فلسطيني فقد 36 فردا من عائلته يروض الحزن بصلوات في مآسي الآخرين
يقف إسلام أبو السعيد في جناح بمستشفى الأقصى في وسط غزة يؤدي صلاة الجنازة على من قتلوا في الهجوم الإسرائيلي.
ويقول إنه فقد جراء القتال 36 فردا من عائلته، منهم ولدان له ووالدته وشقيقته وأولادها وأبناء عمه.
ومع حزنه على من فقدهم، حمل على عاتقه مسؤولية أكبر بكثير. فهو يخرج كل أسبوع، وأحيانا كل يوم، إلى المستشفى ليشاطر كل عائلة يمكنه الوصول إليها الأحزان ويصلي من أجل جميع قتلى الحرب.
وقال أبو السعيد "تقريبا لنا 6 شهور نأتي إلى المستشفى نصلي على آلاف الشهداء شهيد تلو الشهيد، نسأل الله أن يكونوا في أفضل الشهداء وفي أحسن الشهداء".
وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 33100 فلسطيني قتلوا في الهجوم الإسرائيلي. واندلع الصراع بعد هجوم شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول قالت إحصاءات إسرائيل إنه أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.
وفي المستشفى الواقع في دير البلح بوسط غزة، غالبا ما يؤم أبو السعيد (60 عاما) صلاة الجنازة.
كما بدأ التجول في أقسام المستشفى للتحدث مع الجرحى.
وقال لرويترز "نأتي إلى هذا المكان بفضل الله أولا وأخيرا عشان نصبر الناس. ونأتي أيضا لنصلي على الشهداء ونكسب الأجر بفضل الله تبارك وتعالى... بنحاول قد ما نقدر نصبر الناس خاصة بقراءة القرآن بتصبر جدا".
وقال أقارب ثكلى إنهم يقدّرون حضوره.
وقال عنه أحدهم، ويدعى محمد الحور "مواقفه جميلة جدا (..) ويشارك الناس في أحزانهم".
وأضاف "على مدار ست شهور، أشهد له دايما يعني يقف جنب الناس، وخاصة أنا يعني فقدت من عيلتي كثير وكان يشاركني الأحزان كان يقف جنبي ويصلي معانا في الجنازات".