مركز التنسيق المدني العسكري لغزة.. تحديات التنفيذ
صعوبات يواجهها مركز التنسيق المدني العسكري لغزة الذي أطلقته أمريكا عقب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، في تنفيذ مهامه.
ويتمثّل هدف المركز الذي أوكلت إليه مهام مراقبة الهدنة وتعزيز إيصال المساعدات الإنسانية، بالتمهيد للخطوات التالية لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في القطاع الفلسطيني بعد الحرب المدمّرة التي استمرت عامين.
وقال دبلوماسي أوروبي لـ«فرانس برس»: "في البداية، لم يكن أحد يعلم ما هو لكن الجميع أرادوه".
وأضاف: "يشعر الناس الآن بخيبة أمل نوعا ما، لأننا نشعر بأن شيئا لا يتحرّك، لكن لا خيار أمامنا.. إما الإبقاء عليه وإما التحدث مع الإسرائيليين بشكل غير رسمي".
وتم تقديم المركز المقام في مستودع كبير بمدينة كريات غات في جنوب إسرائيل للجهات المعنية مثل المنظمات غير الحكومية والوكالات الأممية والدبلوماسيين، كجهة تبلور أفكارا جديدة من أجل غزة ما بعد الحرب.
وأفاد الناطق باسم القيادة الوسطى الأمريكية في الشرق الأوسط (سنتكوم) الكابتن تيم هوكنز، "فرانس برس" بأنه "عندما افتتحناه أوضحنا أنه يركّز على أمرين: الأول تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية واللوجستية والأمنية إلى غزة، والثاني المساعدة في المراقبة الآنية لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار".
نقاشات
يتحدث من يزورون المركز عن مستودع كبير يجتمع فيه العديد من العسكريين الأمريكيين والإسرائيليين خصوصا، مع آخرين يعملون في المجال الإنساني ودبلوماسيين ومستشارين.
والطابق الأول مخصص للموظفين الإسرائيليين فيما الثالث للجنود الأمريكيين، ويمنع زيارة أي من الطابقين.
أما الطابق الثاني حيث تم مد عشب اصطناعي، فهو منطقة استقبال مفتوحة حيث يجتمع دبلوماسيون وعاملون في وكالات الأمم المتحدة.
وقال دبلوماسي "إنه أشبه بمساحة عمل مشتركة، لكن الأفراد فيها يرتدون زيا موحدا"، وشاهد آخرون زاروا المركز لوحا كتب عليه سؤال مفاده "ما هي حماس؟".
وقال مصدر يعمل في المجال الإنساني: "تدور نقاشات بشأن كل شيء، من توزيع المياه والغذاء وصولا إلى الأمن".
لكن دبلوماسيا لفت إلى أن "هذا ليس المكان حيث تُتّخذ القرارات"، مشيرا إلى قنوات نقاش موازية، بينها فريق يشرف عليه آرييه لايتستون، أحد مساعدي المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف في تل أبيب.
انتقادات
انتقد عدد من الدبلوماسيين والمصادر الإنسانية غياب الأصوات الفلسطينية وحقيقة أنه تمّت استشارتهم بسبب خبرتهم، لكن ليس لاستطلاع رأيهم بشأن الطريقة الأمثل للمضي قدما.
وتكمن مشكلة أخرى في بروز أفكار يرفضها المجتمع الدولي إلى حد كبير، لا سيما إنشاء "مجتمعات آمنة بديلة" في غزة.
وتقوم الفكرة على جمع أهالي غزة الذين "تم التدقيق بشأنهم" وغير المرتبطين بحماس داخل مجتمعات مبنية من الصفر في "المنطقة الخضراء" في غزة، حيث ستتوافر خدمات أساسية تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية.
وقال دبلوماسي: "فقدنا البوصلة الأخلاقية للقانون".
وأضاف: "هناك تشنّج واضح جدا بين فكرة أن يُسمح للمرء بفعل أي شيء تقريبا -- هذا الإبداع مطلوب -- وطبيعة القانون الدولي الإنساني نفسه، وهو في ماهيته ثابت وغير قابل للتغيير".
أما الانتقادات الأكثر تكرارا فهي أن التساؤلات السياسية على غرار من يتعين عليه حكم غزة ومن يجب أن يتولى مسؤولية الأمن مستبعدة من النقاش، فيما تتجه النقاشات نحو تساؤلات عملية محورها السؤال "كيف".
وقال دبلوماسي: "يفكّرون في المكان الذي يتعيّن فيه إنشاء محطات معالجة مياه النفايات. لا يفكرون في هوية الشخص الذي سيتعيّن عليه تشغيل محطات معالجة مياه النفايات أو من يدفع للأشخاص الذين يشغلونها".
تقدم رغم التحديات
أقر الكابتن هوكنز بوجود بعض "التوترات والتحديات" من دون تقديم تفاصيل.
لكنه لفت إلى نجاحات تحققت مثل فتح مزيد من المعابر لإدخال المساعدات إلى غزة.
وقال لفرانس برس "نحقق تقدّما.. مع الإدراك تماما أن ثمة مزيدا من العمل يتعيّن القيام به".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز