حرب غزة في شهرها العاشر.. غارات مكثفة ومفاوضات مهددة
عمليات وتوغلات وغارات إسرائيلية في مدينة غزة وُصفت بأنها واحدة من أعنف المعارك، وتحذيرات من عودة مفاوضات التهدئة لنقطة الصفر
واليوم الثلاثاء، كثفت القوات الإسرائيلية من عملياتها في أحياء بمدينة غزة لاسيما الشجاعية وتل الهوا والصبرة، على الرغم من تحذيرات قادة حماس من أن الهجوم قد يضر بمحادثات وقف إطلاق النار الجارية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته تقاتل في حي الشجاعية.
في هذه الأثناء، احتجت الأمم المتحدة، على الأوامر الإسرائيلية الأخيرة للإخلاء الجماعي لسكان قطاع غزة، واعتبرتها "مروعة".
وكانت إسرائيل قد أصدرت الإثنين أوامر إخلاء جديدة تشمل معظم أحياء مدينة غزة وسط قتال عنيف.
قلق أممي من أوامر الإخلاء
وتعتبر أوامر الإخلاء هذه الثالثة منذ 27 يونيو/حزيران الماضي لسكان شمال قطاع غزة، بالإضافة إلى أمر إخلاء لسكان جنوب قطاع غزة في ذات الفترة، في تصعيد جديد للعمليات العسكرية الإسرائيلية.
وتقول الأمم المتحدة إن عشرات آلاف الأشخاص اضطروا إلى الفرار.
وبحسب سكان تحدثوا لمراسل فرانس برس، لا تزال حركة النزوح مستمرة إلى خارج المدينة فيما يقول آخرون إن ملجأهم الذين وصلوا إليه أصبح هدفا عسكريا أيضا.
وهو ما لفت إليه مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن سكان غزة الذين طلب منهم مغادرة وسط مدينة غزة إلى الغرب الإثنين انخرطوا في قتال جديد عندما كثف الجيش الإسرائيلي "ضرباته في جنوب وغرب المدينة مستهدفا نفس المناطق التي أصدر تعليمات للناس بالانتقال إليها".
وطالب الجيش من سكان مدينة غزة الانتقال إلى دير البلح وسط القطاع، والمكتظة أصلا بالفلسطينيين النازحين من مناطق أخرى.
وفي ضوء ذلك، جددت الأمم المتحدة دعوتها لإسرائيل "ببذل كل الجهود لضمان سلامة المدنيين في غزة”.
واليوم الثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة في غزة، وصول أعداد القتلى الذين سقطوا جراء الحرب الإسرائيلية منذ اندلاعها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى أكثر من 38 ألف فلسطيني.
مفاوضات على صفيح ساخن
في سياق آخر، يعمل الوسطاء في مصر على محاولة التوصل إلى وقف طال انتظاره للقتال الذي دخل شهره العاشر في غزة.
وأمس الإثنين، قال البيت الأبيض إن مسؤولين أمريكيين موجودون في مصر لإجراء مناقشات تهدف إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وصرح المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي للصحفيين، أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز، وبريت ماكجورك، المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، موجودان في القاهرة لإجراء محادثات مع نظرائهم المصريين والإسرائيليين.
وأشار كيربي إلى وجود "بعض الفجوات بين الجانبين"، مستدركا " لكننا لم نكن لنرسل فريقا إلى هناك إذا لم نعتقد أن لدينا فرصة هنا، لسد هذه الفجوات بأفضل ما نستطيع".
وغدا الأربعاء، يتوجه مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ورئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) إلى الدوحة، للبحث في اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.حسبما أفاد مصدر مطّلع على جهود الوساطة وكالة فرانس برس.
وتبذل قطر منذ أشهر جهود وساطة بالاشتراك مع كل من مصر والولايات المتحدة للتوصل إلى هدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع.
من جهته، أكد مسؤول فلسطيني مطلع على المفاوضات، لفرانس برس، أن جولة مباحثات الدوحة سيحضرها أيضا وسطاء من مصر، متوقعا أن تنطلق الأربعاء.
ووفق المسؤول الفلسطيني، سيرأس خليل الحية وفد حماس الذي يضم عدداً من المسؤولين والفنيين في الحركة.
وكشف أنه "ستجري مناقشة كافة تفاصيل الاقتراح الاسرائيلي الذي يحظى بموافقة أمريكية، ومناقشة رد حماس".
نقاط الخلاف
وتطرق المسؤول نفسه إلى نقاط الخلاف التي لا تزال عالقة بين الجانبين أبرزها:
- وضع اسرائيل فيتو على مئة أسير فلسطيني من ذوي الأحكام العالية ممّن أمضوا أكثر من 15 عاما في السجون الإسرائيلية ومن بينهم عدد من القادة الكبار في حماس وفتح والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية.
- اشتراط حماس تعهّد الوسطاء بانسحاب إسرائيلي كامل من معبر رفح ومحور فيلادلفيا في الأسبوع الخامس لسريان الاتفاق حال البدء بتنفيذه.
- نقاط أخرى عالقة، لكن يمكن أن يتم تجاوزها، تتعلق بآلية عودة النازحين من جنوب القطاع إلى مدينة غزة وشمال القطاع.
وأمس الإثنين، اعتبرت حركة حماس، أن ما يقوم به الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة "يعيد التفاوض إلى نقطة الصفر".