«حماس» تحت الضغط.. هامش المناورة يتضاءل

ضغوط كثيفة تطوق «حماس» بعد استئناف إسرائيل ضرباتها العسكرية في غزة، بحسب محللين يرون أن هامش المناورة يتقلص أمام الحركة.
ورغم الدعوات الدولية لخفض التصعيد، أكدت حكومة بنيامين نتنياهو، بدعم من حليفتها الأمريكية، أن استئناف العمليات العسكرية "ضروري" لضمان إطلاق سراح الرهائن.
ومن بين 251 شخصا خطفوا خلال هجوم حماس غير المسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لا يزال 58 محتجزين في غزة، وأعلن الجيش وفاة ومقتل 34 منهم.
ويبدو أن حماس، التي تعرضت قيادتها وخاصة جناحها العسكري، لضربات قاصمة منذ بداية الحرب، تجد نفسها أمام خيار مرّ: إما الامتثال لمطالب إسرائيل وخسارة آخر ورقة رابحة لديها بإعادة حوالي ستين رهينة (أحياء أو أموات) ما زالوا في غزة، أو الموافقة على الانجرار إلى حرب شاملة مع خطر إطالة أمد المعاناة الهائلة للفلسطينيين في غزة.
"مساحة تتضاءل"
يرى المحلل السياسي الفلسطيني الوزير سابقا غسان الخطيب أن "مساحة المناورة المتاحة للحركة تتضاءل".
ويقول الخطيب، في حديث لوكالة فرانس برس: "إذا تم إطلاق سراح الرهائن تحت ضغط الهجمات الإسرائيلية، فلن يكون لدى حماس أي ضمانات بعد الآن".
وتعد الضربات انتكاسة كبرى للهدنة التي بدأت 19 يناير/كانون الثاني الماضي بعد 15 شهرا من اندلاع الحرب عقب هجوم حماس على إسرائيل.
وتأتي الغارات التي أثارت مواقف دولية منددة، في ظل تعثّر المفاوضات بشأن المراحل التالية من الهدنة وتباين المواقف بين الطرفين.
"انتحار جماعي"
تقول ليلى سورا، الخبيرة في شؤون حماس في المركز العربي للأبحاث والدراسات السياسية في باريس، إن "الاستراتيجيتين الأمريكية والإسرائيلية، بالعمل معا تتمثلان في إجبار حماس على الانحناء"، لكن هذا لم ينجح، وترى أن "حماس تعتمد على الوسطاء، من الخارج، وعلى الانقسامات داخل إسرائيل" لوقف الضربات.
وأدانت قطر ومصر، الوسيطتان العربيتان في مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل استئناف الغارات الإسرائيلية، ودعتا للعودة إلى طاولة المفاوضات.بينما اعتبرت الولايات المتحدة، وهي ضامن آخر في المفاوضات أن حماس اختارت الحرب برفضها إطلاق الرهائن، ودعمت إسرائيل.
ويشير مايكل ميلشتاين، الخبير في الشؤون الفلسطينية من مركز موشيه ديان بجامعة تل أبيب، أن المسؤولين في حماس في هذه الظروف "لن يطلقوا سراح الرهائن، ويفضلون الانتحار الجماعي مع كل سكان غزة".
ويضيف "الكثير من الإسرائيليين خاصة بين صناع القرار لا يفهمون هذا الأمر حقا"، موضحا أن الحركة تعتبر مقتل قادتها "ثمنا معقولا تدفعه" في قتالها.
ويشير الخطيب إلى أنه "على المستوى الدبلوماسي، يجب على الأطراف المشاركة في العملية السياسية أن تدرس استراتيجية خروج لحماس".
ويدعم القادة الإسرائيليون القضاء على حماس كقوة عسكرية وسلطة حاكمة في غزة، وفي حين أبدت الحركة استعدادها لتعديل شكل الحكم في غزة في مرحلة ما بعد الحرب، فإنها ترفض إلقاء سلاحها.
وبحسب سورا، فإن حماس "حركة تُعرّف نفسها بأنها حركة مقاومة (..) ولن تتراجع عن ذلك أبدا".
ويتفق ميلشتاين مع ذلك، معتبرا أن الحركة من دون جناح عسكري "لن تكون حماس، بل ستكون شيئا آخر".
شبح الغد
يعرب فلسطينيون في قطاع غزة عن خشيتهم مما قد تحمله الأيام المقبلة.
وتقول فايزة أبو هامش (56 عاما) المقيمة في خيمة في مدينة غزة، لفرانس برس: "لدينا قلق وخوف كبير من استمرار الحرب.. أصلّي أن يتم التوصل لاتفاق وتنتهي الحرب ويتم تعمير منازلنا".
ويرى الخطيب أن أحد الاحتمالات قد يكون إلزام "القياديين والمقاتلين" في حماس بمغادرة غزة، على غرار ما جرى مع مقاتلي منظمة التحرير في لبنان عقب الاجتياح الإسرائيلي عام 1982.
aXA6IDEzLjU4LjE1Ni4yMzcg جزيرة ام اند امز