330 قتيلا في ساعات.. غزة تحت القصف والهدنة تكتوي بنار «الجحيم»

موجة من الغارات شنتها إسرائيل على قطاع غزة، فجر اليوم الثلاثاء، في أعنف هجوم على القطاع منذ سريان وقف إطلاق النار
وذكر بيان مشترك للجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام "الشاباك" أنه "بناءً على توجيهات المستوى السياسي، تشن قوات الجيش والشاباك هجوما واسعا على أهداف تابعة لمنظمة حماس في أنحاء قطاع غزة".
وأفادت وزارة الصحة في غزة، بأن القصف الإسرائيلي الذي طال أجزاءً متعددة من القطاع، من شماله إلى جنوبه، أسفر عن مقتل أكثر من 330 شخصا، وإصابة العشرات.
ووفق ما أعلنه الدفاع المدني في غزة، فإن القصف الجوي والمدفعي استهدف "خيام النازحين ومراكز إيوائهم، ومنازل على سكانها، ونقاطا للشرطة وطرقات".
بأمر من نتنياهو
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه أمر بشن الغارات بسبب "عدم إحراز تقدم في المحادثات الجارية لتمديد وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن".
وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو أن "إسرائيل ستتحرك من الآن فصاعدا، ضد حماس بقوة عسكرية متزايدة".
وأوضح البيان الذي تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، أن الهجوم جاء "بعد أن رفضت حماس مرارا وتكرارا إطلاق سراح رهائننا، ورفضت كل العروض التي تلقتها من المبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف ومن الوسطاء".
العملية مفتوحة
في هذه الأثناء، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس، أن العملية مفتوحة ومن المتوقع أن تتوسع.
ويعني هذا انتهاء وقف إطلاق النار في غزة وإن كان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أشار إلى أن الهجمات ستتصاعد مع مرور الوقت ما يشير إلى إمكانية أن يكون هذا القصف بمثابة ضغط على حماس للقبول بتمديد وقف إطلاق النار.
من جهتها، حذّرت حماس من أن الغارات الجوية الإسرائيلية الجديدة تُشكل خرقا لوقف إطلاق النار وتُعرّض مصير الرهائن للخطر.
كم عدد الرهائن المتبقين في غزة؟
وبهذا القصف تكون تل أبيب قد أنهت فترة تهدئة أُعيد خلالها 33 رهينة إسرائيليا مقابل إطلاق سراح ما يقرب من 1800 أسير فلسطيني.
وصرح وزير الدفاع إسرائيل كاتس بأن القتال سيستمر حتى إطلاق سراح جميع الرهائن.
وفي الهجوم المباغت الذي شنته حماس على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تم اختطاف 251 شخصا.
ولا يزال 59 رهينة محتجزين لدى حماس. وتعتقد إسرائيل أن 35 منهم قد لقوا حتفهم.
هل انهارت الهدنة؟
وواصل الجيش الإسرائيلي عملياته داخل غزة منذ بدء وقف إطلاق النار في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، إلا أن غارات اليوم الثلاثاء الجوية تُعدّ "أوضح مؤشر على انهيار جهود تمديد الهدنة" - بعد مرور شهرَين فقط على بدء سريانها. بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وقالت الشبكة الأمريكية، إن أي انهيار لوقف إطلاق النار يُنذر بمزيد من المعاناة في صراع سكان غزة من أجل البقاء، حيث يعاني القطاع أصلا من حاجة ماسة إلى الإمدادات الأساسية.
وخلال الأسبوعين الماضيين، منعت إسرائيل إمدادات الغذاء والمساعدات الإنسانية الأخرى إلى غزة، في محاولة للضغط على حماس لإطلاق سراح المزيد من الرهائن وفرض شروط جديدة على تمديد الهدنة.
كما قطعت إسرائيل الكهرباء عن آخر منشأة في غزة كانت لا تزال تتلقى الكهرباء من شركة الكهرباء الإسرائيلية، مما فاقم أزمة المياه القائمة في القطاع وأثّر بشدة على جهود تحلية المياه.
وقد خففت عودة آلاف الشاحنات المحملة بالغذاء ومستلزمات النظافة وغيرها من الضروريات خلال فترة توقف القتال إلى حد ما من الظروف الإنسانية المزرية التي عصفت بغزة منذ بدء القتال.
والشهر الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الشهر، أن العودة إلى الحرب التي استمرت أكثر من 15 شهرا وأسفرت عن مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني "ستؤدي إلى مأساة هائلة".
وحماس تعلق
في بيان لها، أدانت حماس ما وصفته بـ"التصعيد الإسرائيلي غير المبرر"، وقالت إنه عرّض مصير الرهائن للخطر.
واعتبر عضو المكتب السياسي في حركة حماس، عزت الرشق، في تصريحات إعلامية، أن الغارات الجوية الجديدة تُمثل "حكما بالإعدام" على الرهائن الإسرائيليين المتبقين في القطاع.
وفي إشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، قال الرشق إن "قرار نتنياهو بالعودة إلى الحرب هو قرار تضحية بالرهائن وحكم إعدام عليهم".
أبواب "الجحيم"
من جانبها، صرحت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، بأن "إدارة الرئيس دونالد ترامب والبيت الأبيض تشاورا مع الإسرائيليين بشأن هجماتهم على غزة الليلة".
وأضافت ليفيت، في حديثها إلى قناة فوكس نيوز "كما أوضح الرئيس ترامب، فإن حماس والحوثيين وإيران - كل من يسعى لإرهاب ليس إسرائيل فحسب، بل الولايات المتحدة الأمريكية أيضا - سيدفع ثمنا باهظا. أبواب الجحيم ستُفتح على مصراعيها".
هل سيمتد الهجوم على غزة للأرض؟
في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، حذر مسؤول عسكري إسرائيلي أن الهجوم على قطاع غزة قد "يتوسع إلى ما هو أبعد من الهجمات الجوية".
وقال المسؤول الذي لم يُذكر اسمه في البيان "الهجوم سيستمر طالما كان ذلك ضروريا وسيتوسع إلى ما هو أبعد من العمليات الجوية".
وكشف أنه "تم إعداد الخطة وإبقائها سرية داخل الجيش الإسرائيلي بهدف إحداث المفاجأة".
وأضاف "من الطبيعي أن الجيش الإسرائيلي لن يقدم تفاصيل أخرى في هذه المرحلة حتى لا يقدم معلومات للعدو".
وأوضح المسؤول أن الجيش يقوم "بمهاجمة قادة حماس من المستوى المتوسط، والشخصيات البارزة في الجناح السياسي للحركة، والبنية التحتية لها على نطاق واسع وبشكل استباقي".
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي "منتشر ومتأهب في كافة القطاعات، سواء عبر نشر القوات على الحدود أو من خلال أنظمة الدفاع الجوي".
ويقود رئيس أركان الجيش الإسرائيلي العملية برفقة رئيس الشاباك من حفرة في الكرياه بتل أبيب، بحسب البيان.