وقف النار في غزة.. هل «انهار» باستئناف الغارات الإسرائيلية؟

باستئناف إسرائيل غاراتها واسعة النطاق على مناطق متفرقة في غزة، أثيرت تساؤلات بشأن هل انهار وقف إطلاق النار، الذي كان من المتوقع أن يعاد ضخ الدماء فيه.
وقتل قرابة 250 فلسطينيا "غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السنّ" جراء غارات جوية إسرائيلية كثيفة استهدفت أنحاء مختلفة من القطاع فجر الثلاثاء.
لكن هل انهار الاتفاق؟
بدأت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في يناير/كانون الثاني، وشهدت إطلاق سراح عدد من الرهائن. لكن تاريخ انتهاء الهدنة انتهى في الأول من مارس/آذار، وسط خلاف بين إسرائيل وحماس حول مسارها.
وكانت الأسابيع التي تلت ذلك مليئة بالمفاوضات الشائكة، بحسب شبكة «سي إن إن» الأمريكية، التي قالت إن حماس أرادت الانتقال إلى المرحلة الثانية المتفق عليها سابقًا من الاتفاق، والتي كانت ستتضمن انسحابًا كاملًا للقوات الإسرائيلية من غزة وإطلاق سراح جميع الأسرى الأحياء لدى حماس. لكن إسرائيل سعت بدلًا من ذلك إلى تمديد المرحلة الأولى، دون الالتزام بإنهاء الحرب أو سحب القوات.
وفي الأسبوع الماضي، قدمت الولايات المتحدة اقتراحا جديدا من شأنه ضمان إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن الأحياء الذين تحتجزهم حماس مقابل تمديد وقف إطلاق النار لمدة شهر، على أن ترفع إسرائيل -أيضا- حصارها على إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، والذي استمر قرابة أسبوعين ، وفقا لما ذكره مصدر مطلع على المفاوضات لشبكة «سي إن إن».
محطات على الطريق
وفي مؤشر لإمكانية حدوث انفراجة، قالت حركة حماس يوم الجمعة إنها مستعدة للإفراج عن الجندي الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر وجثث أربعة مواطنين يحملون الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية محتجزين في غزة.
لكنّ إسرائيل زعمت أن حماس رفضت الاقتراح الذي قدمه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف دون التزام من إسرائيل بوقف إطلاق النار الدائم.
وكررت إسرائيل هذا الادعاء يوم الثلاثاء مع بدء الغارات على غزة، حيث ألقى وزير الدفاع إسرائيل كاتس ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باللوم على «رفض حماس إطلاق سراح الرهائن» باعتباره المحفز لاستئناف القتال.
وقال كاتس: «لن نتوقف عن القتال حتى عودة جميع الرهائن إلى ديارهم وتحقيق جميع أهداف الحرب».
مصير الأسرى
وردت حماس متهمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستخدام الحرب في غزة «قارب نجاة له» من أزمات سياسية داخلية حتى وإن كان هذا الأمر يعني «التضحية» بالرهائن الذين ما زالوا محتجزين على قيد الحياة في القطاع الفلسطيني.
ونقل بيان لحماس عن عضو مكتبها السياسي عزّت الرشق قوله إنّ «قرار نتنياهو بعودة الحرب هو قرار بالتضحية بالأسرى وحكم بالإعدام ضدّهم»، مضيفا أنّ «نتنياهو قرّر استئناف حرب الإبادة بوصفها قارب نجاة له من الأزمات الداخلية».
تلك التطورات تعني انتهاء وقف إطلاق النار في غزة، وإن كان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أشار إلى أن الهجمات ستتصاعد مع مرور الوقت، مما يشير إلى إمكانية أن تكون الهجمات بمثابة ضغط على «حماس» للقبول بتمديد وقف إطلاق النار.
هجوم استباقي
وكان مسؤول إسرائيلي قال إن الهجوم الواسع الذي شنته إسرائيل على غزة في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء كان «استباقيا»، لكنه رفض تقديم أي تفاصيل حول ما وصفه بـ«استعداد حماس لتنفيذ هجمات وبناء القوة وإعادة التسلح».
وقال المسؤول إن الضربات استهدفت «القادة العسكريين من المستوى المتوسط ومسؤولي القيادة والبنية التحتية في الجماعة الفلسطينية».
المسؤول الإسرائيلي أضاف أن «الضربات ستستمر ما دام ذلك ضروريا، وستتوسع إلى ما هو أبعد من الضربات الجوية».
aXA6IDE4LjE4OC4xODcuMTQ2IA== جزيرة ام اند امز