائيلي المنتشرين خلف الكثبان الرملية وراء السياج الفاصل شرق قطاع غزة.
الرابع عشر من مايو 2018 لم يكن يوماً عادياً في حياة فادي؛ فقد استقبله بمنشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" يدون فيه الذكرى العاشرة لإصابته بصاروخ إسرائيلي أدى إلى بتر قدميه في الرابع عشر من مايو 2008.
- شيخ الأزهر يوجه بتجهيز قافلة مساعدات لقطاع غزة
- اشتباكات أمام حفل تدشين السفارة الأمريكية بالقدس المحتلة
هذا المنشور كان الكلمات الأخيرة لفادي، قبل أن تصيب قلبه رصاصة إسرائيلية قاتلة عصر اليوم الإثنين، ليلحق بشهداء غزة في مظاهرات الغضب ضد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة.
لم يترك الشهيد مخيم العودة منذ إقامته في الثلاثين من مارس / آذار الماضي شرق بلدة خزاعة جنوب شرق غزة، كان يحفز الشباب على التمسك بحق الفلسطيني بأرضه التي هُجّر منها قسراً عام 1948، ويبدد عوامل الضعف من بين صفوف المتظاهرين، حسبما قال ابن عمه صلاح لـ"العين الإخبارية".
حضر في المخيم مع زوجته وأطفاله الخمسة، أكبر أطفاله التوأم زياد وياسر (7 أعوام) وأصغرهم يبلغ من العمر سنة واحدة، كان لهم حياة خاصة في قلب فادي؛ يروي لهم فصول الحكاية الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي.
تقدم فادي بكرسيه منذ الساعات الأولى ليوم الإثنين من بيته في بلدة عبسان الكبيرة جنوب شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، باتجاه السياج الفاصل شرق بلدة خزاعة المجاورة لبلدته، وكله إصرار على العودة إلى الأرض التي هجر منها جده قسرا في العام 1948 على أيدي العصابات الصهيونية.
"بتر قدميه لم يغير مسار فادي، ولم يقلب أولويات حياته"، هكذا أكد ابن عمه صلاح، الذي أضاف أن "بتر قدميه زاده إصراراً على السير في طريق النضال الفلسطيني حتى النهاية".
لم يشكل فادي خطراً على جنود الاحتلال عندما اقترب نحو السياج الفاصل، بحسب الحقوقي ياسر عبدالغفور، نائب مدير وحدة البحث الميداني في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، الشاهد على محطات عديدة من مشاركة فادي أبوصلاح في مسيرة العودة شرق خزاعة.
وقال عبد الغفور لـ"العين الإخبارية": "لاحظت مشاركات فادي الكثيرة في مسيرة العودة بخزاعة، لم يكن خلالها يهدد جنود الاحتلال، فقد كان أعزلاً مبتور القدمين، لا يقوى على المشي أو الوقوف، واستهدافه جريمة بشعة، يريد من ورائها الاحتلال ردع أمثال فادي من المشاركة في المسيرات الشعبية على طول الحدود الشرقية للقطاع ليوقف الزخم الذي يضخه هؤلاء في الميدان".
فادي؛ ليس الوحيد من المتقدمين بكراسيهم المتحركة نحو السياج الفاصل، فقد سبقه بقدميه المبتورتين، الشهيد إبراهيم أبوثريا في الخامس عشر من شهر ديسمبر 2017، عندما تقدم أيضاً صفوف المتظاهرين شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، ضد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال، ونقل سفارة بلاده إليها.
قواسم عدة جمعت بين فادي وإبراهيم، من بينها إصابتهما بصاروخ في قصف جوي، في عام 2008، وأنهما في العمر ذاته (29 عاما)، لكن القاسم الأهم بين الاثنين أن لديهما إرادتهما الصلبة التي باتت مغروسة في نفوس الفلسطينيين.
aXA6IDMuMTMzLjE0OC43NiA= جزيرة ام اند امز