"الست بنات" في مواجهة الـ"52% بطالة" بغزة
صار مطبخ المنزل مسرح العمليات يتعاون فيه الجميع مثل "خلية نحل" بحسب تشبيه الابنة الكبرى، مريم، التي تتولى أمر قيادة أخواتها في العمل.
بدافع من ضيق ذات اليد والعجز عن الحصول على وظيفة ينفق منها على بناته الست، قرر الفلسطيني داود البوجي، البالغ من العمر 44 عاما أن يشركهن معه في عمله بالطهي.
تآزر أفراد الأسرة، الأب والأم وبناتهما، وأسسوا معا "مخبز الست بنات" لصنع خبز التنور الفلسطيني الشهير وإعداد الشطائر لتوصيلها للناس في المنازل وللموظفين الراغبين في الاستمتاع بوجبة إفطار شهية بالقطاع الساحلي المحاصر.
صار مطبخ المنزل منصة العمل ومسرح العمليات، يتعاون فيه الجميع مثل "خلية نحل" بحسب تشبيه الابنة الكبرى، مريم، التي تتولى أمر قيادة أخواتها في العمل.
وتقول مريم: "إحنا البنات الست بنساعد أمنا وأبونا عشان نلاقي نصرف على حالنا.. كلنا كخلية نحل (مرام ورؤيا) بقشروا البصل وأنا بخلطهم وبحمصهم على الصاج، حتى تاخد حماوتها للبصل. وبنكمل حسب الحشوة إن كانت نقانق أو مشروم أو دجاج".
يتحدى البوجي البطالة في غزة، التي تبلغ نسبتها 52% ومعدلات الفقر التي تصل إلى 50% من إجمالي السكان البالغ عددهم مليوني نسمة.
ويقول البوجي: "نظرا للظروف إلي نحن فيها.. عدم وجود أي فرصة عمل في قطاع غزة حبيت أشتغل في الشغل إلي بقدر عليه. إحنا بنعمل أصلا أصناف الأكل زي فاست فود والمعجنات وبعض أصناف الحلويات. فحبينا نفكر بطريقة إلي وصلنا لها فكرة التميس (خبز التنور) على آليه معينة تكون سهلة علينا وعلى بناتنا".
تساعد البنات، وجميعهن تلميذات بالمدارس، الأب والأم في صنع العجين وخبزه، ولفه في شطائر لذيذة، وتحضير الوجبات بشكل أنيق لتصبح جاهزة للتوصيل إلى الزبائن.
ويقومون بتوصيل الوجبات للمنازل وأماكن العمل بمتوسط سعر يتراوح بين (0.3 دولار إلى 1.2 دولار).
وتقول الزوجة هدى البوجي: "أنا اضطريت إني أشتغل في البيت بسبب البطالة العالية إللي عنا في فلسطين وفي غزة واضطريت إني أشغل أطفالي في البيت معي في المطبخ وبنشتغل بنعد الوجبات عشان نقدمها للزبائن".
وأضافت: "في طلبات كثيرة.. الحمد لله يعني صرنا نتعامل مع مؤسسات وصاروا الموظفين يطلبوا منا على الفطور وصرنا نتعامل معهم شبه يومي تقريبا".