هدنة غزة.. مباحثات في القاهرة الأحد و5 شروط لـ«حماس»
وسط تعثر في المحادثات منذ أسابيع، وتبادل اتهامات بين حماس وإسرائيل بـ«المراوغة» و«التشدّد»، تستضيف العاصمة المصرية الأحد، مفاوضات لإبرام هدنة في غزة.
ويصل مسؤولون من الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر وحركة حماس إلى العاصمة المصرية لاستكمال البحث في اتفاق يتيح وقف القتال لإدخال مزيد من المساعدات، والإفراج عن رهائن إسرائيليين في القطاع، مقابل معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وبحسب قناة «القاهرة الإخبارية» القريبة من السلطات المصرية، فإنّ العاصمة القاهرة «تستضيف اليوم الأحد اجتماعات لبحث سبل استعادة الهدوء بقطاع غزة».
ومع تصاعد الحصيلة البشرية والأزمة الإنسانية وخطر المجاعة في القطاع الذي يقطنه 2,4 مليون نسمة، شدّدت واشنطن الداعمة لإسرائيل من لهجتها حيال الدولة العبرية هذا الأسبوع.
وأبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرورة حماية المدنيين الفلسطينيين والتوصل إلى «وقف فوري لإطلاق النار يتيح الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في القطاع».
وأكدت «القاهرة الإخبارية» أنّ المباحثات سيشارك فيها رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي إيه» وليام بيرنز، ورئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني. ويمثّل الجانب المصري رئيس المخابرات العامة عباس كامل.
وأعلنت «حماس» أن وفداً برئاسة القيادي خليل الحيّة «سيتوجه الأحد إلى القاهرة استجابة لدعوة» مصرية، مشيرة إلى أن مطالبها لتحقيق الهدنة تتمثل في:
- وقف دائم لإطلاق النار
- انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة
- عودة النازحين إلى أماكن سكنهم
- حرية حركة الناس وإغاثتهم وإيوائهم
- صفقة تبادل أسرى جادة
وأكدت أن هذه «مطالب طبيعية لإنهاء العدوان، ولا تنازل عنها».
وسبق للطرفين أن توصلا إلى هدنة استمرت أسبوعاً في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وأتاحت الإفراج عن أكثر من مئة رهينة وإطلاق سراح 240 من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مع شن حركة حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أوقع 1170 قتيلا غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وردت إسرائيل متعهدة بالقضاء على حماس، وتشن منذ ذلك الحين حملة قصف مكثف وهجوم بري واسع النطاق، ما تسبب بمقتل 33137 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في حكومة حماس، وخلف دمارا هائلا وكارثة إنسانية خطيرة في قطاع غزة.
ضغوط داخلية
وتتسبب قضية الرهائن بضغوط داخلية متزايدة على الحكومة الإسرائيلية، مع تحركات حاشدة في الشارع تطالب بإبرام اتفاق لإعادتهم إلى عائلاتهم.
والسبت، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه استعاد خلال الليل جثة رهينة في خان يونس بجنوب قطاع غزة، مشيرا إلى أن إلعاد كتسير الذي كان عمره 47 عاماً عند خطفه من كيبوتس نير عوز خلال هجوم حماس، «قُتل بحسب معلومات خلال أسره بأيدي منظمة الجهاد الإسلامي».
وأفاد مسؤول عسكري إسرائيلي أن مصرع كتسير يعود إلى منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، بعد أيام من ظهوره في فيديو نشرته حركة الجهاد الإسلامي، ودعا فيه الحكومة الإسرائيلية إلى بذل ما في وسعها لتأمين الإفراج عنه.
ستة أشهر في الجحيم
ويواجه رئيس الوزراء ضغوطا متزايدة في إسرائيل. ومساء السبت نظّمت مظاهرة كبيرة مناهضة لنتانياهو في تل أبيب ومدن إسرائيلية أخرى للمطالبة باستقالته وإجراء انتخابات مبكرة والتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن الذين قضوا «ستة أشهر في الجحيم»، وفق ما كتب على إحدى اللافتات.
من جهته، قال الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ السبت إنّ الجيش يخوض حربا «صعبة» لإعادة جميع الرهائن، مشيرا إلى أنّ إحياء ذكرى مرور ستة أشهر على هجوم حماس سيقام يوم الأحد الساعة 06,29 بالتوقيت المحلي (15,29 ت غ).
من جهته، توجه زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، السبت، إلى واشنطن حيث سيلتقي مسؤولين أمريكيين كباراً على خلفية التوترات بشأن طريقة إدارة نتنياهو الحرب.
على صعيد متّصل، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك السبت إنّ المملكة المتّحدة «مصدومة من حمام الدم في غزة وهذه الحرب الرهيبة يجب أن تنتهي».
وشدّد رئيس الوزراء البريطاني على أنّ «أطفال غزة في حاجة إلى هدنة إنسانية فورية، تؤدّي إلى وقف إطلاق نار مستدام طويل الأمد»، معتبراً أنّ هذه هي «أسرع طريقة لإخراج الرهائن وتوصيل المساعدات».
وتحذّر المنظمات الانسانية من أن خطر المجاعة يتهدد أكثر من مليوني شخص في القطاع، خصوصا في مناطقه الشمالية.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل لفرانس برس إن «قضية المجاعة في مناطق شمال القطاع مأساة جديدة يعيشها المواطن»، مضيفا «الأطفال يموتون من الجوع، النساء الحوامل لا يستطعن الحفاظ على جنينهن، كما لا تستطيع من أنجبت توفير الحليب لرضيعها».