بحر غزة.. حصار يخنق نسائم الحرية والأرزاق
قطاع الصيد في غزة يتعرض إلى عملية تدمير منظمة، من خلال انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة
بات بحر غزة وهو متنفسها الوحيد في ظل الحصار مصدرا للخطر والتهديد، بحسب تقرير حقوقي رصد 172 انتهاكا إسرائيليا ضد الصيادين الفلسطينيين العاملين في البحر خلال النصف الأول من عام 2020 الجاري.
وقال مركز "الميزان" لحقوق الإنسان في تقرير له السبت تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه" إن قطاع الصيد تعرض إلى عملية تدمير منظمة، من خلال انتهاكات قوات الاحتلال المستمرة، فهي تلاحق الصيادين في عرض البحر، وتطلق النار تجاههم.
وتابع التقرير أن قوات الاحتلال توقع القتلى والجرحى في صفوف صيادي غزة، وتعتقلهم، وتدمر وتصادر معداتهم، وتغلق البحر أمام النشاط البحري في بعض الأحيان، وتحدد مساحات الصيد، وتمنع إدخال المواد والمعدات البحرية اللازمة بشكل عام.
ووثق التقرير، 171 عملية إطلاق نار إسرائيلي تجاه الصيادين، تسببت بإصابة 10 صيادين، في حين اعتقل 7 آخرون، وصودر قاربان، وخرت 9 أدوات صيد.
ورصد التقرير 8 عمليات تقليص أو تلاعب بمساحات الصيد المتاحة أمام الصيادين والتي تتراوح حاليا بين 6-9 أميال بحرية.
وتتركز انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي في أنماط رئيسية، وهي تقييد مساحة الصيد المسموح العمل فيها للصيادين الفلسطينيين، وإطلاق النار تجاه الصيادين أثناء تواجدهم على متن مراكبهم في عرض البحر، وإيقاع القتلى والجرحى في صفوفهم، وملاحقة الصيادين ومراكبهم في عرض البحر، واعتقالهم، وأخيراً الاستيلاء على مراكب الصيادين والمعدات الموجودة على متنها، وتخريب شباك الصيد والمولّدات الكهربائية والإشارات الضوئية.
بفعل هذه الانتهاكات يتضرر العاملون في قطاع الصيد عموماً، وتتعطل امكانيات توسيع أعمالهم بالتوازي مع الزيادة الطبيعية لأعداد السكان، بحسب التقرير.
وأكد المركز الحقوقي أن الانتهاكات انعكست على أعداد العاملين في قطاع الصيد، إذ بلغ عدد الصيادين والعاملين في الحرف المرتبطة بالصيد للعام 2019، بقطاع غزة (5606) عاملاً، من بينهم (3606) صياداً، في حين أشارت إحصائيات سابقة للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى أن عدد العاملين في القطاع ذاته في عام 1997 كان (10,000) عاملاً.
وبفعل هذه الانتهاكات المستمرة، أصبح العاملون عموماً، والصيادون على وجه الخصوص، من ضمن الفئات الأشد فقراً في المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة، ما يمس بدوره بجملة حقوق الإنسان بالنسبة لهؤلاء العاملين ولأسرهم، كما يمس بالسلّة الغذائية لعموم السكان.