«اتصالات هادئة» لتطويق أزمة «شارع الرشيد» وإنقاذ «هدنة غزة»
أزمة تهدد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، متمثلة في مواصلة الجيش الإسرائيلي إغلاق شارع الرشيد أمام عودة النازحين إلى الشمال.
وتجري "اتصالات هادئة" في محاولة لتطويق تلك الأزمة وإنقاذ الهدنة، إذ يُرجح أن يكون هذا الملف في صلب محادثات بين مسؤولين مصريين ووفد من حركة "حماس" سيصل إلى القاهرة.
وقال حازم قاسم الناطق باسم حركة حماس، في بيان، إن وفداً قيادياً من حركة حماس برئاسة محمد درويش، رئيس المجلس القيادي ورئيس مجلس شورى الحركة، سيتوجه إلى القاهرة في زيارة رسمية يلتقي خلالها المسؤولين في مصر.
وأضاف قاسم أن الوفد القيادي لحركة حماس سيكون في استقبال الأسرى المبعدين المتوقع وصولهم ضمن عملية التبادل الثانية.
وكان تم إبعاد 70 أسيرا فلسطينيا محكومين بالمؤبدات إلى مصر على أن يتم لاحقا نقلهم إلى دول أخرى.
ولا يريد الوسطاء تفجير الاتفاق الذي استغرق التوصل إليه شهورا طويلة بسبب أزمة إغلاق شارع الرشيد، ولذلك تجري اتصالات حثيثة ولكن بهدوء في محاولة لإيجاد مخرج مقبول.
ووفقا للاتفاق فإنه مع إعادة 4 محتجزات إسرائيليات في اليوم السابع من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم اليوم، فإن على إسرائيل فتح شارع الرشيد لتمكين النازحين الفلسطينيين، للمرة الأولى منذ بداية الحرب، بالعودة إلى منازلهم في شمال قطاع غزة.
آخر محتجزة مدنية
ولكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن أن "إسرائيل لن تسمح لسكان غزة بالعبور إلى شمال قطاع غزة حتى يتم ترتيب إطلاق سراح المواطنة أربيل يهود، الذي كان من المفترض إطلاقها اليوم".
وسارعت "حماس" لإبلاغ الوسطاء بأن يهود، المحتجزة لدى حركة الجهاد، على قيد الحياة وسيتم إطلاقها يوم السبت".
ويهود هي آخر المدنيات الإسرائيليات المحتجزات في غزة.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين كبار قولهم، إنهم يتوقعون الإفراج عن أربيل يهود في الأيام المقبلة، حتى قبل يوم السبت.
وفقا للمسؤولين الإسرائيليين فإنه "إذا حدث ذلك سيسمح لسكان قطاع غزة بالعودة إلى شمال قطاع غزة قبل يوم السبت".
حشود فلسطينية
وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أنه "من التفسيرات المحتملة لتأجيل الإفراج عن أربيل يهود أنها كانت محتجزة في جنوب قطاع غزة، والطريقة الوحيدة لنقلها إلى شمال قطاع غزة عبر طريق نتساريم الذي كان مغلقا".
وبموجب الاتفاق فإنه كان ينبغي فتح شارع الرشيد الواقع فيما تسميه إسرائيل "طريق نتساريم" اليوم السبت أو غدا الأحد على أبعد تقدير.
واحتشدت جموع من الفلسطينيين بالقرب من شارع الرشيد بانتظار السماح لهم بالمرور إلى شمال قطاع غزة.
وأطلق الجيش الإسرائيلي النار على الفلسطينيين، حيث أفيد بمقتل فلسطيني وإصابة آخرين، ومع ذلك فقد تواصلت الحشود في المنطقة بانتظار السماح لهم بالمرور.
وفي هذا الصدد، قالت حركة "حماس"، في بيان "لا يزال الاحتلال يتلكأ في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بمواصلة إغلاق شارع الرشيد ومنع عودة النازحين المشاة من الجنوب إلى الشمال".
وأضافت "نحمل الاحتلال مسؤولية أي تعطيل في تنفيذ الاتفاق وتداعيات ذلك على بقية المحطات".
وأشارت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية إلى أنه "خلف الكواليس هناك مواجهة حول عدم الإفراج عن أربيل يهود"، موضحة أن "إسرائيل تطالب بعلامة فورية تُثبت أنها على قيد الحياة أو حتى إطلاق سراحها قبل المرحلة المقبلة".
وأضافت "تجري الآن مفاوضات مكثفة تصر فيها إسرائيل على المطالبة بالإفراج عن أربيل يهود، ربما في منتصف الأسبوع وليس في المرحلة التالية"، أي يوم السبت.
وتابعت أنه "من ناحية أخرى تصر حماس على أن هذا سيحدث يوم السبت، وسط ضغط هائل من إسرائيل على الوسطاء".
وذكرت أنه "خلف الكواليس يمكن القول إن الأزمة لم تحل بل تتصاعد، حيث تعتقد إسرائيل أن حماس قد ارتكبت انتهاكا كبيرا، وتتوقع من الوسطاء أن يلقوا بثقلهم الكامل".
واستدركت "في إطار الضغط على الطرفين يحاول الوسطاء إقناع إسرائيل بفتح طريق نتساريم لعودة النازحين، وفي هذه المرحلة ترفض إسرائيل طالما لا توجد بوادر على حياة أربيل يهود".
بدوره، قال مصدر أمني إسرائيلي لصحيفة "معاريف" "الحوار جار مع الوسطاء، حيث تصر إسرائيل على إطلاق سراح أربيل يهود في وقت مبكر من هذا الأسبوع وإسرائيل ستحصل على الضمانات المناسبة لذلك، إلى جانب دليل على أنها على قيد الحياة".
aXA6IDMuMTM3LjE2NC4yMDAg
جزيرة ام اند امز