حرب غزة وإسرائيل.. رئيسة منظمة التجارة تحذر من "تأثير كبير حقا"
تثير الحرب الدائرة بين غزة وإسرائيل، التي أسفرت عن سقوط آلاف القتلى حتى الآن، قلقا من تأثيرات كبيرة على التجارة الدولية.
قالت رئيسة منظمة التجارة العالمية نجوزي أوكونجو إيويالا إنها تأمل في إمكان إنهاء الصراع بين إسرائيل وحماس سريعا، محذرة من أنه سيكون له "تأثير كبير حقا" على تدفقات التجارة العالمية الضعيفة بالفعل إذا اتسع نطاقه في جميع أنحاء المنطقة.
وأضافت في المغرب على هامش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين أن العنف في الشرق الأوسط يمكن أن يزيد من العوامل التي تخنق نمو التجارة، بما في ذلك ارتفاع أسعار الفائدة وسوق العقارات الصينية المتأزمة والحرب الروسية في أوكرانيا.
- وزراء "السبع": توسّع حرب غزة وإسرائيل بات "الخطر الأبرز" على الاقتصاد
- كيف أثرت حرب غزة على إمدادات النفط؟.. وكالة الطاقة ترد
وفي سياق متصل، قالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا في وقت سابق من يوم الخميس إن هذه الحرب "تشكل غيمة إضافية في أفق الاقتصاد العالمي غير المشرق أساسا"، مشددة على أنه من "المؤلم جدا رؤية مدنيين أبرياء يموتون".
وتعقد الاجتماعات السنوية للمؤسستين الماليتين الدوليتين منذ الإثنين في مراكش في المغرب للمرة الأولى في دولة عربية منذ 2003 عندما أقيمت في دبي، وفي دولة إفريقية منذ خمسين عاما.
وأطلقت حركة حماس السبت عملية "طوفان الأقصى" التي توغّل خلالها مقاتلوها في مناطق إسرائيلية من البحر عبر زوارق، ومن البر عبر اختراق أجزاء من السياج الحدودي الشائك، ومن الجو عبر المظلات، وترافقت مع إطلاق آلاف الصواريخ في اتجاه إسرائيل. ودخلوا مواقع عسكرية وتجمعات سكنية وقتلوا أشخاصا وأسروا آخرين.
وقتل 1200 شخص في إسرائيل معظمهم مدنيون منذ بدء الهجوم، ووصل عدد الجرحى إلى 3297، وبلغ عدد الرهائن الذين أخذوا من إسرائيل حوالي 150، بحسب الجيش.
في قطاع غزة، قتل 1417 شخصا وجرح نحو 6268 جراء القصف الإسرائيلي المكثف، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
وعلاوة على الحصيلة البشرية الكبيرة، يحاول المشاركون في الاجتماعات في مراكش توقع التداعيات المحتملة لنزاع كهذا على الاقتصاد العالمي الذي يواجه وتيرة نمو هي من الأضعف منذ عقود عدة، وخصوصا على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقال وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير خلال مؤتمر صحافي في مراكش إن "المخاطر الاقتصادية الأبرز أصبحت حالياً مخاطر جيوسياسية"، معتبرا أن العواقب "قد تكون وخيمة" على النمو وأسعار الطاقة في العالم.
لكن من الصعب معرفة التداعيات بالتحديد من الآن، على ما أكدت كريستالينا غورغييفا، مشددة على أن صندوق النقد الدولي "يتابع الوضع عن كثب".
وقالت "رأينا بعض التفاعلات في السوق النفطية لكن من المبكر قول المزيد. نرى أن الارتفاعات والانخفاضات تتعاقب".
وكان كبير اقتصاديي الصندوق بيار-أوليفييه غورينشا أشار خلال عرض التقرير السنوي لتوقعات نمو الاقتصاد العالمي يوم الثلاثاء، إلى أن احتمال ارتفاع سعر برميل النفط بعشرة دولارات لفترة طويلة نسبيا، قد يؤدي إلى تراجع بنسبة 0,15 % في إجمالي الناتج المحلي العالمي.
- الاقتصاد الإقليمي مهدد
في أعقاب هجوم حماس غير المسبوق، ارتفع سعر برميل النفط 5% قبل أن يتراجع بشكل طفيف في الأيام التالية، لكنه عاد للارتفاع الخميس بعد صدور التقرير الشهري للوكالة الدولية للطاقة الذي أشار إلى وجود "مخاطر محدودة" راهنا للنزاع على إمدادات النفط.
إلا أن الصعوبة الأساسية للاقتصاد العالمي هي التوترات الجديدة التي تضاف إلى "الصدمات الحادة" التي يواجهها في السنوات الثلاث الأخيرة وقد أصبحت "المعيار الجديد، ما يزيد من هشاشة العالم الذي يعاني أساسا من نمو ضعيف ومن تشرذم اقتصاده"، وفق قولها.
لكن، يجمع الكل على أن التداعيات على الاقتصاد العالمي رهن بشكل واسع بمدة النزاع ونطاقه في حين حصل تبادل للقصف عند الحدود الإسرائيلية اللبنانية وضربت إسرائيل مطاري دمشق وحلب في سوريا.
في المقابل، قد تكون التداعيات أكبر وفورية أكثر على اقتصاد المنطقة في وقت تعاني منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أيضا من حرب السودان ومشاكل أخرى.
وتوقع تقرير الصندوق للمنطقة الخميس أن يتراجع النمو في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى 2% خلال العام 2023، في مقابل 5,6% في 2022، على خلفية الحروب والتوترات الجيوسياسية وخفض إنتاج النفط وتشديد السياسات النقدية.
وقال مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في الصندوق جهاد أزعور في مقابلة مع وكالة فرانس برس الخميس "من الصعب أن نتوقع (التأثير). أولا الأمور كانت مفاجئة وتتغير. ما تأثيرها الديموغرافي والاقتصادي وعلى الوضع المالي لدول الجوار؟ من هنا نحن بحاجة لمراقبة الأوضاع، وهذا ما نفعله وأن نرى كيف ستتغير الأمور وما هي نتائجها".
لكنه اعتبر في مؤتمر صحافي أن "ما حصل هائل. إنه زلزال".
aXA6IDE4LjExNy4xNTguMTI0IA== جزيرة ام اند امز