خطاب بايدن بشأن غزة.. توريط لنتنياهو أم طوق نجاة؟
«لقد حان وقت انتهاء هذه الحرب، ليبدأ اليوم التالي»، جملة في خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن، سلطت وسائل الإعلام العبرية الضوء عليها، مؤكدة أنه خاطب الإسرائيليين من فوق رأس بنيامين نتنياهو.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، كشف في خطاب ألقاه يوم الجمعة، حول الشرق الأوسط، عن تفاصيل صفقة من 3 مراحل لإنهاء الحرب على غزة، مشيرًا إلى أن إسرائيل تقدمت بخارطة طريق من أجل وقف إطلاق نار مستدام وإطلاق سراح الرهائن.
فماذا يعني خطاب بايدن؟
يقول المحلل الأمني الإسرائيلي الشهير يوسي ميلمان في منشور عبر حسابه على منصة «إكس» (تويتر سابقا): «في الواقع، يتهم بايدن في خطابه الأكثر حزما (لكنه مهذب) نتنياهو بالرغبة في مواصلة الحرب دون أي خطة لإنهائها».
وأضاف: «وليس من قبيل الصدفة أن خطابه كان موجها في ذروة بث القنوات الإسرائيلية. إن خطابه هو في الواقع نداء لشعب إسرائيل فوق رؤوس التحالف (أي الحكومة) على أمل أن تتوقف الحرب على الفور».
وتابع: «لقد صاغ بتفصيل كبير خطته التي تم التوصل إليها في المفاوضات. ويدعو بايدن لحصول المفاوضين على صلاحيات، وهو ما يحجبه بيبي (نتنياهو) فعلياً عن (رئيس الموساد ديفيد) بارنياع (رئيس الشاباك رونين) بار وألون نيتسان (المسؤول عن ملف الأسرى)».
من جهتها قالت نيريا كراوس، مراسلة القناة 13 في واشنطن: «لقد تحدث بايدن مباشرة إلى الجمهور في إسرائيل من فوق رأس نتنياهو - في خطاب تاريخي وغير مسبوق الليلة».
وأضافت: «إنه خاطب الجمهور: حان وقت الصفقة، حان وقت إطلاق سراح المختطفين، ارفعوا صوت (..) هناك عناصر تريد أن تستمر الحرب إلى الأبد، وبعضهم في الحكومة. ويقول بايدن بصوته: حان الوقت لإنهاء الحرب».
أما غاي بيليغ، المحلل السياسي في القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية، فقال: «نتذكر خطاب بايدن الافتتاحي في بداية الحرب، عندما جاء إلى هنا، لقد فنقل رسالة إلى حزب الله، وإلى إيران، وإلى جميع أعدائنا، بأن لا يعبثوا معنا (لا تفعلوا!)، ثم حفظنا بايدن في مأمن من أعدائنا».
وأضاف: «واليوم يحفظنا بايدن في مأمن من أنفسنا، وكان هذا في الواقع خطابه الليلة (..) وهو (بايدن) في الواقع يقدم تأييداً للاقتراح الإسرائيلي. فهو يعترف بشمولية نتنياهو. وهو يعلم أن نتنياهو يستطيع بمفرده أن يقدم عرضاً، ثم يقول: ماذا؟ مستحيل! هل اقترحت؟».
وأردف بيليغ: «وهكذا وضع بايدن الاقتراح أولاً. وهو يدرك أن هناك عناصر سياسية في الحكومة تبتز نتنياهو وتسيطر عليه (في إشارة إلى إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش)، ويحذرنا (بايدن) من الاستسلام لتلك العناصر الخطيرة، ويؤكد: هذه هي الطريقة الوحيدة التي سيعود بها المختطفون».
وختم: «بمعنى آخر، يقول بايدن إنكم لن تندموا على إمكانية إعادة المختطفين بطريقة أخرى. وهذه هي النتيجة النهائية لبايدن. إنه يحمينا من أنفسنا».
بدوره، قال المعلق موشيه رادمان في منشور على منصة «إكس» (تويتر سابقا): «بايدن في رسالة واضحة للإسرائيليين - كل من يريد مستقبلاً أفضل، يريد السلام، يريد عودة المختطفين، عليه أن يرفع صوته الآن».
لكن ماذا نعرف عن المراحل الثلاث؟
الأولى تتضمن:
- وقفا كاملا لإطلاق النار.
- انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بالسكان في غزة.
- إطلاق سراح بعض الرهائن وبعض رفات الرهائن.
- بإمكان المدنيين الفلسطينيين العودة إلى منازلهم في غزة.
- زيادة في المساعدات الإنسانية.
الثانية تتضمن:
- وقفا دائما للأعمال العدائية.
- تبادلا لإطلاق سراح الرهائن الأحياء المتبقين.
- انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.
الثالثة تتضمن:
- خطة إعادة إعمار كبرى في غزة.
- إعادة من تبقى من الرهائن إلى عائلاتهم.
aXA6IDMuMTQ1LjMzLjIzMCA=
جزيرة ام اند امز