مستشفيات بغزة تدخل "الموت السريري" والقتلى يتجاوزون عتبة الـ9 آلاف
المأساة في قطاع غزة لا تأتي فُرادى، فالآلام هناك بـ"الجُملة".. سكان ينبشون على أحبة تحت الأنقاض، ومستشفيات تتعلق على خيط رفيع.
فمع اقتراب نفاد إمدادات الوقود في غزة دقّت المستشفيات ناقوس الخطر بإطلاق نداء أخير للحصول على مساعدات الوقود قبل أن تغلق عملياتها بالكامل.
وزارة الصحة في قطاع غزة حذرت من أن المولدات الكهربائية في اثنتين من المستشفيات الرئيسية في القطاع، وهما: مستشفى دار الشفاء بمدينة غزة، والإندونيسي (في الشمال) "على بُعد ساعات قليلة من التوقف عن العمل بسبب نفاد الوقود بالكامل تقريبا".
وإلى جانب مئات الجرحى الذين أصيبوا في الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تقدم "دار الشفاء" و"الإندونيسي" الرعاية لـ42 طفلا حديث الولادة في الحاضنات، و62 مريضا على أجهزة التنفس الصناعي، و650 مريضا يعانون من الفشل الكلوي، وفق المصدر نفسه.
وبدون الوقود اللازم لتشغيل هذه الرعاية الصحية الحيوية سيتعرض هؤلاء لـ"الموت".
"السرطان" يعاني في غزة
في هذه الأثناء، أكد مدير المستشفى التركي التخصصي الوحيد الذي يقدم علاج السرطان، توقف المجمع عن العمل بسبب القصف الإسرائيلي قبل يومين ونفاد وقوده.
وقال مدير مستشفى الصداقة التركية الفلسطينية صبحي سكيك، في مؤتمر صحفي، إن المستشفى الذي يعالج مرضى السرطان بشكل رئيسي استنفد وقوده وأصبح الآن خارج الخدمة.
وأضاف "نقول للعالم لا تتركوا مرضى السرطان إلى الموت المحقق بسبب خروج المستشفى عن الخدمة".
وأكدت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة تصريحات سكيك، في بيان، مشيرة إلى أن ذلك يرفع إجمالي عدد المستشفيات المتوقفة عن العمل في القطاع إلى 16 من أصل 35.
وحذرت الكيلة من أن "حياة 70 مريضا بالسرطان داخل المستشفى مهددة بشكل خطير".
ووفق الوزيرة، فإن "عدد مرضى السرطان في قطاع غزة يبلغ نحو 2000 مريض يعيشون في ظروف صحية كارثية نتيجة القصف الإسرائيلي المستمر على القطاع وتهجير عدد كبير منهم".
في هذه الأثناء، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن محيط مستشفى الشفاء والقدس في مدينة غزة والمستشفى الإندونيسي في شمال غزة تعرضا للقصف، خلال الأيام الماضية.
ولفت إلى أن القصف "جاء ذلك بعد دعوات متجددة من الجيش الإسرائيلي لإخلاء هذه المنشآت على الفور".
وكتب منسق الإغاثة التابع للأمم المتحدة مارتن غريفيث على منصة "إكس" (تويتر سابقا): “ندائي إلى جميع الأطراف هو: أطلقوا سراح الرهائن. حماية المدنيين أينما كانوا. السماح بإيصال المساعدات بسرعة وأمان وعلى نطاق واسع. احترموا القانون الإنساني الدولي".
الإخلاء لا يزال "مستحيلا"
ووفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، يعيش حوالي 117,000 نازح في المستشفيات العشرة التي لا تزال تعمل في مدينة غزة وأماكن أخرى في شمال غزة، والتي تلقت "أوامر إخلاء متكررة" في الأيام الأخيرة.
من جهتها، شددت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة على أن "إخلاء المستشفيات أمر مستحيل دون تعريض حياة المرضى للخطر".
وقال صندوق الأمم المتحدة للسكان، نقلا عن شهادات مروعة من موظفي مستشفى الشفاء، إنه يتم إجراء عمليات الولادة القيصرية الطارئة دون تخدير وسط نقص الإمدادات الطبية والكهرباء، فيما يقوم الأطباء أحيانا بتوليد أمهات يحتضرن.
حصيلة القتلى تتجاوز عتبة الـ9 آلاف
وفي السابع من الشهر الماضي، شنّت حماس هجوما مباغتا ضد بلدات إسرائيلية في غلاف غزة، أوقع ١٤٠٠ قتيل وعشرات الأسرى.
فيما ردت إسرائيل بحصار مطبق على قطاع غزة، وغارات انتقامية سرعان ما اتخذت مسار الحرب، التي أوقعت حتى اليوم الخميس، 9061 قتيلا فلسطيني، تقول وزارة الصحة في غزة إن نصفهم من الأطفال.
كما أسفرت الحرب عن نزوح أكثر من مليون شخص من منازلهم في شمال قطاع غزة، بعد تحذيرات إسرائيلية بالتوجه إلى الجنوب الذي يتعرض هو الآخر لقصف يومي أوقع قتلى وجرحى.
وخلال اليومين الماضيين قصفت إسرائيل أحياء سكنية بالكامل في مخيم جباليا، الأمر الذي أوقع عشرات القتلى والجرحى، وسوّى مباني بالكامل بالأرض.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس. لكن الظروف الإنسانية اليائسة تسببت في قلق كبير في جميع أنحاء العالم، حيث نفاد الغذاء والوقود ومياه الشرب والأدوية، وتكافح المستشفيات لعلاج الضحايا.
aXA6IDE4LjExNy43OC4yMTUg جزيرة ام اند امز