«رفح» أم «باريس»؟.. العيون ترحل لغزة في اليوم الـ143 للحرب
مع كل دقيقة تتوجه الأنظار إلى قطاع غزة، حيث تتسارع وتيرة المحادثات بشأن وقف محتمل لإطلاق النار، بحلول شهر رمضان، في الجيب المدمر.
لكن احتمالات التوصل إلى أي هدنة تبدو غير مؤكدة حتى هذه اللحظة، إذ تقول إسرائيل إنها تخطط، بالتوازي، لتوسيع حملتها لتشمل اجتياح الملاذ الأخير للنازحين، في مدينة رفح الحدودية مع مصر.
في حين تتمسك حركة حماس بموقفها الثابت بشأن مطلبها بإنهاء دائم للحرب المستمرة منذ ما يقرب من خمسة أشهر.
عتبة الـ30 ألفا.. والخطة جاهزة
ميدانيا، قُتل في الساعات الـ24 الماضية، أكثر من 100 فلسطيني في قصف إسرائيلي طال مناطق متفرقة بالقطاع، ليقترب عدد القتلى من عتبة الـ30 ألفا، منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
سياسيا، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع شبكة "سي بي إس" الأمريكية، أمس الأحد، إن صفقة الرهائن بين إسرائيل وحماس ستؤخر عملية اجتياح رفح، لكنه شدد على أن بلاده ستواصل العملية في وقت لاحق.
في هذه الأثناء، قدم الجيش الإسرائيلي لمجلس الحرب خطة لإجلاء السكان من مناطق القتال في قطاع غزة، فضلا عن خطة العمليّات المقبلة"، من دون أن يخوض في تفاصيل.
وواشنطن قلقة
من جهتها، تعمل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على التوصل إلى صفقة رهائن من شأنها أن تؤدي إلى وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع على الأقل في غزة.
وقال مسؤول أمريكي لموقع أكسيوس الأمريكي "نحن حقا بحاجة إلى هذه الصفقة لأننا نحتاج حقا إلى هذا التوقف".
وتشعر إدارة بايدن بقلق بالغ إزاء عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في رفح، حيث يعيش أكثر من مليون فلسطيني.
وتخشى الولايات المتحدة أن تمضي العملية قدما في غضون أسابيع إذا لم يتم التوصل إلى صفقة الرهائن.
6 أسابيع مقابل 40 رهينة
وكان مسؤولون أمريكيون وقطريون ومصريون، قد قدموا إطارا أكثر تفصيلا لصفقة الرهائن إلى المفاوضين الإسرائيليين خلال اجتماع رئيسي في باريس، يوم الجمعة، حسبما ذكرت مصادر لموقع "أكسيوس".
ووفق مصادر مطلعة، فإن الإطار المحدث يقترح أن تقوم حماس بإطلاق سراح حوالي 40 رهينة محتجزين في غزة مقابل وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع وإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين الذين تعتقلهم إسرائيل.
وسيسمح الاتفاق أيضا لبعض الفلسطينيين بالبدء في العودة إلى شمال قطاع غزة.
وردا على هذا المقترح، قال نتنياهو لشبكة "سي بي إس"، إنه إذا تخلت حماس عن "ادعاءاتها الوهمية" وقدمت مواقف معقولة، فسيكون التوصل إلى اتفاق "ممكنا".
وفي مقابلة مع الشبكة نفسها، كشف مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، أن المفاوضين من الولايات المتحدة ومصر وقطر وإسرائيل "توصلوا إلى تفاهم" حول الخطوط الأساسية لصفقة الرهائن خلال المحادثات في باريس.
غير أن سوليفان لفت إلى أن الصفقة لا تزال قيد التفاوض، وأضاف أنه يجب أن تكون هناك مناقشات غير مباشرة بين قطر ومصر مع حماس.