ليل طويل في القاهرة السبت.. غزة في انتظار فجر مؤجل
تتوافد على القاهرة اليوم السبت قيادات من حماس ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، ومن المتوقع أن يشارك في المباحثات الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس وزراء قطر وزير خارجيتها.
وبالتزامن مع بدء المحادثات دفعت الولايات المتحدة برئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي سي.كيو إلى المنطقة، في زيارة لم يعلن عنها سلفا.
وتسعى الوفود رفيعة المستوى للضغط من أجل التوصل لاتفاق هدنة ينهي الحرب المستمرة في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فيما يعني الفشل المخاطرة بدفع المنطقة لأتون الحرب الشاملة.
وبعد أكثر من عشرة أشهر من الحرب التي دمّرت القطاع وخلّفت عشرات آلاف القتلى وتسببت بأزمة إنسانية كارثية، تستضيف القاهرة جولة مفاوضات، ينظر إليها باعتبارها خطوة أخيرة قبل الانزلاق لحافة المجهول.
وتتابع إيران وحزب الله اللبناني وجماعة الحوثي في اليمن سير المفاوضات التي يعني فشلها المضي قدما في خططها لضرب إسرائيل، دون أن يعني نجاحها بالضرورة نهاية التهديد.
وأكدت واشنطن، الجمعة، وصول مدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي ايه" وليام بيرنز إلى القاهرة للمشاركة في المباحثات، متحدثة عن "تحقيق تقدم" في النقاشات التمهيدية التي تسبق المباحثات الموسعة.
وتجري المحادثات بعد جولة مماثلة عقدت في العاصمة القطرية الأسبوع الماضي، لم تحضرها حماس.
وأعلن قيادي في الحركة، السبت، لوكالة فرانس برس أن وفدا من حركة حماس سيلتقي في القاهرة مسؤولين مصريين مساء السبت.
اتفاق يوليو
من جهته، أعلن قيادي آخر في الحركة لفرانس برس أن "قيادة حماس بما فيها رئيس الحركة (يحيى) السنوار قررت أن المرجعية التي يتم الاستناد إليها هي خطة 2 يوليو/ تموز التي وافقت عليها حماس".
وهذه أبرز إشارة على أن الجولة المقبلة من المفاوضات مهددة بالفشل، كون الخطة المطروحة حاليا على طاولة المباحثات تختلف عن الخطة التي وافقت عليها حماس.
وأكدت حماس أن "موقفها وفصائل المقاومة في القطاع مع تنفيذ خطة 2 يوليو/تموز وليس التفاوض بشأنها".
مفاوضات مفصلية
وأفاد مصدر مصري بأن جولة المفاوضات "الموسعة" ستنطلق الأحد، بمشاركة مسؤولين مصريين وقطريين.
وتحدث عن "مناقشات موسعة تجري في القاهرة الجمعة والسبت للإعداد لجولة مفاوضات موسعة تنطلق الأحد"، مشيرا إلى أن واشنطن "تناقش مع الوسطاء مقترحات إضافية لسد الفجوات بين إسرائيل وحماس وآليات التنفيذ".
ورأى أن جولة الأحد ستكون "مفصلية لبلورة اتفاق سيعلن عنه إذا نجحت واشنطن في الضغط على (رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتنياهو".
وأكد مكتب نتنياهو هذا الأسبوع تمسكه بتحقيق "جميع أهداف الحرب" قبل وقف النار، معتبرا أن "هذا يتطلّب تأمين الحدود الجنوبية" للقطاع مع مصر.
نتنياهو في مكان آخر
قال مصدر مطلع إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دخل في خلاف مع مفاوضي وقف إطلاق النار الإسرائيليين بسبب إصراره على ألا تنسحب إسرائيل من محور فيلادلفيا في جنوب قطاع غزة.
ومحور فيلادلفيا، الواقع على الحدود مع مصر، ومحور نتساريم، الذي يمر عبر وسط قطاع غزة، من بين النقاط الشائكة الرئيسية في المحادثات التي تتوسط فيها مصر وقطر والولايات المتحدة.
وأصر نتنياهو مرارا على أن إسرائيل لن تتخلى عن السيطرة على محور فيلادلفيا لأنها تريد منع حماس من تهريب الأسلحة والمقاتلين عبر الحدود مع مصر.
كما قال إن إسرائيل لا بد أن تبقي على نقاط تفتيش في محور نتساريم لمنع مقاتلي حماس من الانتقال من الجزء الجنوبي من غزة إلى شمال القطاع.
وقال المصدر إن نتنياهو وافق على نقل موقع واحد بمحور فيلادلفيا لبضع مئات من الأمتار، لكنه سيحتفظ بالسيطرة الكاملة على المحور، على الرغم من ضغوط من أعضاء فريقه التفاوضي لتقديم المزيد من التنازلات.
وأضاف المصدر المطلع على المفاوضات "يصر رئيس الوزراء على أن هذا الوضع سيستمر، في معارضة لضغوط بعض عناصر فريق التفاوض التي ترغب في الانسحاب من هناك".
جنرال في الشرق الأوسط
وفي غضون ذلك، بدأ رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية سي.كيو براون زيارة لم يتم الإعلان عنها مسبقا إلى منطقة الشرق الأوسط اليوم لمناقشة سبل تجنب أي تصعيد جديد للتوتر يفضي إلى اتساع رقعة الصراع، في وقت تشهد فيه المنطقة حالة تأهب لهجوم تهدد إيران بشنه على إسرائيل.
وبدأ براون رحلته في الأردن، وقال إنه سيسافر أيضا إلى مصر وإسرائيل في الأيام المقبلة لسماع وجهات نظر القادة العسكريين.
وتأتي زيارته في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مقابل تبادل إطلاق سراح المحتجزين في غزة وإسرائيل. ولا يلوح اتفاق في الأفق لكن براون قال إن التوصل إليه "سيساعد في خفض حدة التوتر".
وأضاف براون لوكالة "رويترز" قبل أن تهبط طائرته في الأردن "في الوقت ذاته، أبحث مع نظرائي ما يمكننا القيام به لمنع أي نوع من التصعيد وضمان أننا نتخذ كل الخطوات المناسبة (لتجنب).. صراع أوسع نطاقا".