غزة بعد التهدئة تنتظر الهدنة
هدوء حذر يسود قطاع غزة بعد تهدئة جديدة بين إسرائيل وحركة (حماس)، بوساطة مصرية أنهت توترا كاد يؤدي إلى حرب.
يسود هدوء حذر قطاع غزة بعد تهدئة جديدة بين إسرائيل وحركة (حماس)، بوساطة مصرية أنهت توترا كاد يؤدي إلى حرب.
وبدءا من منتصف الليلة الماضية، توقف هدير الطائرات الحربية الإسرائيلية التي أغارت على مدى نحو 24 ساعة على مواقع متفرقة في قطاع غزة، في وقت توقف دوي صافرات الإنذار في التجمعات الإسرائيلية في تخوم قطاع غزة.
ولم يتم التوقيع على الاتفاق الجديد، ولكن كان بالإمكان ملاحظة معالمه في الميدان، وهو وقف الاحتلال الإسرائيلي هجماته على القطاع، وبالمقابل توقف الفصائل الفلسطينية هجماتها الصاروخية.
وكعادتها، فإن إسرائيل سارعت إلى نفي وجود اتفاق للتهدئة، وإن كانت قالت إن الهدوء سيقابله هدوء.
وكانت مصر، يساندها مبعوث الأمم المتحدة لمنطقة الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، قادت على مدى نحو 24 ساعة اتصالات مكثفة وحثيثة في محاولة لتجنيب قطاع غزة ويلات حرب جديدة.
وقالت مصادر فلسطينية إن الفصائل الفلسطينية نقلت عبر مصر والأمم المتحدة رسالة إلى إسرائيل بأنها غير راغبة بالتصعيد العسكري، ولكن كل هجوم إسرائيلي سيقابله هجوم.
وبالمقابل، قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن تل أبيب توعدت بتوسيع عملياتها ضد قطاع غزة، بما في ذلك العودة إلى سياسة الاغتيالات في حال استمرار الهجمات الصاروخية.
وصباح اليوم الجمعة، أوعزت الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي إلى الإسرائيليين في تخوم قطاع غزة إلى العودة للحياة الطبيعية، بعد أن كان تم الطلب منهم في اليومين الماضيين البقاء على مقربة من الملاجئ.
وقالت الناطقة باسم وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية إن أحداث اليومين الماضيين"تسلّط الضوء على ضرورة السعي إلى إيجاد حلّ سياسي دائم لقطاع غزة، وتوفير السبل الناجعة للتصدّي للأزمة الإنسانية التي تفتك بالشعب الفلسطيني".
وأضافت في تصريح صحفي أنه "لا بد من رفع الحصار من جهة، مع الحرص على مراعاة مخاوف إسرائيل الأمنية، وتحقيق المصالحة بين الفلسطينيين أنفسهم وإعادة بسط السلطة الفلسطينية كامل نفوذها في غزة من جهة أخرى".
وكان التصعيد الإسرائيلي الأخير جاء في وسط المساعي الفلسطينية-الأممية للتوصل إلى هدنة طويلة المدى في قطاع غزة بالترافق مع مصالحة فلسطينية وعملية تبادل للأسرى.
وقد أشارت مصادر إلى تقدم طفيف في هذه الجهود قبل أن يحدث التصعيد.
ولفتت المصادر التي تحدثت إلى "العين الإخبارية" إلى أن مصر تعمل مع الأطراف على 3 مسارات؛ الأول وهو المصالحة الفلسطينية الداخلية ما بين (فتح) و(حماس) بما يسمح بعودة السلطة الفلسطينية لتسلم مهامها كاملة في قطاع غزة.
أما المسار الثاني فهو تنفيذ مشاريع إنسانية كبرى في قطاع غزة، تبعد شبح الأزمة الإنسانية، وذلك من خلال تهدئة طويلة المدى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
في حين أن المسار الثالث هو تبادل 4 إسرائيليين محتجزين لدى حركة (حماس) في غزة منذ العام 2014 بأسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
واستنادا إلى مصادر مطلعة فإن إسرائيل قالت إنها على استعداد لإعادة فتح معبر كرم أبو سالم، المعبر الوحيد للبضائع إلى قطاع غزة، وتوسيع منطقة الصيد في بحر قطاع غزة مقابل وقف الفصائل الفلسطينية إطلاق الطائرات الورقية والبالونات المحترقة ووقف عملات الاحتجاج على حدود قطاع غزة.
وأشارت المصادر، المطلعة على سير الجهود المصرية-الأممية، إلى أن إسرائيل اشترطت السماح بتنفيذ مشاريع إنسانية كبرى في غزة بإتمام صفقة لتبادل الأسرى أولا.
aXA6IDE4LjIyNS4xOTUuNCA= جزيرة ام اند امز