«ذئاب» من زمن الحرب الباردة.. روسيا تناور في بحر الشمال
في وقت الصراعات عالمية الطابع، يكثف كل طرف أنشطة جمع المعلومات عبر آليات تبدو أحيانا "غير مشتبه بها"، مثل سفن الصيد وغيرها من الوسائل.
وتوصل تحقيق مشترك، أجرته منصة "تتبع المال" وصحيفة "De Tijd" البلجيكية، أن أسطول السفن الروسية "المشتبه بها في التجسس"، نما إلى ما يقرب من 200 سفينة مدنية.
وخلص التحقيق إلى أن روسيا قامت بزيادة عدد قوارب الصيد وسفن الشحن وناقلات النفط وسفن الأبحاث واليخوت الترفيهية في هذه المنطقة بشكل كبير، وفقا لما نقلته مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
التحقيق تابع أن الأسطول "يشتبه في أنه يعمل على جمع معلومات استخباراتية عن مواقع البنية التحتية الحيوية وخطوط الأنابيب في بحر الشمال، من أجل تخريبها أو تعطيلها".
الأكثر من ذلك، قال التحقيق: "يشتبه في تورط السفن فيما يقرب من 1000 حادثة تجسس في بحر الشمال، ويرسو معظمها في ألمانيا والنرويج وهولندا".
وزعم أن السفن التي ترفع العلم الروسي تشارك بانتظام في أنشطة التسكع المشبوهة"، قبل أن يضيف "بدلاً من إجراء الأبحاث أو نقل البضائع أو استخدامها لأغراض الصيد، يجري استخدام هذه السفن لاستكشاف المواقع ونقاط الضعف في البنية التحتية الحيوية لبحر الشمال".
في هذا السياق، قال توماس دي شبيغيلير، المتحدث باسم خلية الأمن البحري التابعة للخدمة العامة الفيدرالية البلجيكية للتنقل والنقل: "السفن الروسية مشتبه بها، حتى لو حافظت على نمط إبحار طبيعي للغاية".
وفسر دي شبيغلير ذلك قائلا: "كل سفينة روسية، حتى لو كانت تعمل لصالح شركة خاصة، تعمل لصالح الحكومة الروسية في نهاية المطاف".
كما علق موقع "أجينستفو" الاستقصائي الروسي المستقل، يوم الجمعة، على نتائج التحقيق، وقال "روسيا تستخدم حوالي 200 سفينة مدنية للتجسس في بحر الشمال. هذا لم يحدث منذ الحرب الباردة".
10 سنوات
ووفقا لـ"نيوزويك"، ارتبطت السفن الروسية بالتجسس على البنية التحتية في بحر الشمال منذ عام 2014.
إذ خلص تحقيق سابق أجرته هيئات البث العامة الدنماركية والفنلندية والسويدية والنرويجية، إلى أن ما لا يقل عن 50 سفينة روسية، يفترض أنها سفن مدنية وسفن صيد، كانت "تتسكع" بالقرب من محطات الطاقة والنفط وحقول الغاز ومناطق التدريب العسكري.
هيئات البث، التي عملت على هذا التحقيق، ذكرت أن السفن الروسية قامت بعملية "التسكع" بالتزامن مع تدريبات سابقة لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
"شكوك"
الأمر لم يتوقف عند هذا المستوى، بل امتد إلى شكوك وتحقيقات عسكرية رسمية داخل أروقة الدول الغربية، وفقا للمجلة الأمريكية.
إذ أثارت قائدة البحرية السويدية، إيوا سكوج هاسوم، مخاوف بشأن السفن الروسية العاملة في بحر البلطيق في أبريل/نيسان الماضي.
وقالت إن روسيا "ربما تقوم بالتجسس في بحر البلطيق باستخدام أسطول الظل الخاص بها من ناقلات النفط".
ويعمل ما يسمى بأسطول الظل التابع لموسكو في بحر البلطيق ويتكون من سفن قديمة تحمل وثائق ملكية غامضة وتفتقر إلى التأمين المناسب، وفي كثير من الأحيان تغير تسجيلات العلم الخاصة بها.
سكوج هاسوم صرحت لهيئة الإذاعة العامة السويدية، بأن البحرية السويدية "كانت تتعقب سفن الشحن هذه ووجدت أن بعضها يمكن استخدامه للتجسس نظرًا لوجود معدات اتصالات وإشارات على متنها".
واستطردت: "على سبيل المثال، نعثر على هوائيات وصواري لا تنتمي عادة إلى سفن الصيد، لذلك نشعر أن هناك في بعض الأحيان أهدافا أخرى مرتبطة بأنشطتها (أي السفن)".
كما أكدت سكوج هاسوم أن البحرية السويدية "لديها أيضًا وثائق تفيد بأن سفن أسطول الظل الروسي يمكن استخدامها لاعتراض الاتصالات".
فيما يقول بعض الخبراء، إن روسيا تستخدم سفن أسطول الظل، للتحايل على القيود المفروضة على صادراتها النفطية.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC4xNzIg جزيرة ام اند امز