حرب غزة في اليوم الـ27.. «مأساة» جباليا ترفع منسوب الدعوات لهدنة إنسانية
في اليوم الـ27 لحرب غزة تتزايد الدعوات الدولية لهدنة إنسانية بعد "مأساة" جباليا، حيث تحول مخيم اللاجئين الذي يعتبر الأكبر في القطاع إلى ركام وسط تنديد دولي بالغارات التي أوقعت مئات القتلى والجرحي من الفلسطينيين.
كما يستعد المزيد من الرعايا الأجانب لمغادرة قطاع غزة اليوم الخميس، حيث عبَر ما لا يقل عن 320 من الرعايا الأجانب والعشرات من سكان القطاع المصابين بجروح خطيرة إلى مصر أمس الأربعاء، بموجب اتفاق بين إسرائيل ومصر وحماس.
ومن بين من تم إجلاؤهم حاملو جوازات سفر من كل من أستراليا والنمسا وبلغاريا وجمهورية التشيك وفنلندا وإندونيسيا وإيطاليا واليابان والأردن والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
وقال مسؤولو حدود في غزة إن معبر رفح الحدودي سيُعاد فتحه اليوم الخميس حتى يتمكن المزيد من الأجانب من الخروج. وقال مصدر دبلوماسي إن نحو 7500 من حاملي جوازات السفر الأجنبية سيغادرون القطاع على مدى أسبوعين تقريبا.
في غضون ذلك، تمضي إسرائيل في هجومها ضد مسلحي حماس في غزة وقصفت القطاع برا وبحرا وجوا.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 8796 فلسطينيا، بينهم 3648 طفلا، قتلوا في الضربات الإسرائيلية منذ الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
ووفق الهلال الأحمر الفلسطيني فإن دوي انفجارات سمع في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس في محيط مستشفى القدس بمدينة غزة.
وسبق أن أبلغت السلطات الإسرائيلية المستشفى بضرورة الإخلاء على الفور، وهو ما يقول مسؤولون من الأمم المتحدة إنه أمر يستحيل القيام به دون تعريض المرضى للخطر.
مقتل قياديين اثنين من حماس
وقالت إسرائيل إن ضرباتها يومي الثلاثاء والأربعاء أسفرت عن مقتل اثنين من القادة العسكريين لحماس في جباليا، أكبر مخيم للاجئين في غزة. وتقول إسرائيل إن الحركة لديها مراكز قيادة وغيرها من "البنية التحتية الإرهابية تحت وحول وداخل المباني المدنية، مما يعرض عن عمد المدنيين في غزة للخطر".
وقال المكتب الإعلامي لحكومة حماس، اليوم الخميس، إن 195 فلسطينيا على الأقل قتلوا على مدار يومين في جباليا، فيما لا يزال هناك 120 مفقودا تحت الأنقاض، وأضافت في بيان أن 777 شخصا على الأقل أصيبوا.
وعمل الفلسطينيون أمس الأربعاء على البحث بين الأنقاض في محاولة يائسة لانتشال ضحايا محاصرين. ووصف أحد الشهود الأمر بأنه "مذبحة"، بحسب رويترز.
وقال مسؤولون في مجال حقوق الإنسان بالأمم المتحدة إن الضربات على المخيم يمكن أن تصنف على أنها "جريمة حرب".
وكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على منصة إكس: "نظرا للعدد الكبير من الضحايا المدنيين وحجم الدمار في أعقاب الغارات الجوية الإسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين، لدينا مخاوف جدية من أن تكون هذه هجمات غير متناسبة ويمكن أن ترقى إلى مستوى جرائم حرب".
وقال الجيش الإسرائيلي إن جنديا قتل في غزة أمس الأربعاء. وقُتل 15 يوم الثلاثاء.
هدنة إنسانية
ووسط تزايد المطالبات الدولية بوقف مؤقت للأعمال القتالية لأسباب إنسانية، تتدهور الظروف في القطاع الساحلي بشكل متزايد في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية والحصار المشدد، وتتضاءل الكميات المتاحة من الغذاء والوقود ومياه الشرب والأدوية.
ووصف الدكتور فتحي أبوالحسن، حامل جواز سفر أمريكي انتظر العبور إلى مصر أمس الأربعاء، الظروف في غزة بأنها تشبه الجحيم في ظل عدم وجود ماء أو طعام أو مأوى.
وقال: "نفتح أعيننا على موتى ونغلقها على موتى".
وتواجه المستشفيات صعوبات بسبب نقص الوقود الذي أدى إلى إغلاق أبواب بعضها بما في ذلك المستشفى الوحيد في غزة لعلاج السرطان. وترفض إسرائيل السماح للقوافل الإنسانية بإدخال الوقود، وترجع هذا إلى أن عناصر حماس سيستخدمونه لأغراض عسكرية.
وقال أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، إن مولد الكهرباء الرئيسي في المستشفى الإندونيسي لم يعد يعمل بسبب نقص الوقود.
وكان المستشفى تحول إلى مولد احتياطي لكنه لم يعد قادرا على تشغيل ثلاجات المشرحة ومولدات الأكسجين. وقال: "إذا لم نحصل على وقود خلال الأيام القليلة المقبلة فسنواجه حتما كارثة".
بلينكن إلى إسرائيل
ومن المقرر أن يغادر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم الخميس إلى إسرائيل، في ثاني زيارة لها خلال أقل من شهر.
وقال المتحدث باسمه إنه يعتزم لقاء مسؤولين إسرائيليين من بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو غدا الجمعة، للتعبير عن التضامن وفي الوقت نفسه للتأكيد على الحاجة إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين إلى الحد الأدنى.
وسيتوقف بلينكن أيضا في الأردن، الذي سحب أمس الأربعاء سفيره من تل أبيب حتى تنهي إسرائيل هجومها على غزة. وعبرت إسرائيل عن أسفها لهذا الإجراء.
وقال المتحدث إن بلينكن سيؤكد في الأردن أهمية حماية أرواح المدنيين ويجدد التزام الولايات المتحدة بضمان عدم تهجير الفلسطينيين قسرا من غزة، وهو أمر يمثل مصدر قلق متزايد للعالم العربي.
كما سيواصل المحادثات التي تقودها مصر وقطر بشأن ضمان إطلاق سراح جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس.
وقد يوافق مجلس النواب الأمريكي، اليوم الخميس، أيضا بدعم من الجمهوريين على مشروع قانون لتقديم مساعدات بقيمة 14.3 مليار دولار لإسرائيل.
إلا أنه من المستبعد أن يصبح المشروع قانونا، بالنظر لأنه يواجه معارضة شديدة في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، كما يهدد البيت الأبيض باستخدام حق النقض، ويطالب الرئيس جو بايدن بإقرار مشروع قانون بقيمة 106 مليارات دولار لتمويل أوكرانيا وأمن الحدود والمساعدات الإنسانية بالإضافة إلى تمويل لإسرائيل.
aXA6IDE4LjIyMS4yMzguMjA0IA== جزيرة ام اند امز