تصريحات ترامب عن غزة.. حفاوة إسرائيلية وصدمة فلسطينية
المتابع لمشهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاحظ فرحة غير مسبوقة.
الفرحة كانت تزداد مع كل تأكيد من قبل ترامب في البيت الأبيض عن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة. فرحة عبر عنها عومر دوستري، المتحدث بلسان نتنياهو، الذي كتب على منصة "إكس": "التاريخ يكتبه المنتصرون" مرفقًا إياها بصورة لنتنياهو يضحك إلى جانب ترامب.
ولا غرابة أن زعيم حزب "القوة اليهودية" ووزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير كان أول المرحبين بقوله على منصة "إكس" باللغة الإنجليزية: "دونالد، يبدو أن هذه بداية صداقة جميلة".
حتى أن بن غفير أوقف الحديث عن استمرار الحرب وبدأ بالحديث عن اليوم التالي للحرب وذلك للمرة الأولى منذ بداية الحرب.
وقال بن غفير: "الرئيس ترامب يتحدث عن أمور مهمة للغاية: الحل الوحيد لغزة هو تشجيع هجرة سكان غزة. وعندما قلت مرارًا وتكرارًا أثناء الحرب أن هذا هو الحل لغزة، سخروا مني".
وأضاف: "والآن أصبح الأمر واضحًا: هذا هو الحل الوحيد لمشكلة غزة، وهذه هي الاستراتيجية لليوم التالي. وأدعو رئيس الوزراء إلى الإعلان عن اعتماد الخطة في أقرب وقت ممكن والبدء في تحقيق تقدم عملي فوري".
واليوم التالي هو اليوم التالي للحرب، ما قد يشير إلى أن بن غفير الذي خرج من الحكومة بسبب مطالبته بمواصلة الحرب لم يعد كما كان.
وكتب الإعلامي اليميني الإسرائيلي عميت سيغال على منصة "إكس": "لقد كنا حالمين". وبدا سيغال وكأنه يهدي نهاية الحرب بإضافته: "إلى المئات الذين سقطوا دفاعًا عن الوطن في غزة، إلى فرق الجيش الإسرائيلي التي دمرت أوكار المقاومة، إلى سائقي الجرافات، إلى مقاتلي الأنفاق. إلى كل من مهد الطريق لهذه اللحظة". وكتب وزير التعليم الإسرائيلي يؤاف كيش على منصة "إكس": "شكرًا سيدي الرئيس".
وعنون موقع "واي نت" الإخباري الإسرائيلي: "إخلاء غزة من سكانها وتوطينهم في أنحاء العالم خطة ترامب إلى جانب نتنياهو". أما هآرتس فعنونت: "ترامب يدعم التهجير الدائم للفلسطينيين من غزة بدعم من نتنياهو".
وعنونت صحيفة معاريف الإسرائيلية: "ترامب في بداية اللقاء مع نتنياهو: سيضطر سكان غزة إلى المغادرة، دعونا نأمل ألا يريدون العودة".
وفي إشارة إلى تنفيذ المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، عنونت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية: ترامب: يمكن إنهاء صفقة الرهائن. لن تمتلك إيران سلاحًا نوويًا.
وكتب المعلق السياسي الإسرائيلي أتيلا سومفالفي على منصة "إكس": "لا توجد طريقة منطقية وعادلة وصادقة أخرى لقول ذلك: إن هذا المؤتمر الصحفي يمثل نجاحًا مجنونًا لنتنياهو. إنه ببساطة هدية مستمرة العطاء".
إشكالية المرحلة الثالثة
وبدا من تصريحات المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي التقى نتنياهو قبل ساعات، أن إسرائيل ستستكمل المرحلة الأولى والثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، ولكن ليس المرحلة الثالثة.
وقال ويتكوف للصحفيين: "لقد تمكنا من الوصول إلى المكان الصحيح في المرحلة الأولى. ونأمل أن نصل إلى المكان الصحيح في المرحلة الثانية، وما نحدده أنا ومستشار الأمن القومي، والذي حدده الرئيس ترامب بالمناسبة، هو أن المرحلة الثالثة، إعادة الإعمار، لن تسير بالطريقة التي يتحدث عنها الاتفاق، والتي هي برنامج مدته خمس سنوات. إنه أمر مستحيل فعليًا. لذا فإن ما نحاول القيام به هو أن نكون شفافين مع هؤلاء الناس. إذا ذهبت إلى غزة اليوم، وقد كنت هناك وشهدت ذلك. ترى الناس يذهبون إلى هناك، ويلتقطون خيمة، وفي بعض الظروف حرفيًا يستديرون مرة أخرى. لأنه لم يتبق شيء هناك".
أما مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل والتز فقال في نفس اللقاء: "علينا أن ننظر بواقعية إلى كيفية إعادة بناء غزة؟ كيف يبدو ذلك؟ ما هو الجدول الزمني؟ أعتقد أن الكثير من الناس كانوا ينظرون إلى جداول زمنية غير واقعية للغاية. نحن نتحدث عن 10 أو 15 عامًا وليس خمس سنوات، وهذا هو ما يتعين علينا العمل عليه. هذا جزء مما نعمل عليه مع رئيس الوزراء نتنياهو".
صدمة فلسطينية
وبمقابل الاحتفاء الإسرائيلي، فقد كانت هناك صدمة فلسطينية، وقال مسؤول فلسطيني كبير ل"العين الإخبارية" معلقًا على تصريحات ترامب: "لن يحدث".
ومن جهته، قال القيادي في حركة حماس الدكتور سامي أبو زهري ردًا على تصريحات ترامب: "نرفض تصريحات ترامب التي قال فيها "لا بديل أمام سكان قطاع غزة إلا مغادرته"، ونعتبرها وصفة لإنتاج الفوضى والتوتر في المنطقة".
وأضاف في بيان: "شعبنا في قطاع غزة لن يسمح بتمرير هذه المخططات، والمطلوب هو إنهاء الاحتلال والعدوان على شعبنا لا طرده من أرضه".
aXA6IDE4LjExNy4yMzMuNTEg جزيرة ام اند امز