بين الضبابية والغضب.. غزة على نار السياسة الإسرائيلية

يعتمد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سياسة ضبابية إزاء موضوع غزة، ولكنه يميل أكثر نحو إطلاق عملية عسكرية في مدينة غزة.
ويجتمع المجلس الوزاري الأمني المصغر "الكابينت"، مساء اليوم الثلاثاء، من أجل إقرار إطلاق عملية احتلال مدينة غزة.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية: «من المقرر أن يجتمع مجلس الوزراء الأمني المصغر لمراجعة الخطط العملياتية الخاصة بغزة، ولكن من غير المتوقع مناقشة صفقة الرهائن المقترحة المدعومة من الوسيط إلا إذا طلب الوزراء تحديثًا».
وأضافت: «يأتي الاجتماع، المقرر أن يستمر حتى الساعة السابعة مساءً، وسط استمرار التوترات بشأن إطلاق سراح الرهائن الذين احتجزتهم حماس».
وتابعت: «لم يرد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على الاقتراح، فذكرت مصادر مقربة منه أنه يركز على التفاوض على إعادة جميع الرهائن كجزء من ترتيب أوسع لإنهاء الحرب، وليس على صفقة جزئية».
وأردفت: «من المقرر أن تنتهي الجلسة مبكرًا بسبب حضور نتنياهو ووزراء آخرين حدثًا لكبار الشخصيات تستضيفه قيادة المستوطنين».
وأشارت إلى أنه «قد يواجه نتنياهو مطالب بتوسيع السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية في سبتمبر/أيلول، قبل التصويت الفرنسي المتوقع في الأمم المتحدة على الاعتراف بدولة فلسطين».
وكان زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد قد قال في وقت سابق للصحيفة إنه تحدث مع ممثل رفيع المستوى لإحدى الدول الوسيطة في مفاوضات إطلاق سراح الرهائن، الذي أبلغه بإمكانية تنفيذ الصفقة.
وأضاف أن «الوسطاء لا يفهمون سبب عدم عودة إسرائيل إليهم».
وتابع أن هذا الممثل أبلغه بإمكانية تنفيذ صفقة إطلاق سراح الرهائن بعد رد إيجابي من حماس.
وأشار لابيد إلى أن «رد حماس يتضمن 98% مما طلبه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف. يمكن تنفيذ الصفقة، لكننا لم نعد إلى الوسطاء بعد».
مفاوضات مستمرة
وفي غضون ذلك، فقد نقلت القناة 14 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أن فرقًا مهنية إسرائيلية اجتمعت مع وفد مصري في محاولة لتنسيق المحادثات حول اتفاق شامل، دون تحديد مكان انعقاد اللقاء.
وأشارت القناة المحسوبة على نتنياهو إلى أن «هناك ضبابًا متعمدًا من جانب إسرائيل».
وقالت: «خلف الكواليس، هناك اتصالات مستمرة مع الوسطاء، وفي نهاية الأسبوع، أطلع منسق السجناء والمفقودين، غال هيرش، عائلات الرهائن على آخر المستجدات، وقال لهم: "نحن نواصل الاتصالات، لكن للأسف لا يمكنني إعطاؤكم المزيد من التفاصيل الآن، لأن الغموض أمر بالغ الأهمية هنا".
وأضافت القناة: «السؤال الكبير الذي لا يزال ليست لديه إجابة واضحة هو ما إذا كان رئيس الوزراء نتنياهو يسعى في نهاية المطاف إلى صفقة جزئية».
وتابعت: «من المحتمل أن رئيس الوزراء يحاول حاليًا تحسين الظروف في إطار الصفقة الجزئية، التي قد يرتفع فيها عدد الرهائن الأحياء الذين سيتم إطلاق سراحهم من 10 إلى 12، أو أن إسرائيل تسير هذه المرة على طول الطريق، وهذه ليست عملية تفاوضية».
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال مساء الإثنين إنه يقدر أن الحرب في قطاع غزة ستنتهي «في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع».
ولم يحدد ترامب ما إذا كانت ستنتهي باتفاق أم من خلال عملية احتلال مدينة غزة التي أعلن صراحة دعمه لها.
آيزنكوت ينتقد نتنياهو والحكومة
ومن جهته، قال الرئيس الأسبق لأركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت إن «الكابينت يجتمع اليوم من أجل اتخاذ قرار مصيري: تخليص المخطوفين أو التخلي عنهم».
وأضاف آيزنكوت في حديث لهيئة البث الإسرائيلية أن «هناك أغلبية في الشعب وفي الكنيست والحكومة تؤيد إقرار الصفقة كجزء من اتفاق شامل، لكن نتنياهو يقفز من مبادرة إلى أخرى. عماه السياسي مدعوم من 68 صامتًا لا يفهمون مسؤوليتهم. هو لا ينصت للرأي العام، وهناك خوف بدائي لدى الائتلاف من فقدان الكرسي، والتاريخ سيحكم عليهم».
ووجّه انتقادًا مباشرًا إلى نتنياهو قائلاً: «نتنياهو يسير خلف اثنين من كبار الاستراتيجيين بن غفير وسموتريتش ومستشاريه السياسيين، ولهذا، وبعد 100 أسبوع من مواجهة جيش الدفاع لتلك التنظيمات، لا ينجح في الانتصار عليهم، والهدف فقط كسب الوقت».
عائلات الرهائن تقود احتجاجات
وقبيل انعقاد "الكابينت"، نظمت عائلات الرهائن الإسرائيليين احتجاجات واسعة في إسرائيل، ستصل ذروتها هذا اليوم بمظاهرة حاشدة في تل أبيب.
ومنذ ساعات الصباح، أغلق متظاهرون طرقًا ومفترقات رئيسية بين الفينة والأخرى في إطار الاحتجاج الذي يطالب الحكومة بإقرار صفقة تبادل وإنهاء الحرب.
ووجّهت عيناف تسانغاوكر، والدة المخطوف ماتان، انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، متهمة إياه بأنه اختار «التضحية بمواطنيه مرة تلو الأخرى من أجل البقاء في الحكم».
وأضافت في مؤتمر صحفي في تل أبيب أن الحرب كان يمكن أن تنتهي قبل عام، لكن نتنياهو وضع العراقيل أمام فريق التفاوض.
ودعت الجمهور الإسرائيلي إلى النزول إلى الشوارع للضغط من أجل التوصل إلى اتفاق.
وشهدت بعض المواقع اشتباكات بالأيدي بين عناصر من الشرطة ومتظاهرين.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMiA= جزيرة ام اند امز