غزة بين الغارات والدبابات.. «اجتياح متدحرج»؟
ثالث توغل للجيش الإسرائيلي في حدود غزة منذ بداية الحرب لكنه للمرة الأولى يُبقي بعض قواته داخل المنطقة الحدودية مع القطاع.
ورغم أن الجيش الإسرائيلي تكتم على ما جرى مع قواته داخل حدود، غزة باستثناء الإشارة إلى القصف الجوي والبحري والمدفعي، فإنه ذكر أن بعض قواته داخل المنطقة الحدودية للقطاع.
وتظهر مقاطع فيديو نشرها الجيش الإسرائيلي أنه بخلاف المرتين السابقتين التي خرج الجيش الإسرائيلي في نهايتهما من داخل القطاع، فإنه أبقى بعض قواته داخل الحدود.
واستنادا إلى مقاطع فيديو، فإن العشرات من الدبابات الإسرائيلية شاركت بالتوغل خلال ساعات الليل تحت غطاء أكثر من 100 طائرة حربية، فيما ربضت بعض الدبابات في منطقة قريبة من الحدود ولكن داخل قطاع غزة.
ويظهر من الفيديوهات أن القوات الإسرائيلية بقيت على مسافة من الأماكن السكنية الفلسطينية في داخل قطاع غزة.
الألغام والعزلة
بدأ الجيش الإسرائيلي اجتياحا متدحرجا للقطاع بحيث يضمن عدم وجود ألغام في مناطق من أجل التقدم بشكل أكبر في المرات القادمة.
ويقول خبراء عسكريون إسرائيليون إن أشد ما يخشاه الجيش الإسرائيلي هو وجود عبوات ناسفة وألغام في طريق القوات الإسرائيلية أثناء توغلها البري.
ولكن الخبراء أشاروا إلى أن القتال الأشد سيكون داخل الأحياء الفلسطينية نفسها التي لم يصلها الجيش الإسرائيلي حتى اللحظة، وإن كان يواصل إلقاء آلاف القنابل عليها لضمان قتل المسلحين الفلسطينيين فيها.
وبناء على ذلك، يبدو أن الجيش الإسرائيلي تعمد ضرب شبكة الاتصالات في داخل غزة لضمان التعتيم على ما يقوم به في داخل القطاع.
وصدرت دعوات عاجلة من المنظمات الأممية الكبرى في العالم بأن قطع الاتصالات بالتوازي مع القصف العنيف يحول دون إنقاذ المدنيين الذين قتل العشرات منهم خلال القصف الإسرائيلي الكثيف.
وقال المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري في إيجاز للصحفيين: " توغلت قوات الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية في شمال قطاع غزة ووسعت عملياتها البرية".
وأضاف: "يشارك في هذا النشاط قوات المشاة والمدرعات والهندسة والمدفعية، التي يصاحبها إطلاق نار كثيف"، مشيرا إلى أن "توسيع العملية يخدم كافة أهداف الحرب. ويجري الجيش الإسرائيلي تقييماً مستمراً وتدريجياً للوضع وفقاً لمراحل الحرب".
وأشار هاغاري إلى أن "الجيش الإسرائيلي يواصل شن هجمات واسعة النطاق وكبيرة جدًا من الجو والبحر "، معلنا في تصريح هو الأول من نوعه: "لا تزال القوات في الميدان وتواصل الحرب".
ولم يشر هاغاري إلى الاشتباكات التي وقعت مع المسلحين الفلسطينيين داخل غزة، ولكنه قال"حتى هذه اللحظة، وإزاء العمليات التي جرت الليلة الماضية، لم تقع إصابات في صفوف قواتنا".
وتابع: "نعمل على تحقيق الأهداف التي وضعناها لأنفسنا والتي حددناها لنا: تفكيك حماس، وتأمين الحدود، والعمل الوطني لإعادة المختطفين، وكلها تشكل في مجموعها أهدافنا".
تصفية قيادات
وأعلن أنه "خلال الليل، قام الجيش الإسرائيلي والشاباك بتصفية قادة إضافيين من حماس، بما في ذلك قائد في سلاح الجو التابع لحماس والذي كان شريكًا رئيسيًا في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري".
وأضاف هاغاري أن "هؤلاء هم قادة كبار في المستوى التكتيكي لحماس، وبالتالي فإن القضاء عليهم يجلب قيمة كبيرة للقتال".
وكان قائد مركز إدارة النيران في القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي قال في بيان: "قمنا بشن غارات لم يسبق لها مثيل في قطاع غزة جوًّا وبرًّا وحتى من تحت الأرض".
وكشف قائد عسكري إسرائيلي آخر إن أكثر من 100 طائرة شاركت في هجوم الليلة.
وقال القائد الكبير في سلاح الجو الإسرائيلي غلعاد كينان: "خلال الغارات الهجومية الليلة الماضية شاركت نحو مئة طائرة حربية قامت باستخدام مئات الصواريخ ودمرت مئات الأهداف لحماس".
وأضاف: "سلاح الجو مستعد لتطور المعركة ويعمل مع كافة أذرع الجيش لتدمير كل من يتورط بحماس".
aXA6IDE4LjIyNy4yMDkuMTAxIA== جزيرة ام اند امز