«فورين بوليسي» تستكشف سبل منع نكبة جديدة في غزة
لم يشهد العالم نزوحا جماعيا تاريخيا مثلما شهد قطاع غزة، ووفقا لتقييمات دولية هناك 1.9 مليون مشرد في غزة، أي 85% من السكان.
ووفقا لتقرير مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية تبدو الصور والقصص ومقاطع الفيديو المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي منذ بداية الحرب لعائلات فلسطينية تغادر المنطقة حاملة أمتعة خفيفة، للكثيرين وكأنها استرجاع وطني لنكبة 1948، التي شهدت تهجير نحو 750 ألف فلسطيني خلال الحرب العربية الإسرائيلية، والتي توصف بأنها جرح غائر في التاريخ الفلسطيني.
وبحسب المجلة أدت تصريحات الوزراء الإسرائيليين إلى تفاقم المخاوف من تكرار صدمة النكبة، فذكر آفي ديختر، وزير الزراعة والتنمية الريفية الإسرائيلي، أن النزوح في غزة سيُعرف باسم "نكبة غزة عام 2023".
وفي السنوات الأخيرة بدأ السياسيون اليمينيون مثل ديختر يشيرون إلى النكبة باعتبارها سابقة إيجابية يمكن أن تشكل أساسا لسياسة مستقبلية، فنشر بتسلئيل سموتريش، وزير المالية الإسرائيلي، أجندته بشأن القضية الإسرائيلية الفلسطينية، والتي تسمى "الخطة الحاسمة" عام 2017. التي اقترح فيها ضم الضفة الغربية، وتخيير الفلسطينيين بشأن ما إذا كانت ستكون موالية لدولة إسرائيل دون الحصول على الجنسية الكاملة أو الهجرة إلى مكان آخر.
لكن بعض المعلقين يرون أن حجم التهجير الحالي للفلسطينيين يتجاوز حجم نكبة عام 1948 والتهجير الجماعي عقب نكسة عام 1967، وأنه لا يزال بإمكان العالم منع حدوث ذلك بشكل دائم.
وبمعنى آخر، يمكن تجنب نكبة أخرى، حيث شدد كبار المسؤولين الأمريكيين على أنهم لن يسمحوا لإسرائيل باحتلال أي جزء من غزة، وضرورة عودة سكان القطاع إلى أراضيهم.
وصرحت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، في أوائل ديسمبر/كانون الأول أن "الولايات المتحدة لن تسمح بأية حال من الأحوال بالترحيل القسري للفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية، أو حصار القطاع، أو إعادة رسم حدوده".
وبحسب المجلة، فإن منع التهجير من التحول إلى نكبة سيتطلب أيضا مراقبة النظام القانوني الإسرائيلي عن كثب، إذ لم تقتصر النكبة على تهجير الفلسطينيين خلال الحرب فحسب، بل شملت أيضا سلسلة من الإجراءات القانونية التي تهدف إلى منع عودة الفلسطينيين إلى أراضيهم.
وحتى إن سمحت إسرائيل للفلسطينيين بالعودة إلى أراضيهم في غزة، فإن المنطقة ستظل في حاجة إلى عملية إعادة إعمار هائلة، وقد دمرت الهجمات الإسرائيلية 70 في المائة من المنازل في القطاع، وفقاً لتقارير صحيفة "وول ستريت جورنال"، وأكثر من 10 في المائة من المنازل -خاصة في الجزء الشمالي- تم هدمها بالكامل، وتشير عدة تقارير إلى أن جزءا كبيرا من الأراضي الزراعية في شرق غزة تعرض أيضا لأضرار جسيمة.
ولذلك، ستكون هناك حاجة إلى استثمارات كبيرة للسماح للسكان بإعادة بناء حياتهم. ووفقاً لقواعد الحصار الذي فرضته إسرائيل على غزة على مدى السنوات الـ16 الماضية، ستفرض قيود موسعة على مواد البناء.
aXA6IDMuMTM4LjY5LjM5IA== جزيرة ام اند امز