هدنة غزة تلتف على عنق نتنياهو.. الحاخام الأكبر يُفتي والرئيس يضغط
فتوى للحاخام الأكبر لإسرائيل ودعوة من الرئيس إسحاق هرتسوغ بالتعجيل بصفقة لإعادة الرهائن في خطوات ترفع منسوب الضغوط على بنيامين نتنياهو.
وأفتى أعلى رجل دين يهودي بتحرير أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية مقابل رهائن إسرائيليين ما يزيد الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي لإبرام اتفاق.
ويأتي ذلك على وقع انتقادات حادة من الفريق الإسرائيلي المفاوض لنتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، وصفت بأنها "صارمة وخطيرة".
ومن شأن الفتوى التي أصدرها الحاخام الأكبر لليهود السفارديم في إسرائيل دافيد يوسيف، أن تقطع الطريق على اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يعارض إطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل رهائن إسرائيليين.
وقال يوسيف، في مقابلة مع موقع ديني يهودي: "لقد أفتى والدي (الحاخام الأكبر الراحل عوفاديا يوسيف) بوضوح شديد أنه مسموح ويجب إطلاق سراح الإرهابيين، حتى العديد من الإرهابيين، حتى القتلة الذين تلطخت أيديهم بالدماء، في مقابل الرهائن".
وأضاف: "أنا لست في غرفة المفاوضات، ولا أعرف ما هي الشروط، وما الذي يتم تقديمه مقابل ماذا، لذلك لا يمكنني إبداء رأيي في المفاوضات ككل، ومع ذلك، فإنني في هذه المسألة المحددة المتعلقة بإطلاق سراح الإرهابيين، أقف وأقول بوضوح: نعم، يجب إطلاق سراح الإرهابيين لتحرير الرهائن".
وأكد أن تصريحاته تستند إلى فتوى والده، وقال إنها «تستند إلى حكم والدي، كتب والدي هذا الحكم قبل عملية عنتيبي، كنت مع والدي في ذلك الوقت".
وتطالب حركة "حماس" بإطلاق سراح أسرى خاصة من ذوي الأحكام العالية والمؤبدات من السجون الإسرائيلية مقابل الرهائن الإسرائيليين.
ولكن اليمين الإسرائيلي المتطرف، وعلى رأسه وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، يعارض هذا الأمر بداعي أن الأسرى سيعودون للعمل ضد إسرائيل، فيما يلوح بن غفير وسموتريتش بإسقاط الحكومة حال الموافقة على الاتفاق.
وسئل الحاخام الأكبر عن الخوف من عودة الأسرى المحررين إلى عمليات ضد إسرائيل فأجاب: "نحن نعلم أنهم لن يصبحوا أشخاصًا صالحين، لذلك، يتعين علينا بذل جهود الوقاية، مثل طردهم إلى دول أخرى".
وأضاف : "لكن السؤال الشرعي الديني اليهودي هنا يتعلق بالخطر الفوري على الرهائن مقابل الخطر المستقبلي، وأجاب والدي أن الخطر الفوري يأتي أولاً" أي إنقاذ الرهائن أولا.
صفقة عاجلة
من جهته، قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، خلال إضاءة شمعة عيد الأنوار اليهودي "الحانوكاه": "معكم، أتوق وأعمل وأصرخ بكل طريقة ممكنة من أجل العودة الفورية لإخواننا وأخواتنا المحتجزين كرهائن في غزة".
وأضاف: "أؤكد مجددا أن الرهائن في خطر واضح ومباشر على حياتهم.. ومع كل يوم يمر، يزداد التهديد لحياتهم".
وتابع: "وأنا أعلم أننا نعمل ضد هذا العدو، ويجب أن نستمر في العمل - بإبداع وعزيمة ومسؤولية والتزام لا حدود له - لإعادتهم إلى ديارهم بأي وسيلة ضرورية، سواء في أحضان عائلاتهم، أو يجب دفنهم بكرامة".
وأردف: "إنني أدعو قيادتنا إلى العمل بكل قوتها، باستخدام كل أداة تحت تصرفنا، لتأمين صفقة. هذا واجبكم. هذه مسؤوليتكم. أنتم تتمتعون بدعمي الكامل! أنتم تتمتعون بدعمي الكامل لتحقيق صفقة تعيدهم إلى ديارهم".
الوفد المفاوض ينتقد نتنياهو وكاتس
ووجه أعضاء في الوفد الإسرائيلي المفاوض انتقادات لنتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس بسبب تصريحاتهما عن بقاء الجيش الإسرائيلي في غزة.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في تقرير، مساء الأربعاء، تابعته "العين الإخبارية": "تقوم مصادر في فريق التفاوض "بشد شعرها" لأنها ترى صفقة الاختطاف تتحرك بعيدا".
ونقلت عن هذه المصادر قولها إن هذا بسبب "سماع كلمات وزير الدفاع على طريق فيلادلفيا بأن السيطرة الأمنية في غزة ستبقى في أيدي الجيش الإسرائيلي".
وفي انتقاد صريح لكاتس أضافت المصادر: "من الواضح أننا في أيام اتخاذ القرار الحاسمة، التي يجب فيها قبول قائمة المختطفين، وهي أيام تتطلب المرونة وحسن النية. هذه هي نقاط نهاية المفاوضات، وبالتالي عليكم لا تأخذوا هذه النقطة الحاسمة وتعلنوا أنكم لن تنهوا الحرب، وأنكم لن تتحركوا، وأن الجيش سيسيطر على غزة".
وتابعت المصادر في فريق التفاوض: "تسببت هذه التصريحات في أضرار جسيمة، لقد وضعوا إصبعا في عيون حماس لكن في النهاية هو إصبع في عيون المختطفين".
وتساءلت قائلة: "من الذي ضربناه بهذا البيان؟ حماس؟ المختطفون. إنه أمر صادم".
وأضافت المصادر: "هذا لا يعني أنه لن تكون هناك صفقة ، لا يزال الأمر نفسه قابلا للعكس. لكن هذه التصريحات التي أدلى بها وزير الدفاع بعد تصريحات رئيس الوزراء في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال لا تساعد".
ووفقا للمصادر الإسرائيلية فإن "الصفقة لم تمت.. إذا كنت بحاجة إلى الضغط الأخير، النوايا الحسنة، المرونة والإيمان - فإنك تذهب إلى صفقة تستند إلى تصور سيؤدي إلى المرحلتين الثانية والثالثة ويعيد الجنود أيضا. إذا قلت لحماس: "لا يوجد مرحلة ثانية وثالثة"، و"إننا سنحكم"، فماذا سيفعلون بالمرحلة الأول؟ هناك شعور بأن هذا لا يساهم في المفاوضات، ويخلق عقبات، ويمكن أن يضر بشكل خطير بالمفاوضات وفرص عودة الرهائن".
وكان مقربون من نتنياهو سربوا للإعلام بأن نتنياهو معني فقط بتنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق التي ستعيد الرهائن كبار السن والمرضى.
وأشار المقربون إلى ان نتنياهو ليس معنيا بالمرحلتين الثانية والثالثة من الاتفاق التي من المفترض أن تعيد الجنود الرهائن وتؤدي لنهاية الحرب والانسحاب الإسرائيلي من غزة.