بسبب غزة.. جنود أمريكيون يرفضون الخدمة في الجيش
طلب طياران في الجيش الأمريكي الحصول على وضع «المستنكف ضميرياً» بسبب دعم بلادهما إسرائيل في حربها المستمرة في غزة.
وذكرت شبكة "ان بي سي نيوز" الأمريكية أن وفاة الطفلة هند رجب البالغة من العمر 6 سنوات في شباط/فبراير الماضي، بنيران الجيش الإسرائيلي، التي لقيت إدانة دولية، كانت وراء قرار الطيار الأمريكي لاري هيبرت جونيور، السعي للحصول على وضع "المستنكف ضميرياً".
وقال الجندي، الذي عمل بشكل مباشر على عملية أمريكية لتوفير مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، إن الطفلة هند تشبه ابنته، وما حصل كان صعباً جداً فهمه، وإن كلّ هؤلاء الأطفال لديهم تطلعات وأحلام، و"من غير المبرّر دعم ما يحدث".
كذلك كان الأمر بالنسبة إلى الطيار الأمريكي خوان بيتانكورت، الذي قال بعد أن شاهد لقطات الموت والدمار في غزة، إنّه "لم يعد بإمكانه تجاهل دور الحكومة الأمريكية في الحرب، بما في ذلك إمداداتها من الأسلحة والتغطية الدبلوماسية والاستخبارات".
وأضاف بيتانكورت، خلال مقابلة في سان أنطونيو بولاية تكساس: "أرى ذبح الآلاف من المدنيين الأبرياء، كل ذلك بينما يراقب العالم من خلال هواتفهم الذكية".
وأوضح أن مشاهدة الدمار عن قرب كانت "محرك" قراره أن يصبح "مستنكفاً ضميرياً"، مؤكداً أنه ليس وحيداً في الشعور بهذه الطريقة.
ويتابع: "آمل بالتأكيد أن يرى قادتنا أن جرائم الحرب التي تحدث، وآلاف مقاطع الفيديو لأطفال مشوهين التي تصل إلى هواتفنا، تغيّر ضمير الشعب الأمريكي، داخل الجيش وخارجه".
وأكد أن نقطة التحوّل بالنسبة إليه كانت مقتل الجندي آرون بوشنل الذي أقدم على إحراق نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن احتجاجاً على الحرب.
ويؤكد هيبرت وبيتانكورت، اللذان جُنّدا في عام 2022، أن حجم الفظائع دفعهما إلى التشكيك في مشاركتهما في نظام عسكري يعتقدان أنه يساعد في إدامة عدد القتلى الفادح، وإذ أشار كلاهما إلى العدوان الإسرائيلي على غزة باعتباره "إبادة جماعية"، قالا إن المشاهد الآتية من المنطقة لا تؤثر عليهما فحسب، بل على العديد من الأمريكيين أيضاً.
وتذكر الشبكة نقلاً عن القوات الجوية الأمريكية أن الأخيرة تعاملت مع 36 طلباً للاستنكاف ضميرياً منذ بداية عام 2021، جرت الموافقة على 29 منها.
ما وضع المستنكف ضميريا؟
وفقا لتعريف وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) "الاستنكاف الضميري هو اعتراض حازم وثابت وصادق، على المشاركة في الحرب بأي شكل من الأشكال، أو حمل السلاح، على أساس مبادئ دينية أو أخلاقية".
أما المفوضية السامية لحقوق الإنسان فتقول إن "الحق في الاستنكاف الضميري من الخدمة العسكرية يستند إلى المادة 18 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي يضمن الحق في حرية الفكر والوجدان والدين والمعتقد.
وتضيف المفوضية عبر موقعها "أقر مجلس حقوق الإنسان، وقبله لجنة حقوق الإنسان، بحق كل فرد في الاستنكاف الضميري من الخدمة العسكرية باعتبارها ممارسة مشروعة للحق في حرية الفكر والوجدان والدين".
aXA6IDMuMTQ0LjMxLjY0IA== جزيرة ام اند امز