غزة ولبنان والحوثي.. واشنطن «تحتوي» على جبهتين وتلدغ بالثالثة
على عكس التيار الإسرائيلي، الذي يتجه للتصعيد على جبهتي غزة والشمال، أعلنت واشنطن عن خطوات لاحتواء التصعيد ودعم الجهود الإنسانية، فيما وجهت ضربات موجعة لمليشيات الحوثي.
وزادت تلك الخلافات من الهوة بين الجانبين الأمريكي والإسرائيلي، رغم تعهد واشنطن المتجدد بأمن إسرائيل.
- مقطع نتنياهو يزيد الصدع مع إدارة بايدن.. كيف استفاد حزب الله؟
- خلافات نتنياهو والجيش تخرج للعلن.. تصريحات «غير مسبوقة» ورد
تصعيد الشمال
وخلال اجتماع الخميس، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الوزير أنتوني بلينكن أبلغ مسؤولين إسرائيليين بضرورة تجنب المزيد من التصعيد في لبنان وسط الحرب في غزة.
واجتمع بلينكن مع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر.
وخلال هذا اللقاء أكد بلينكن "التزام الولايات المتحدة الثابت بأمن إسرائيل"، وفق ما قال المتحدث باسمه ماثيو ميلر.
وأضاف ميلر أن وزير الخارجية الأمريكي شدد أيضاً على "أهمية تجنب تصعيد جديد في لبنان"، من خلال "حل دبلوماسي يسمح للعائلات الإسرائيلية واللبنانية التي نزحت بسبب تبادل إطلاق النار على الحدود بالعودة إلى ديارها".
غزة والجهود الإنسانية
وحول غزة، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الخميس، أنه تمت إعادة ربط الرصيف المؤقت الذي أقامته الولايات المتحدة في غزة لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني، مشيرة إلى أن عمليات تسليم المساعدات قد استؤنفت.
وكان الجيش الأمريكي أعلن الأسبوع الماضي أنّه سينقل مؤقتاً الرصيف العائم الذي بناه قبالة ساحل قطاع غزة، لحمايته من أمواج عاتية.
وقال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر للصحافة إن جنودا أمريكيين "أعادوا تثبيت الرصيف المؤقت المتصل بشاطئ غزة".
وأشار إلى أن قوات إسرائيلية ساعدت في هذه العملية حتى لا يكون هناك جنود أمريكيون على الأراضي الفلسطينية.
واستؤنفت عمليات تسليم المساعدات خلال الليل، ليصل إجمالي المساعدات التي تم تسليمها إلى قطاع غزة عبر الرصيف إلى أكثر من 4100 طن، وفق رايدر.
وأنجز الجيش الأمريكي بناء هذا الرصيف العائم منتصف شهر مايو/أيار ، لكنّه ما لبث أن اضطر لنقله في نهاية الشهر نفسه إلى ميناء أشدود لإصلاحه بعد تضرره جراء عاصفة، وبعد إصلاحه أعيد تثبيته قبالة القطاع الفلسطيني.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن في مارس/آذار أنه أمر بإنشاء الرصيف لزيادة إيصال المساعدات التي تشتد الحاجة إليها في القطاع المحاصر بعد أن دمرته الحرب.
وتقيّد إسرائيل إيصال المساعدات إلى غزة، ما أدى إلى حرمان سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة من المياه النظيفة والغذاء والأدوية والوقود.
ضربات للحوثي
وعلى جبهة الحوثي، أعلن الجيش الأمريكي مساء الخميس أنه "دمر" أربعة زوارق مسيرة وطائرتين مسيرتين للحوثيين.
جاء ذلك في وقت دعت واشنطن المليشيات الحوثية إلى إطلاق عمال إغاثة اعتقلوا في وقت سابق هذا الشهر.
وفي بيان، قالت القيادة المركزية للجيش الأمريكي (سنتكوم) إنها دمرت هذه الزوارق والطائرات المسيرة التابعة للحوثيين خلال عمليات في البحر الأحمر.
وكان الجيش الأمريكي أعلن، مساء الأربعاء، عن تدمير موقعي قيادة وتحكم للحوثيين في اليمن، في أعقاب سلسلة من الهجمات شنها الحوثيون في الأيام الأخيرة ضد سفن تعبر البحر الأحمر وخليج عدن.
وكانت السفينة التجارية "إم/في توتور" التي ترفع علم ليبيريا وتملكها وتشغلها شركة يونانية قد أصيبت الأربعاء الماضي بأضرار جسيمة إثر هجوم بزورق مسيّر وصواريخ تبناه الحوثيون، ما أدى إلى مقتل بحار فلبيني بحسب واشنطن.
وبعد أيام على استهداف السفينة "إم/في توتور" أجلي طاقم سفينة أخرى هي "إم/في فيربينا" التي ترفع علم بالاو وتملكها شركة أوكرانية وتديرها شركة بولندية، بعدما أصيبت بصواريخ أطلقها أيضا الحوثيون من اليمن.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر "تدين الولايات المتحدة الهجمات المتهورة والعشوائية الأخيرة التي شنها الحوثيون على سفن مدنية، بما في ذلك الهجمات المتعمدة على إم/في توتور التي غرقت في وقت سابق هذا الأسبوع وعلى إم/في فيربانا".
وأدت هجمات الحوثيين إلى ارتفاع كبير في تكاليف التأمين على السفن التي تعبر البحر الأحمر، ودفعت بالعديد من شركات الشحن العالمية إلى سلوك طرق بحرية بديلة أطول.
aXA6IDE4LjExNi44Ni4xMzIg جزيرة ام اند امز