4 سيناريوهات لمرحلة غزة القادمة.. خفض التصعيد مفتاح تهدئة الشمال
خلافات تضرب إسرائيل بشأن غزة، ومع ذلك بدا نتنياهو وكأنه يشير إلى أن قواته لن تسعى بعد الانتهاء من رفح، لغزو المنطقة الوحيدة المتبقية
وقبل يومين، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن المرحلة المكثفة من الحرب في قطاع غزة على وشك الدخول في مرحلة جديدة قريبا، لم يحدد ملامحها.
ومهما كانت الراحة التي قد تجلبها تصريحات نتنياهو بعد أكثر من نصف عام من حرب وحشية أوقعت أكثر من 37 ألف قتيل فلسطيني، إلا أن رئيس وزراء إسرائيل، أوضح بسرعة أمرين:
- أن وقف إطلاق النار في غزة ليس في متناول اليد.
- وأن المعركة التالية قد تكون في لبنان، مع حزب الله.
وإلى جانب نتنياهو، كانت هناك تصريحات لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الذي كان في واشنطن يوم الإثنين، والتي تشير إلى أن تركيز الخطاب السياسي والتخطيط الاستراتيجي الإسرائيلي يتحول إلى الحدود الشمالية مع لبنان.
وفي بيان صدر يوم أمس، قال مكتب غالانت إنه ناقش مع المسؤولين الأمريكيين "الانتقال إلى المرحلة ج في غزة وتأثيرها على المنطقة، بما في ذلك تجاه لبنان والمناطق الأخرى".
وفي وقت مبكر من الحرب، حدد غالانت خطة معركة من ثلاث مراحل تضمنت غارات جوية مكثفة ضد أهداف حماس، وعمليات برية تهدف إلى "القضاء على جيوب المقاومة"، ومرحلة ثالثة، أو المرحلة ج، من شأنها أن تخلق "واقعًا أمنيا جديدا لمواطني إسرائيل"
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تخوض إسرائيل صراعا منخفض المستوى مع حزب الله أدى إلى نزوح مئات الآلاف من المدنيين على جانبي الحدود. لكن القتال طغى عليه الحرب الأكبر في غزة.
بيْد أن التحول في الخطاب خلال عطلة نهاية الأسبوع قد يكون نذيرا لتصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل. وفق ما تقرير طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
ومنذ أشهر، حذر المسؤولون الإسرائيليون من أنهم قد يغزون لبنان إذا لم يسحب حزب الله، قواته من قرب الحدود. كما هدد حزب الله بضرب إسرائيل.
وتقول "نيويورك تايمز"، إن التخفيف من حدة القتال في غزة قد يؤدي أيضا إلى خلق مساحة لخفض التصعيد في الأعمال العدائية على الحدود اللبنانية، حيث إن حزب الله كان قد انضم للقتال تضامنا مع حماس، وأشارت قيادته إلى أنها قد تنهي حملتها إذا خفت حدة الحرب في القطاع.
واستعرضت الصحيفة 4 سيناريوهات قد تتطور بها الأمور، سواء في قطاع غزة أو على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان.
السيناريو الأول: الغارات على غزة
بمجرد انتهاء الحملة الإسرائيلية في رفح في الأسابيع المقبلة، من المتوقع أن يركز الجيش على عمليات إنقاذ الرهائن في مختلف أنحاء قطاع غزة، مثل تلك التي أنقذت أربعة في أوائل يونيو/حزيران الجاري، وقتلت العشرات من الفلسطينيين.
ويقول المسؤولون العسكريون أيضا إنهم سيواصلون مداهمة الأحياء التي استولوا عليها خلال المراحل السابقة من الحرب، لمنع عناصر حماس من استعادة الكثير من قوتهم في تلك المناطق
وتشمل نماذج هذا النوع من العمليات عودة إسرائيل إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة في مارس/آذار، بعد أربعة أشهر من أول غارة عليه، أو عمليتها التي استمرت ثلاثة أسابيع في مايو/أيار في جباليا، والتي استولت عليها القوات الإسرائيلية أيضا لأول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني.
السيناريو الثاني: فراغ السلطة في غزة
من خلال الانسحاب من معظم غزة دون التنازل عن السلطة لقيادة فلسطينية بديلة، قد تسمح إسرائيل لقادة حماس بالاحتفاظ بسلطتهم.
وهنا، من الممكن أن يمنع الجيش الإسرائيلي حماس من العودة إلى قوتها السابقة إذا شن غارات منتظمة على غزة - ولكن هذا من شأنه أن يطيل أمد فراغ السلطة حيث تتنافس العشائر والعصابات الكبيرة مع حماس على النفوذ.
وهذا الفراغ من شأنه أن يجعل إعادة بناء غزة وتوزيع المساعدات وتخفيف معاناة المدنيين أكثر صعوبة.
ومن المتوقع أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة على حدود غزة مع مصر.
السيناريو الثالث: الحرب مع حزب الله، أو خفض التصعيد
من خلال نقل المزيد من القوات إلى الحدود الشمالية، سيكون الجيش الإسرائيلي في وضع أفضل للتوجه إلى تلك الجبهة، حتى يتمكن من إجبار مقاتلي حزب الله على الابتعاد عن الحدود.
ولكن حشد القوات هناك قد يؤدي إلى المزيد من الهجمات الصاروخية من جانب حزب الله، مما يزيد من احتمالات حدوث خطأ في الحسابات قد يتحول إلى حرب شاملة.
وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، قد حذر الأسبوع الماضي من أن الحزب قد يهاجم إسرائيل.
في الوقت نفسه، قد يوفر إعلان إسرائيل أنها تنتقل إلى مرحلة جديدة في غزة سياقا لخفض التصعيد.
وقد يمنح تقليص القتال في غزة حزب الله متنفسا.
ويُمكن أن تدفع فترة من الهدوء النسبي على طول الحدود اللبنانية أيضا النازحين الإسرائيليين إلى العودة إلى ديارهم. وهذا بدوره من شأنه أن يخفف الضغوط على حكومة نتنياهو لاتخاذ إجراءات أكثر حزما ضد حزب الله.
السيناريو الرابع: استمرار التوترات مع إدارة بايدن
من خلال الإعلان عن الانسحاب من غزة، قلل نتنياهو من مصدر واحد للاحتكاك مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، لكنه حافظ على مصادر أخرى.
بايدن من جهته، انتقد سلوك إسرائيل في الحرب، حتى مع استمرار إدارته في تمويل تل أبيب وتزويدها بالأسلحة.
ولكن الحرب الأقل تدميرا في غزة ستوفر فرصة أقل للنقاش مع واشنطن حول الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية. بحسب نيويورك تايمز.
غير أن نتنياهو رفض صياغة خطة واضحة لحكم غزة بعد الحرب، فضلا عن الاحتمال المتبقي لغزو إسرائيل للبنان، يترك فرصة كبيرة للخلاف مع واشنطن.
وتريد إدارة بايدن إنهاء القتال مع حزب الله، وقد ضغطت على نتنياهو لأشهر لتمكين قيادة فلسطينية بديلة في غزة.
لكن نتنياهو أبقى مستقبل غزة غامضا، وسط ضغوط من شركائه في الائتلاف اليميني لاحتلال المنطقة وإعادة توطينها مع الإسرائيليين.