غزة تحت النار.. إسرائيل توسع هجومها شمالا وشرقا

في الوقت الذي توعد فيه قادة إسرائيليون بالمضي في الهجوم المخطط له على غزة، قصفت طائرات ودبابات إسرائيلية الأطراف الشرقية والشمالية للمدينة مساء أمس السبت وحتى اليوم الأحد ودمرت مباني ومنازل.
وأفاد شهود بسماع دوي انفجارات لم تتوقف طوال الليل في حيي الزيتون والشجاعية، وقصفت الدبابات منازل وطرقا في حي الصبرة القريب، وفجرت القوات الإسرائيلية عدة مبان في مدينة جباليا الشمالية.
وتوهجت السماء بالنيران من مكان الانفجارات مما أثار حالة من الذعر ودفع بعض الأسر إلى الفرار من المدينة. وقال سكان آخرون إنهم يفضلون الموت على الرحيل.
توسيع العمليات
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد إن قواته عادت للانتشار في جباليا في الأيام القليلة الماضية لتفكيك أنفاق للمسلحين وتعزيز السيطرة على المنطقة.
وأضاف أن العملية هناك «تتيح توسيع نطاق القتال إلى مناطق إضافية وتمنع حماس من العودة لتنفيذ عمليات في هذه المناطق».
ووافقت إسرائيل هذا الشهر على خطة للسيطرة على مدينة غزة، واصفة إياها بأنها الحصن الأخير لحركة حماس. ومن المتوقع ألا يبدأ تنفيذ الخطة قبل بضعة أسابيع مما يفسح المجال للبلدين الوسيطين مصر وقطر لمحاولة استئناف محادثات وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل.
وتوعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم الأحد بالمضي قدما في الهجوم الذي أثار قلقا عالميا واعتراضات في الداخل.
وقال كاتس يوم الجمعة إن مدينة غزة ستسوى بالأرض ما لم توافق حماس على إنهاء الحرب بشروط إسرائيل وإطلاق سراح جميع الرهائن الذين لا تزال تحتجزهم.
رفض النزوح
ويعيش حاليا حوالي نصف سكان القطاع البالغ عددهم مليوني نسمة في مدينة غزة. وغادر بضعة آلاف منهم بالفعل حاملين أمتعتهم على متن مركبات وعربات.
يقول محمد (40 عاما): «بصراحة بطلت أعد المرات اللي اضطريت أنزح فيها أنا ومرتي وبناتي التلاتة. ما في مكان آمن لكن ما بقدر أغامر، إذا بيصير الاجتياح فجأة راح الاحتلال يستخدم قوة نار كبيرة».
ويقول آخرون إنهم لن يرحلوا مهما حدث. وقالت آية (31 عاما) ولديها أسرة من ثمانية أفراد "مش طالعين، خليهم يقصفوا الدار علينا".
وأضافت أنهم لا يستطيعون شراء خيمة أو تحمل تكاليف النزوح حتى لو أرادوا المغادرة، مضيفة: "إحنا جوعانين وخايفين وما معنا فلوس".
وقال التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مرصد عالمي لمراقبة الجوع، يوم الجمعة إن مدينة غزة والمناطق المحيطة بها تعاني رسميا من مجاعة من المرجح أن تتفشى.
ورفضت إسرائيل هذا التقييم وقالت إنه يتجاهل الخطوات التي اتخذتها منذ أواخر يوليو/تموز للسماح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة وعبرها.
وقالت وزارة الصحة في غزة اليوم الأحد إن ثمانية آخرين لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية والجوع في القطاع، مما يرفع عدد الوفيات الناجمة عن هذين السببين إلى 289 شخصا، من بينهم 115 طفلا، منذ اندلاع الحرب.
وتشكك إسرائيل في أرقام الوفيات التي تعلنها وزارة الصحة في القطاع.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMiA= جزيرة ام اند امز