حرب غزة بيومها الـ110.. أسئلة «تربك» إسرائيل و«قص العشب» يخيفها
تقترب حرب غزة من عتبة شهرها الخامس وما زالت إسرائيل تبحث عن أهدافها فوق الأرض وتحتها، فما الذي حققته تل أبيب بعد 110 أيام من القتال؟
سؤالٌ أجاب عنه مسؤولون عسكريون وأمنيون إسرائيليون في تصريحات لهم لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
فمع بدء الجيش الإسرائيلي بالانسحاب التدريجي البري من قطاع غزة، فإن المكاسب التي حققها ضد حماس كبيرة ولكنها غير كاملة، وهي مهددة بسبب الافتقار إلى استراتيجية ما بعد الحرب، وفق هؤلاء المسؤولين.
وعلى الرغم من استمرار القتال البري المكثف في مدينة خان يونس وأجزاء أخرى من جنوب قطاع غزة، يقول الجيش الإسرائيلي إنه ينتقل إلى حملة أكثر تركيزًا من الغارات والاغتيالات المستهدفة، بهدف القضاء على القيادة العسكرية لحماس.
ومنذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، دمّرت إسرائيل معظم الجزء الشمالي من القطاع، وقتلت أكثر من 25 ألف شخص، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
ما التقدم الذي حققته إسرائيل في غزة؟
يتحدث مسؤول عسكري للصحيفة الأمريكية، عن أن "الحرب ألحقت الضرر بحماس باعتبارها كيانا إرهابيا، لكن هذه ليست مهمة مدتها ثلاثة أشهر".
وتقول إسرائيل إنها دمرت الآلاف من مخزونات الأسلحة ومواقع إنتاج الصواريخ وممرات الأنفاق على مدى ثلاثة أشهر من المعارك في غزة.
ولكن بدون استراتيجية "اليوم التالي"، كما يقول المسؤولون، فإن هذه الإنجازات يمكن أن تكون عابرة.
وبحسب المسؤول العسكري فإن العملية البرية والجوية في غزة فككت بشكل فعال غالبية ألوية حماس الخمسة – المكونة من 24 كتيبة، تضم كل منها ما يصل إلى 1400 مقاتل.
كما تم تعطيل 17 كتيبة من أصل 24 كتيبة تابعة لحماس، معظمها في الأجزاء الوسطى والشمالية من القطاع.
الجنرال عساف أوريون، ضابط احتياط كان في الخدمة الفعلية بعد هجمات حماس، يقول: "إنها (حماس) تتغير من هيكل إلى كومة، لكن لا يزال بإمكان الكومة أن تقاومك".
وأضاف: "هذا لا يعني أن حماس ماتت، لكنهم بالتأكيد لا يستطيعون فعل ما فعلوه في 7 أكتوبر".
وتبين أن شبكة أنفاق حماس أكثر اتساعا بكثير من تقديرات الجيش الإسرائيلي السابقة، حيث تمتد لمسافة تزيد عن 300 ميل في الجنوب وحده، وفقًا للمسؤول العسكري.
وقد اكتشف الجيش الإسرائيلي أكثر من 5600 من الأنفاق، بحسب مسؤول أمني سابق مطلع على المعلومات الاستخبارية، وتم تدمير الكثير منها. لكن نطاق الشبكة الجوفية، التي تم بناؤها سرا على مدى سنوات عديدة، يعني أنه من غير المرجح أن يتم تفكيكها بالكامل.
السؤال المربك
ولكن كيف تستطيع إسرائيل منع حماس من إعادة البناء يظل سؤالا مفتوحا ومربكا للقادة العسكريين. بحسب "واشنطن بوست".
فالجهة التي ستدير غزة في نهاية المطاف ستحدد ما إذا كان بإمكان الجيش الإسرائيلي العمل من مواقع دائمة داخل القطاع أو الرد من قواعد فقط، عبر الحدود.
وتظهر استطلاعات الرأي أن البقاء في غزة سيكون بمثابة إعادة احتلال لها، وهو هدف يدعمه السياسيون اليمينيون المتطرفون ولكن تعارضه بشدة واشنطن ومعظم الإسرائيليين.
كما أن الوجود الأمني طويل الأمد، الذي من شأنه أن يجعل إسرائيل مسؤولة عن المدنيين الفلسطينيين ويعرض القوات لتهديدات مستمرة، تم رفضه باعتباره “سيناريو كابوس” من قبل معظم المؤسسة الأمنية، وفقا للمصدر العسكري.
"قص العشب"
وقال أوريون إن "قص العشب" - وهو المصطلح الذي يطلق على استراتيجية إسرائيل السابقة المتمثلة في إنشاء ردع مؤقت عن طريق تقليص قدرات الجماعات المسلحة الفلسطينية، وليس القضاء عليها - يميل إلى أن يصبح أكثر خطورة بمرور الوقت.
واستشهد بغارات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، والتي أصبحت قاتلة بشكل متزايد لكلا الجانبين خلال العام الماضي.
وتابع "كما ترى فإن قص العشب في الضفة الغربية أصبح أكثر صعوبة وأكثر حركية". "إن غزة تمثل مستوى أعلى بكثير من التحدي".