مقترح هدنة غزة.. أبرز النقاط الخلافية التي تعترض طريق النهاية
حتى اللحظة لم تعلن إسرائيل أو حماس، ما إذا كانت ستقبل أو ترفض المقترح الأخير، لكن يبدو أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة بين الجانبين.
والأسبوع الماضي، أثار الرئيس الأمريكي جو بايدن، الآمال عندما أيّد خطة قال إنها إسرائيلية وقد تؤدي إلى “وقف الأعمال العدائية في قطاع غزة بشكل دائم”.
لكن لم تقل إسرائيل ولا حماس بشكل قاطع إنهما ستقبلان الاقتراح أو ترفضانه، ويبدو، بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أنهما لا تزالان في خلاف حول القضايا الأساسية، رغم تقارير إعلامية كشفت عن وجود "رد إيجابي" من الحركة.
وفيما يلي نظرة على ما هو معروف عن اتفاق وقف إطلاق النار، والنقاط الرئيسية التي لا يزال يتعين التفاوض بشأنها، والعقبات التي لا تزال أمامه.
ماذا تتضمن الخطة؟
في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اتفقت إسرائيل وحماس على وقف لإطلاق النار استمر لمدة أسبوع.
لكن الاقتراح المطروح الآن على الطاولة - كما طرحه بايدن، أكثر طموحا.
ويتضمن ثلاث مراحل:
في المرحلة الأولى، من بين أمور أخرى، ستنسحب إسرائيل من المواقع السكانية في غزة خلال وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، وسيتم تبادل عشرات النساء والرهائن المسنين المحتجزين في غزة من قبل حماس بمئات المعتقلين الفلسطينيين في سجون إسرائيل.
خلال تلك الفترة، ستستمر المحادثات حول وقف دائم لإطلاق النار، وإذا نجحت، فسوف يدخل الاتفاق المرحلة الثانية، مع الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من القطاع، وسيتم إطلاق سراح جميع الرهائن والمزيد من الأسرى الفلسطينيين.
وبموجب المرحلة الثالثة، ستعيد حماس جثث الرهائن الذين ماتوا، وتبدأ فترة إعادة الإعمار من ثلاث إلى خمس سنوات، بدعم من الولايات المتحدة والدول الأوروبية والمؤسسات الدولية.
مخاوف إسرائيل
إحدى الفجوات الرئيسية بين حماس وإسرائيل حول الخطة هي مدة وقف إطلاق النار والدور المستقبلي لحماس.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الإثنين، إنه منفتح على وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، وفقا لشخص حضر اجتماعا مغلقا عقده مع المشرعين الإسرائيليين، تحدث لصحيفة "نيويورك تايمز".
لكن نتنياهو قال علنا إن إسرائيل "ستقاتل حتى يتم تدمير قدرات حماس الحاكمة والعسكرية".
وكما تم طرح الاقتراح، يبدو أن حماس ستجري محادثات حول المرحلتين الثانية والثالثة مع إسرائيل، مما يشير إلى أنها ستحتفظ بقدر من السيطرة على قطاع غزة الذي تسيطر عليه منذ صيف 2007.
ومرارا وتكرارا، اعتبر نتنياهو أن هذا خط أحمر، واستبعد أيضا أن يكون للسلطة الفلسطينية دور حاكم.
ويواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي ضغوطا من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين لإنهاء الحرب، وعلى الجانب الآخر من شريكين يمينيين متطرفين في ائتلافه الحاكم هددا بإسقاط حكومته إذا وافقت إسرائيل على اتفاق.
وفي إشارة إلى هذا الضغط، قال أحدهما، وزير الأمن الإسرائيلي اليميني المتطرف، إيتامار بن غفير، أمس الأربعاء، إن حزبه سيواصل تعطيل ائتلاف نتنياهو حتى ينشر تفاصيل الاقتراح.
وأكد مسؤولان إسرائيليان هذا الأسبوع أن العرض الذي قدمه بايدن يتماشى بشكل عام مع أحدث اقتراح لوقف إطلاق النار قدمته إسرائيل في المحادثات التي توسطت فيها قطر ومصر.
ماذا عن حماس؟
حماس قالت إنها ترد "بإيجابية" على الخطة، لكن في مؤتمر صحفي عقد يوم الثلاثاء، أعلن أسامة حمدان، المتحدث باسمها، إن الحركة أبلغت الوسطاء بأنه لا يمكنها الموافقة على مقترح لا ينص على اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية، و"اتفاق جدي وحقيقي" لمبادلة الأسرى الفلسطينيين بالرهائن.
وفي اليوم نفسه، اتهم سامي أبو زهري، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إسرائيل بعدم الجدية بشأن التوصل إلى اتفاق، وقال إن "البيت الأبيض يمارس ضغوطا على الحركة على الرغم من علمه أن المشكلة تكمن في الإسرائيليين".
ويقول العديد من سكان غزة إنهم يائسون لإنهاء الحرب، لكن المحللين يشيرون إلى أن حماس، وهي جماعة مسلحة، لا تستجيب لرغبات المدنيين في القطاع.
ويرى خبراء سياسيون أن قادة الحركة، بما في ذلك رئيسها في غزة يحيى السنوار، قد لا يكونون في عجلة من أمرهم لإنهاء الصراع، مدركين جزئيًا أن نفوذ حماس سوف يتضاءل بمجرد موافقتها على إطلاق سراح الرهائن.
وقال شخص مطلع على المفاوضات إن السنوار، العقل المدبر المفترض لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، لا يزال يتعين عليه إبداء رأيه في الاقتراح.
يأتي ذلك في وقت، كشفت فيه الصحيفة الأمريكية عن أن قطر تلقت "ردا إيجابيا" من حماس على مقترح بايدن، دون معرفة ما إذا تم التوافق على النقاط الخلافية التي تم ذكرها سابقا.
aXA6IDMuMTQyLjIxMi4xMTkg جزيرة ام اند امز