هدنة غزة على المحك.. 9 قتلى في غارة إسرائيلية ببيت لاهيا

قُتل 9 فلسطينيين، بينهم 3 صحفيون، في غارة إسرائيلية استهدفت على مرحلتين اليوم السبت، سيارة في بيت لاهيا، بشمال قطاع غزة.
وأتت الغارة في وقت تواجه فيه مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة بين حماس وإسرائيل تعثرا.
وأوضحت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" أن طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت مجموعة من المواطنين في بيت لاهيا بالرصاص، وقصفت مركبة، ما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص، لافتة إلى أن الهجوم خلف عددا من الجرحى حالة بعضهم خطيرة.
رواية إسرائيل
في المقابل، أفاد الجيش الإسرائيلي في بيان، بأن "الحادث بدأ بتحديد هوية إرهابيين اثنين كانا يشغلان طائرة مسيرة شكلت تهديدًا لقوات الجيش في المنطقة"، مضيفا: "بعد القضاء على المسلحين اللذين استُهدفا بغارة دقيقة، جمع عدد من الإرهابيين الآخرين معدات تشغيل الطائرة المسيرة ودخلوا مركبة، لتُستهدف بقية الخلية بغارة إضافية".
وقال شهود وزملاء للصحفيين القتلى لـ"رويترز" إن ركاب السيارة المستهدفة كانوا في مهمة لجمعية خيرية تُدعى "مؤسسة الخير" في بيت لاهيا، وكان يرافقهم صحفيون ومصورون عندما استهدفتهم الغارة.
اتفاق هش
وتسلط هذه الواقعة الضوء على هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وأوقف قتالا واسع النطاق في قطاع غزة.
ويقول مسؤولو وزارة الصحة في غزة إن العشرات قُتلوا بنيران إسرائيلية رغم الاتفاق.
انقلاب
ونفى سلامة معروف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، والذي تديره حماس، رواية الجيش الإسرائيلي.
وقال معروف في بيان: "نرفض كل الادعاءات التي روجها الاحتلال، وننفي مزاعمه لتبرير جريمته، ونؤكد أن الطاقم المستهدف بالقصف مدني بالكامل وكان يعمل في منطقة يتواجد بها مركز إيواء ويقوم بمهمة توثيق إعلامي لأعمال جمعية خيرية".
وأضاف: "لم يكن الطاقم في منطقة ممنوعة أو تشكل خطرا من أي نوع على جيش الاحتلال".
واتهمت حماس إسرائيل في بيان بمحاولة "الانقلاب" على اتفاق وقف إطلاق النار، وقالت إن أكثر من 150 شخصا قتلوا منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في يناير الماضي.
وحثت حماس الوسطاء على إلزام إسرائيل "بما تم الاتفاق عليه والمضي قدما في تنفيذ مراحل وقف إطلاق النار وعمليات تبادل الأسرى والتي يتحمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته مسؤولية تعطيلها".
محادثات الهدنة
وتزامنت هذه الغارة مع زيارة خليل الحية، القيادي البارز في حماس، إلى القاهرة لإجراء المزيد من محادثات وقف إطلاق النار بهدف حل نزاعات مع إسرائيل قد تُنذر باستئناف القتال في القطاع.
وأعلنت حماس، أمس الجمعة، موافقتها على إطلاق سراح مواطن أمريكي إسرائيلي إذا بدأت إسرائيل المرحلة التالية من محادثات وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب بشكل دائم، لكن إسرائيل رفضت العرض ووصفته بأنه "حرب نفسية".
وقالت حماس إنها عرضت الإفراج عن إيدان ألكسندر (21 عاما) من ولاية نيوجيرسي الأمريكية والمجند في الجيش الإسرائيلي بعد تلقيها اقتراحا من الوسطاء لإجراء مفاوضات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
وتقول إسرائيل إنها تريد تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، وهو اقتراح أيده المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف. لكن حماس قالت إنها لن تستأنف إطلاق سراح الرهائن إلا مع بدء المرحلة الثانية.