معركة موسكو.. «الكابوس الأبيض» الذي هزم أقوى جيش بالعالم
وضعت معركة موسكو التي دارت رحاها بين أكتوبر/تشرين الأول 1941 ويناير/كانون الثاني 1942 سطر النهاية لآلة الحرب النازية.
فبعد أشهر من الهجمات والهجمات المضادة عندما حاولت القوات الألمانية اجتياح موسكو، ألقت التعزيزات السوفياتية والشتاء الروسي القاسي بظلالها على القوات الألمانية، مما أسهم في إحباط خطط ألمانيا وأنهك قواتها وأحبط معنوياتها.
- صدفة و3 أنفاق ورعب.. قصص «الهروب الكبير» في الحرب العالمية
- حيوانات في الحرب العالمية الأولى.. «محاربون» بأجنحة وذوات أربع
خلفية
في 22 يونيو/حزيران 1941، أطلقت القوات الألمانية عملية بربروسا وغزت الاتحاد السوفياتي، كان الألمان يأملون في بدء العملية في مايو/أيار، لكنهم تأخروا بسبب الحملة في البلقان واليونان.
ومع بداية الحرب تمكنت القوات الألمانية من التغلب على القوات السوفياتية وحققت مكاسب كبيرة، وأثناء التوجه شرقا تمكنت قوات المارشال فيدور فون بوك من الانتصار في معركة بياليستوك-مينسك في يونيو/حزيران، مما أدى إلى تحطم الجبهة الغربية السوفياتية وقتل أو أسر أكثر من 340 ألف جندي سوفياتي، وبعد عبور نهر دنيبر بدأ الألمان معركة طويلة من أجل سمولينسك، على الرغم من تطويق المدافعين وسحق ثلاثة جيوش سوفياتية، تأخر بوك حتى سبتمبر/أيلول قبل أن يتمكن من استئناف تقدمه نحو موسكو.
العملية تايفون
أطلق الجيش الألماني عملية تايفون، التي كانت عبارة عن هجوم شامل لقوات وجدت على بعد مئات الكيلومترات من موسكو، ولإنجاح هذه العملية جمع الألمان نحو 1.8 مليون عسكري، ما يقدر بنصف قواتهم بالجبهة الشرقية، مدعومين بنحو 1700 دبابة و1400 طائرة حربية.
وسعى الألمان إلى استخدام تكتيك الكماشة في عمليتين هجوميتين، تمثلت الأولى في هجوم الجيشين الرابع والثالث بانزر على حصن كالينين شمال موسكو، ما سيؤدي إلى قطع سكة الحديد الواصلة بين موسكو ولينينغراد تزامنا مع الهجوم. بينما كانت الخطة الهجومية الثانية في جنوب إقليم موسكو على الجبهة الغربية جنوب مدينة تولا، ونفذها الجيش الثاني بانزر، بينما تقدم الجيش الرابع من الغرب مباشرة نحو موسكو.
الدفاعات السوفياتية
وإدراكًا منهم للتهديد الذي يواجه موسكو، بدأ السوفيات في بناء سلسلة من الخطوط الدفاعية أمام المدينة، امتد الأول بين رزيف وفيازما وبريانسك، بينما تم بناء خط مزدوج ثانٍ بين كالينين وكالوغا أطلق عليه اسم خط دفاع موزهايسك، ولحماية موسكو تم تجنيد مواطني العاصمة لبناء ثلاثة خطوط من التحصينات حول المدينة.
المعركة:
توجه الألمان إلى موسكو بقيادة الجنرال غودريان إلى موسكو لكن تعطلت كتائب الجيش الألماني بسبب المناخ البارد والثلوج، لكن لم يكن هناك شيء يوقفهم فتمكن قيادات الجيش السوفياتي من إيقاف الدبابات الألمانية من الوصول إلى الساحة الحمراء.
نظم ستالين دفاع موسكو مع أحد أبرز جنرالاته هو الجنرال غيورغي جوكوف المختص باستراتيجية الدبابات، وكانت خطة جوكوف أن يتم الهجوم من محورين، الأول شمالي شرق والآخر جنوبي شرقي مع بقاء المواقع الدفاعية ثابتة على حدود موسكو، فتمكن من محاصرة الجيش الألماني، بعده شن الجيش الروسي على مناطق كانت تحت السيطرة الألمانية وانسحبت القوات الألمانية إلى الغرب.
عندما تمكن السوفيات من إيقاف تقدم الألمان، اضطر الألمان إلى الانسحاب تجاه مواقعهم حول مدن أوريول وفيازما وفيتيبسك إثر استراتيجية الهجوم المضاد السوفياتية وعدد من العمليات العسكرية صغيرة النطاق.
وتمكن السوفيات تقريبا من محاصرة 3 جيوش ألمانية وتطويقها، كانت تلك الأحداث انتكاسة كبرى بنظر الألمان، ومثلت نهاية فكرة الانتصار الألماني السريع على أراضي الاتحاد السوفياتي، جراء تلك العمليات الهجومية الفاشلة، أُقيل المشير فالتر فون براوخيتش من منصب القائد الأعلى للجيش الألماني، وحلّ هتلر محله.
هجوم سوفياتي مضاد
بحلول 5 ديسمبر/كانون الأول، أطلق جوكوف العنان لهجوم مضاد لطرد الألمان من موسكو. وتزامنت بداية الهجوم مع أمر هتلر للقوات الألمانية باتخاذ موقف دفاعي. لعدم قدرتهم على تنظيم دفاع قوي في مواقعهم المتقدمة، تم إجبار الألمان على الخروج من كالينين في 7 ديسمبر/كانون الأول، وتحرك السوفيات لتطويق جيش بانزر الثالث في كلين، فشل هذا وتقدم السوفيات نحو رزيف.
ما بعد الكارثة
أدى فشل القوات الألمانية في موسكو إلى الحكم على ألمانيا بخوض صراع طويل على الجبهة الشرقية واستنزف الغالبية العظمى من القوى البشرية والموارد الألمانية خلال الفترة المتبقية من الصراع.
ولا تزال الخسائر البشرية في معركة موسكو موضع نقاش، لكن التقديرات تشير إلى أن خسائر ألمانيا تراوحت بين 248.000 إلى 400.000 قتيل وتراوحت الخسائر السوفياتية بين 650.000 إلى 1.280.000 قتيل.
ومع حشد قوتهم ببطء، نجح السوفيات في قلب مجرى الحرب في معركة ستالينغراد في أواخر عام 1942 وأوائل عام 1943.
aXA6IDE4LjExOS4xNjMuOTUg جزيرة ام اند امز