نتنياهو أمام خيارين في التعامل مع قطاع غزة.. و«حماس» تتمنع

أوقفت إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية الجهود للتوصل إلى حل جزئي لقطاع غزة وتسعيان إلى حل شامل.
الحل يرتكز على وقف الحرب بمقابل إعادة الرهائن الإسرائيليين، ونزع سلاح "حماس"، ونزع السلاح من قطاع غزة.
لكنّ إسرائيل تقول إن حركة "حماس" باتت تستغل الموجة العالمية ضد التجويع في غزة من أجل فرض المزيد من الضغوط على إسرائيل.
وعلى ذلك فقد أشار المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى أنه سيتم السعي أولا لوقف الأوضاع المأساوية الصعبة في غزة ثم العودة إلى المفاوضات.
وبحسب ويتكوف، فإن المعادلة حينها ستكون وقف إسرائيل للحرب بمقابل موافقة حركة "حماس" على نزع سلاحها.
وأبلغ المبعوث الأمريكي عائلات الرهائن المحتجزين لدى "حماس" بأنه يعمل مع الحكومة الإسرائيلية على خطة من شأنها إنهاء الحرب في غزة فعليا.
وفي تسجيل للاجتماع مع عائلات الرهائن اطلعت عليه "رويترز"، سُمع ويتكوف وهو يقول "لدينا خطة جيدة للغاية نعمل عليها مع الحكومة الإسرائيلية ومع رئيس الوزراء (بنيامين) نتنياهو... لإعادة إعمار غزة. وهذا يعني عمليا نهاية الحرب".
وأضاف ويتكوف أن "حماس مستعدة لنزع سلاحها لإنهاء الحرب".
حماس ترد
لكنّ حركة "حماس" سارعت لرفض نزع سلاحها وهو ما يقول الإسرائيليون إنه يضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام خيارين؛ إما الضغط من أجل الاتفاق الشامل وإما محاصرة مدينة غزة والمخيمات الوسطى في قطاع غزة.
وفي الغضون تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان تلقته "العين الإخبارية"، السبت إن "قوات الفرقة 99 تقاتل في وسط وشمال قطاع غزة"، مضيفا: "بالتوازي، تقاتل قوات الفرقة 162 في شمال قطاع غزة".
وتابع: "في جنوب قطاع غزة، تواصل قوات فرقة غزة (143) وقوات الفرقة 36 النشاط العسكري".
مفاوضات متوقفة
يتركز الاهتمام العالمي على وقف حالة المجاعة في قطاع غزة، وبالتزامن فإن المفاوضات لإبرام اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في غزة متوقفة.
وقد أعلن مصدر سياسي إسرائيلي للقناة الإخبارية 14 الإسرائيلية انهيار المحادثات، قائلا: "حماس انسحبت وهي غير مستعدة للتفاوض، ليس هناك من يمكن التحدث معه على الجانب الآخر".
وبحسب القناة الإسرائيلية فإن "إسرائيل والولايات المتحدة بدأتا تدركان حاجتهما إلى تغيير مسارهما: فبدلاً من السعي إلى صفقة لإطلاق سراح بعض الرهائن، انتقلا إلى خطة تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن، ونزع سلاح حماس، ونزع سلاح القطاع".
وأضافت: "وفي الوقت نفسه، وبشكلٍ مثير للغضب، ستزيد الدولتان المساعدات الإنسانية المقدمة إلى غزة، بينما يستمر القتال هناك".
وفي هذا الصدد، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش: "أعلن بوضوح أنه لن تكون هناك مفاوضات أخرى مع حماس بشأن اتفاق جزئي. الاتفاق الوحيد الممكن هو استسلامها الكامل - العودة غير المشروطة لجميع رهائننا، ونزع سلاحها، ونزع سلاح غزة، ونفي قادة حماس، وإمكانية مغادرة غزة لمن يرغب بذلك".
خياران رئيسيان:
وتشير القناة الإسرائيلية إلى أن "إسرائيل تواجه الآن خيارين رئيسيين.
الأول:
اتخاذ خطوة حاسمة، تتضمن احتلال قطاع غزة بأكمله لهزيمة حماس، مع المخاطرة بحياة الرهائن.
الخيار الثاني:
الأكثر ترجيحًا، فهو محاصرة الجيوب التي لا تزال تحت سيطرة حماس".
وأضافت: "تشير كل الدلائل إلى أن إسرائيل ستحاصر مدينة غزة والمعسكرات المركزية في القطاع، وستنتقل إلى تكتيك الاستنزاف التدريجي لمنظمة حماس بدلاً من اتخاذ نهج عسكري لهزيمتها".
وتابعت: "الفكرة هي أن التآكل البطيء سيؤدي في النهاية إلى انهيار حماس، ونأمل أن يُفضي أيضًا إلى إطلاق سراح الرهائن - وهو النصر النهائي".
ولم تعلق إسرائيل رسميا على إعلام حركة "حماس" أنها لن تتخلى عن سلاحها، لكنّ إسرائيل تشترط أي اتفاق بهذا الأمر.
ضغوط متبادلة
وتواصل "حماس" الضغط على الحكومة الإسرائيلية من خلال نشر صور وفيديوهات لرهائن إسرائيليين تظهر عليهم علامات الجوع.
وتدفع هذه الصور ومقاطع الفيديو الإسرائيليين للتحرك ميدانيا للضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل التوصل إلى اتفاق.
وبالمقابل فإن الصور للحالات الإنسانية المتردية للفلسطينيين في قطاع غزة تحرك العالم من أجل وقف الحرب وتوفير المساعدات الإنسانية للسكان.