سكان غزة.. «أنين» بين مطرقة الضربات ومطالب التهجير
مآس يعيشها سكان قطاع غزة المحاصر، الذي لا تتوقف الضربات والمعارك به منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ولم تكن نيران المعارك وحدها هي التي تزيد المآسي بل تصاعدت أصوات وزراء «متطرفين» في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تطالب بتهجير الفلسطينيين للخارج وإعادة المستوطنين لغزة.
- تكلفة هائلة تدفعها إسرائيل يوميا جراء الحرب على غزة.. كم تبلغ؟
- إسرائيل تقول إن الحرب في غزة ستستمر «طيلة» 2024
القتال جنوب القطاع
يأتي هذا تزامنا مع توسيع الجيش الإسرائيلي نطاق هجومه البري ليشمل مناطق جديدة جنوب مدينة غزة، حيث تقاتل الفرقة 99 عناصر حركة "حماس" وتعمل على تحديد مواقع البنية التحتية التابعة للحركة في الوقت الراهن، بحسب بيان للجيش.
وأكد الجيش أن "الفرقة 99 قضت على العديد من مسلحي حماس، ودمرت أكثر من 100 فتحة نفق، وعثرت على العديد من مخابئ الأسلحة، ونفذت عشرات الغارات الجوية على مواقع وعناصر تابعة لحماس في وسط وجنوب غزة"، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الإسرائيلية.
ولفت الجيش إلى أن قواته "تمكنت من بسط سيطرتها العملياتية على المنطقة، مما يسمح بتوسيع الهجوم إلى مواقع إضافية ومنع العدو من العودة إلى مواقعه".
وكان دانييل هاغاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، قد قال مساء الأحد، إن "أهداف الحرب تتطلب قتالا طويل الأمد، وإننا نستعد وفقا لذلك"، لكنه أعلن أن "بعض جنود الاحتياط سيعودون إلى عائلاتهم ووظائفهم هذا الأسبوع".
دعوات للتهجير
وفي سياق متصل، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، الإثنين، إلى عودة المستوطنين اليهود إلى قطاع غزة بعد انتهاء الحرب وإلى "تشجيع" السكان الفلسطينيين على الهجرة، غداة دعوة مماثلة صدرت عن وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش.
وقال بن غفير، خلال اجتماع لحزبه حسبما نشر بنفسه على حساباته على شبكات التواصل الاجتماعي: "إن الترويج لحلّ يشجّع على هجرة سكان غزّة ضروري. إنه حل صحيح وعادل وأخلاقي وإنساني".
وأضاف: "أناشد رئيس الوزراء ووزير الخارجية، إنها الفرصة المناسبة لتطوير مشروع يهدف إلى تشجيع هجرة سكان غزة نحو دول أخرى في العالم".
وأكد أن "خروج الفلسطينيين من قطاع غزة من شأنه أن يفتح أيضًا الطريق أمام إعادة إنشاء مستوطنات يهودية في أراض فلسطينية".
وكانت إسرائيل قد سحبت عام 2005 جيشها ونحو ثمانية آلاف مستوطن من قطاع غزة الذي كان محتلًا منذ العام 1967 في إطار خطة انسحاب أحادية قدمها رئيس الوزراء حينذاك أرييل شارون.
وتابع بن غفير: "تشجيع هجرة سكان غزة سيسمح لنا بإعادة سكان المناطق الحدودية و(كتلة) غوش قطيف الاستيطانية السابقة في قطاع غزة".
واتُهم بن غفير الذي يتزعم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، أكثر من 50 مرة عندما كان شابًا بالتحريض على العنف أو خطاب الكراهية، وأدين في عام 2007 بدعم جماعة إرهابية والتحريض على العنصرية.
و"بن غفير" هو أحد رموز الاستيطان الإسرائيلي الذي تعتبره الأمم المتحدة غير شرعي بموجب القانون الدولي.
على خطى سموتريتش
وكان وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش قد دعا، الأحد، إلى عودة المستوطنين اليهود إلى قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، معتبرًا أن فلسطينيي القطاع يجب أن يتم "تشجيعهم" على الهجرة إلى دول أخرى.
وأسفر القصف الإسرائيلي على قطاع غزة الذي يترافق منذ 27 أكتوبر/تشرين الأول مع عمليات برية، عن مقتل 21978 شخصًا على الأقل، معظمهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
وأفادت الوزارة بسقوط 57697 جريحًا منذ بدء الحرب، في وقت أصبحت معظم مستشفيات غزة إما خارج الخدمة أو متضررة ومكتظة.
واندلعت الحرب بعدما شنت حماس هجومًا غير مسبوق على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر أودى بحياة نحو 1140 شخصًا، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لـ"فرانس برس" تستند إلى بيانات رسمية.
aXA6IDMuMTM4LjEyMS43OSA= جزيرة ام اند امز