غزة.. انتهت المجاعة وبقيت المعاناة
انتهت المجاعة رسميا في غزة لكن الوضع يطل حرجا في قطاع لا يزال يعاني جراء مخلفات حرب مدمرة، في مأساة فاقمها برد الشتاء.
فما بين المصطلحات التقنية والواقع فجوة كبيرة لا يعرفها إلا سكان غزة ممن يعيشون أوضاعا صعبة في قطاع دمرته الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحماس وحولته إلى ركام.
والجمعة، ذكرت مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أنه لم يعد هناك مجاعة في قطاع غزة بعد تحسن وصول الإمدادات الغذائية الإنسانية والتجارية.
لكنها أشارت إلى أن الوضع يبقى حرجا في القطاع.
ويأتي التقييم الأحدث الصادر عن التصنيف بعد تنفيذ وقف إطلاق النار الهش في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي في الحرب بين إسرائيل وحماس.
كما يأتي أيضا بعد أربعة أشهر من إعلان المرصد أن 514 ألف شخص، أي ما يقرب من ربع السكان في غزة، يعانون من المجاعة.
والمبادرة تأسست في 2004 على يد وحدة تحليل الأمن الغذائي والتغذية التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو).
وتعتبر إطارا تحليليا عالميا يستخدم لتصنيف حدة وشدة انعدام الأمن الغذائي الحاد والمزمن وسوء التغذية بطريقة منهجية وموحّدة وفقا للمعايير المعترف بها دوليا.
الموت يسبق الإجلاء
باليوم نفسه، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من ألف مريض وهم ينتظرون إجلاءهم من غزة وذلك منذ يوليو/تموز 2024، بحسب ما أعلنت منظمة الصحة العالمية الجمعة.
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس على "إكس"، إن "1092 مريضا توفوا وهم ينتظرون الإجلاء الطبي بين يوليو/تموز 2024 ونوفمبر/ تشرين الثاني 2025".
وأوضح تيدروس أن مصدر هذا العدد وزارة الصحة الفلسطينية في غزة وهو "على الأرجح أقل من العدد الفعلي".
وأضاف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية "منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، قامت المنظمة وشركاؤها بإجلاء أكثر من 10600 مريض يعانون مشكلات صحية خطيرة من غزة، من بينهم أكثر من 5600 طفل يحتاجون إلى العناية المركزة".
ودعا "مزيدا من الدول للمبادرة إلى استقبال مرضى من غزة"، وحثّ على "استئناف عمليات الإجلاء الطبي إلى الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية"، مشيرا إلى أن "هناك أشخاصا يعتمد بقاؤهم على قيد الحياة على ذلك".
وبعد أكثر من عامين من الحرب بين إسرائيل وحماس، دخلت هدنة هشة حيز التنفيذ، إلا أن عمليات الإجلاء الطبي ما زالت تسير ببطء شديد.
وقبل أسابيع، أفادت منظمة الصحة العالمية بأن أكثر من 16500 من سكان غزة ما زالوا ينتظرون الإجلاء الطبي العاجل.
لكن مسؤولا في منظمة أطباء بلا حدود صرّح لوكالة فرانس برس أن هذه الأرقام تشمل فقط المرضى المسجلين رسميا وأن العدد الفعلي للمرضى المنتظرين أعلى بكثير.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA==
جزيرة ام اند امز