"شيزوفرينيا غزة".. آلام نسائية بريشة فلسطينية
فنانة الفلسطينية خود الدسوقي تنضم معرضها الفني الأول الذي حمل عنوان "شيزوفرينيا غزة"
من لوحة لأخرى، تنتقل الفنانة الفلسطينية خود الدسوقي، لتتابع تفاعل الجمهور مع معرضها الفني الأول الذي حمل عنوان "شيزوفرينيا غزة".
وعلى النقيض من الملامح التي جسدتها شخصيات لوحاتها، غمرت السعادة وجه خود الدسوقي (28 عامًا)، بعد ساعات من افتتاح معرضها الأول في مقر جمعية الشبان المسيحية بغزة، وارتسمت ابتسامة كبيرة على شفتيها وهي تتحدث عن مضامين اللوحات التي أعجبت الجمهور.
تتويج رحلة الفن
وقالت "الدسوقي" لـ"العين الإخبارية"، إن المعرض جاء ليتوج رحلتها الطويلة مع الفن والتي بدأت منذ طفولتها وصقلت خلال دراستها في كلية الفنون الجميلة في جامعة الأقصى بغزة.
وأشارت إلى أنها منذ 10 سنوات تحلم بهذا المعرض الخاص، ولكنه كل مرة كان يتأجل حتى تبلورت الرؤية والهدف والفكرة الواحدة، وجاء هذا المعرض حاملا رسالة هموم المرأة الفلسطينية.
"خلود"، فلسطينية تعود جذورها إلى قرية بَشِّيت جنوب غرب الرملة، ولدت عام 1992، ونشأت منذ طفولتها عاشقة للفن وتحديدا موهبة الرسم، قضت كامل طفولتها في السعودية وأنهت المرحلة الثانوية في قطاع غزة، ودرست تربية فنية في جامعة الأقصى بغزة.
فكرة وهدف
قالت "خلود" إن المعرض يجيب على فكرة وهدف معين وليس مجرد لوحات، حيث اختارت قضية حساسة انطلاقا من "مشاعر خاصة من داخلها، لتحكي تجربتها وتجربة العديد من النساء".
وأوضحت أن معرضها حمل اسم "شيزوفرينيا غزة" أي حالة الانفصام المرضي الموجود خاصة لدى الأزواج والعائلات والذي كثيرا ما تدفع ثمنه المرأة وبالتالي تكون ضحية العنف.
وسجلت الأشهر الأخيرة، العديد من حالات القتل والإصابات في صفوف النساء نتيجة العنف الأسري، في قطاع غزة والضفة الغربية.
وقالت "خلود": "المعرض لا يركز على الواقعية بقدر التركيز على التعبير والفكرة والفلسفة والفانتازيا"، مضيفة "المعرض نتاج تجربة حقيقية وعانيت منها جدا" لكن خلود استطاعت أن تحول الألم الذي عاشته إلى أمل وإنجاز.
ولمعت عيناها وهي تقول: "نستطيع أن نتحدى ونحول الأمور السلبية لإيجابية".
الأفكار والرسالة التي أرادت "خلود" أوصلتها بإبداع وخيال كبير عبر توظيف أدوات فنية متنوعة.
الفن رسالة
وشددت "خلود" على أن الفن رسالة وهذا ما سعت له من خلال لوحاتها التي أرادت أن توعي المجتمع لمشكلة مجتمعية وتدعم النساء بريشتها وفنها.
وتوضح أن معرضها اشتمل على الرسم بالمكياج وألوان الزيت وكذلك النحت فضلا عن استخدام خامات مختلفة، لتجسد لوحات ناطقة.
توجه "خلود" نحو الفن لم يكن غريبا، فهي ابنة عائلة فنية، فوالدها رسام كاريكاتير ووالدتها لديها خبرة واسعة في فن التطريز بينما شقيقاتها منقسمات بين الرسم وممارسة الأشغال اليدوية.
رسم الماكياج
وخلال السنوات الماضية، برزت "خلود" في فن رسم المكياج، ولكنها تؤكد أنها رسمت في جميع مواد الزيت والفحم والألوان المائية والزجاج.
ورغم أن "خلود" شاركت بلوحاتها في عدد كبير من المعارض الفنية في قطاع غزة، ومنها "مرايا لونية"و "نصفي الثاني" و"تشرين" و"الربيع" و"العنف ضد المرأة"، بالإضافة إلى معرض "القدس" ولكن المعرض الحالي يمثل حالة خاصة كونه المعرض الخاص الأول لها.
وقالت: إن الساعات الأولى لليوم الأول في معرضها الذي من المقر أن يستمر 3 أيام، شهد زيارة 200 زائر من المهتمين الذين عبروا عن إعجابهم وتأثرهم باللوحات.
وأكدت أنها تستعد لعقد معرض آخر يناقش أيضا إحدى القضايا الصعبة بهدف تحريكها،مشيرة إلى أنه مشروع فني يأتي في إطار الدعم النفسي للنساء.