يتساءل العالم العربي خاصة والدولي عامة عن حقوق الإنسان تجاه سكان غزة المشردين بسبب الحرب الإسرائيلية التي تدخل في شهرها الرابع.
سؤال تجاه كل تلك المنظمات الغربية التي طالما كانت تهاجم العرب بسبب ما يعتقدونه في سلب حقوق البشر، ومن نهج دعائي أغلبه كاذب، فقط من أجل فتح مسارات التدخل في الشأن الداخلي للدول وممارسة الضغوط عليها في شتى المجالات.
تلك الوثيقة القانونية الدولية التي وقَّعت عليها حتى اليوم 193 دولة عضواً في منظمة الأمم المتحدة، بما فيها إسرائيل، القانون الذي يساوي حريات جميع البشر، في إطار قانوني للمساواة، وأن جميع البشر قد ولدوا أحراراً ومتساوين من حيث الكرامة والحقوق، مهما كان هناك الاختلاف بينهم فيما يتعلق بالجنسية، أو مكان الإقامة أو نوع الجنس أو المنشأ القومي أو العرقي أو اللون أو الدين أو اللغة.
كشفت هذه الحرب التي يشنّها الكيان الإسرائيلي على قطاع غزة عن حالة حقوق الإنسان المنتهكة وعن الوضع الحقوقي المهدر.
ورغم المنظمات الدولية بكل أنواعها وما تملكه من قوانين قضائية دولية صارمة، فإنها باتت عاجزةً عن ردع هذه الجرائم تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل.
حالة من الإحباط العالمي طالت جميع الشعوب الداعمة للقضية نظراً لحالة الانتهاك الجسيمة لمبادئ القانون الدولي الإنساني في الحرب على غزة وما نتج عنها من إبادة جماعية أمام مرأى العالم، التي قابلها صمت المجتمع الدولي وعجزه عن ردع جرائم الاحتلال الإسرائيلي المستمرة. إن هذه الكارثة الإنسانية المروعة أصبحت أزمة عالمية لن ينساها التاريخ الجديد، حيث سيغير العالم نظرته تجاه المنظمات الدولية لحقوق الإنسان التي تقاعست عن استخدام جميع جهودها وخططها لإيقاف هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم.
جميع حريات وحقوق الشعب الفلسطيني اليوم مسلوبة؛ العيش، والتعليم، والغذاء، والدواء، حتى دخول المساعدات الإنسانية باتت في حوكمة إسرائيلية غير أخلاقية تجاه شعب بأمس الحاجة لكل المساعدات التي تساعده على الحياة وعدم فقد الأمل فيها.
تم كشف هذه الحقيقة المؤلمة من ازدواجية المعايير في التعامل مع انتهاكات حقوق الإنسان، حيث تغض الكثير من الدول الغربية وبعض المنظمات الدولية الحقوقية والأحزاب والبرلمانات، الطرف عن جرائم الجيش الإسرائيلي، بينما تتحرك دولياً وبحزم تجاه الغزو الروسي لأوكرانيا، أما فيما يتعلق بغزة نشاهد الإدانات الصامتة إزاء ما ترتكبه إسرائيل من جرائم في حق الشعب الفلسطيني ليس خلال هجومها على غزة بل منذ عقود.
لذلك هناك سؤال مهم، هل ما زالت منظومة حقوق الإنسان الغربية تتبنى أسس المعايير الأخلاقية أم هي ممارسات انتقائية ازدواجية ذات توجه تميزي ضد الإنسانية؟!!
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة