"يا ورد مين يشتريك".. كورونا يُبكي زهور غزة
مزارع فلسطيني يؤكد أنه يحاول أن تبقى وروده حية، على أمل أن ينتهي الإغلاق الذي فرضه فيروس كورونا لتعويض بعض خسائره الكبيرة
خلف الجمال المنبعث من الورود وروائحها الزكية، في حقل مخصص لزراعة الزهور جنوب قطاع غزة، حكاية أسى بعدما تسببت قيود فيروس كورونا في تحويل هذه الورود إلى وجبات استثنائية للأغنام والمواشي.
يستمر المزارع الفلسطيني لباد حجازي، برفقة عدد محدود من العمال، في رعاية زهوره المتنوعة المزروعة على مساحة 10 دونمات في رفح، رغم عدم وجود أي طلب عليها منذ مطلع شهر مارس/آذار عندما فرضت طوارئ كورونا.
وقال حجازي لـ"العين الإخبارية": "لحقت بنا خسائر فادحة جراء توقف تسويق الزهور في هذا الموسم، بسبب إغلاق المؤسسات ووقف عمل صالات الأفراح".
وأوضح المزارع الفلسطيني أن شهر مارس/آذار وفترة ما قبل شهر رمضان كانت أحد المواسم المهمة لهم كمجموعة قليلة واصلت الصمود في زراعة الورود في قطاع غزة، حيث توجد العديد من المناسبات الوطنية، وكذلك تكثر الأفراح، وبالتالي يكون هناك انتعاش لشراء الورود وهو أمر توقف تماما بسبب طوارئ كورونا.
وأعلنت السلطة الفلسطينية حالة الطوارئ في 6 مارس/آذار الماضي، وتم إغلاق أغلب المؤسسات تطبيقا لسياسة التباعد الاجتماعي لمنع تفشي فيروس كورونا الذي تسبب بوفاة 3 فلسطينيين وإصابة أكثر من 400 آخرين، منهم 13 في قطاع غزة.
وأشار حجازي إلى أنه يحاول أن تبقى وروده حية على أمل أن ينتهي الإغلاق ويعود للتسويق مجددا، لعله يعوض بعض خسائره الكبيرة، مشيرا إلى أن الورود منذ الإغلاق تحولت إلى طعام للمواشي والأغنام.
وقال إن خرافه باتت تتغذى على هذه الوجبة الاستثنائية، مشيرا إلى أن كميات أخرى يأخذها رعاة الأغنام ومجموعة من المواطنين البدو الذين يربون المواشي والجمال حيث باتت هي وجبتهم.
ويضيف "كنا ننتظر قدوم الربيع والصيف، الذي تزهر فيه الورود، ويزداد الإنتاج والبيع في السوق بسبب عدّة مناسبات، منها الأفراح، والأعياد، والأيام الوطنية التي يكثر فيها الطلب، لكن كل شيء توقف حتى الأفراح بسبب الجائحة، وما تبعها من إعلان حالة الطوارئ".
وبدأت زراعة الورد للتسويق في غزة عام 1991، وباتت مصدرا مهما للدخل بعد تسويق الزهور لأوروبا، حيث وصلت المساحات المزروعة إلى 1200 دونم بحلول عام 1998، إلا أن هذه المساحة تراجعت تدريجيا مع فرض الحصار الإسرائيلي، حتى توقف التصدير شبه كليا عام 2012.
وتابع حجازي "المشكلة أن خسائر هائلة لحقت بنا على مدار سنوات طويلة، بفعل سياسات الاحتلال والحصار، وحتى هذه المساحة القليلة بتنا عاجزين اليوم عن تسويقها بسبب إغلاقات كورونا"، مشيرا إلى عدم وجود جهات تتبنى تعويضهم هذه الخسائر.
وذكر أن عائلته التي كانت تزرع عشرات الدونمات قبل سنوات قلصت هذه المساحة إلى 10 دونمات فقط، وأنهت عمل عشرات العمال والمزارعين.
وأكد المتحدث باسم وزارة الزراعة بغزة المهندس أدهم البسيوني أن خسائر هائلة لحقت بمزارعي الورود، مشيرا إلى أنها مشكلة متفاقمة بسبب سياسات الاحتلال والحصار الإسرائيلي.
وأضاف "مساحة الأراضي المزروعة بالورود تراجعت من 1200 دونم قبل سنوات إلى نحو 20 دونما".