من غزة إلى صنعاء.. حماس والحوثي ثنائي انقلابات برعاية إيرانية
ما بين الوضع في غزة ونظيره في اليمن، تتوقف عقارب التاريخ عند مصب الفتنة والخراب.. حماس والحوثي
قبل 11 عاما، انقلبت حركة "حماس" على السلطة الفلسطينية في غزة بقوة السلاح، لتتحول إلى جلاد في قطاع أخضعته لمآربها المشبوهة.
وفي صنعاء اليمنية، لم يختلف المشهد كثيرا، حين انقلبت مليشيا الحوثي في سبتمبر أيلول 2014، على الحكومة الشرعية بالبلاد، وحولتها إلى بؤرة حرب وحمام دم.
سيناريوهات تكاد تكون واحدة مع فارق المكان والزمان والأسماء، أغرقت سكان القطاع كما اليمن ولبنان في أتون الحرب وضنك العيش، وسلبتهم حقهم في حياة كريمة حرة، لتوثق حقبة قاتمة في تاريخ شعوب لم تكن تحلم بحياة غير الحياة.
وما بين الوضع في غزة ونظيره في اليمن، تتوقف عقارب التاريخ عند مصب الفتنة والخراب.. حماس والحوثي. معاول هدم وأذرع ظلامية تفتح أبواب الجحيم أمام المدنيين، مقابل إحياء التشييع والتمكين للمشروع الإيراني التخريبي بالمنطقة.
غزة.. قطاع ينوء وينتفض
طفح الكيل في غزة، وتحول ذلك التململ الساري في صفوف السكان إلى غضب سرعان ما انفجر بدوره، رافعا شعار "نريد الحياة".
ضاقوا ذرعا بتردي الأوضاع المعيشية والضرائب الباهظة التي تفرضها حماس، فقرروا كسر سكون الصمت، والجهر بغضبهم، في إطار حراك شعبي أطلق عليه اسم "بدنا (نريد) نعيش".
لكن الغضب الشعبي المستمر منذ 14 مارس/آذار الجاري، واجهته حماس بالقمع والاعتقالات التعسفية والتعذيب، فملأت أقبيتها بالمحتجين السلميين، ونكلت بهم بعيدا عن الأعين.
هيئة حقوقية فلسطينية مستقلة قالت إن أجهزة "حماس" احتجزت أكثر من 1000 شخص على خلفية الحراك، واستخدمت القوة المفرطة للقوة في فض التجمعات التي تجاوز عددها 25 تجمعاً خلال الأيام الماضية في مختلف محافظات القطاع.
كما أشارت إلى أن الانتهاكات طالت الحق في حرية الرأي والتعبير والصحافة.
الحوثي وصناعة الموت باليمن
يوميات اليمنيين المثقلة بفظاعات الحوثي، وطريقهم الملبدة بألغام المليشيا، جميعها تشي بمصاب شعب يدفع فاتورة أطماع طهران وحروبها في المنطقة بالوكالة.
حولت المساجد والمدارس إلى ثكنات عسكرية، وإلى زنازين يصادرون فيها الحريات والمعتقدات والحق في الحياة.. قصفوا بيوت العبادة، ودمروا المنازل، وجندوا الأطفال واستخدموهم دروعا بشرية، ونكلوا بالمسنين، وعذبوا الشباب وهجروه.
ووفق تقرير صادر عن وزارة حقوق الإنسان اليمنية، ارتكبت مليشيا الحوثي الإيرانية، في 2018، وحده، 3115 انتهاكا بحق المدنيين في العاصمة صنعاء.
وتنوعت الانتهاكات بين القتل والتجنيد والاختطاف والإخفاء القسري، وطالت أيضا سرقة المساعدات الإنسانية والإغاثية.
إيران.. سهم مسموم
مؤسسة "ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان"، أكدت أن الإرهاب بجميع أنواعه لن ينتهي من الشرق الأوسط إلا بقطع مثلث الدمار الذي تشكل إيران أحد أضلعه إلى جانب قطر وتركيا.
"ماعت" أشارت، على هامش الدورة 40 لمجلس حقوق الإنسان المنعقد بجنيف قبل 3 أسابيع، إلى الدور التاريخي الذي تلعبه إيران، من حيث زرع مليشياتها، وتدريبها وتزويدها بالأسلحة والأموال، من أجل أن تصنع منها مجموعات مسلحة قادرة على تنفيذ مخططها.
ولفتت إلى أن طهران تسعى دائما إلى خلق حالة من عدم الاستقرار بالمنطقة، ما يخلق لها أرضية التوتر اللازمة التي تيسر انحشارها وانقضاضها على الدول، واستهداف استقرارها.
aXA6IDE4LjExNi44MS4yNTUg جزيرة ام اند امز