غزة وطموحات ترامب.. هدنة «هشة» تنشد الصمود
![نازحون في غزة](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/10/113-141605-gaza-trump-new_700x400.jpg)
تتزايد الضغوط في إسرائيل لتمديد وقف إطلاق النار الهش بغزة إلى ما بعد المرحلة الأولى.
وكان من المقرر أن تبدأ المحادثات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، والتي تهدف إلى إطلاق سراح المزيد من الرهائن وانسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة، في 3 فبراير/شباط الجاري.
لكن يبدو أن إسرائيل وحماس لم تحققا تقدما يُذكر، حتى مع انسحاب القوات الإسرائيلية، أمس الأحد، من ممر نتساريم الذي يفصل غزة وشمالها عن وسط وجنوب القطاع، في أحدث التزام بالهدنة.
وأرسل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفدا إلى قطر، لكنه ضم مسؤولين منخفضي المستوى، مما أثار تكهنات بأنه لن يؤدي إلى اختراق.
وقالت الحكومة الإسرائيلية في وقت سابق إن الوفد سيناقش في البداية "المسائل الفنية" المتعلقة بالمرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بدلا من المرحلة الثانية الأكثر تحديا والتي من المفترض أن تؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم، وتبادل جميع الرهائن الأحياء المتبقين في غزة مقابل المزيد من الأسرى الفلسطينيين والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع.
ومن المتوقع أن يعقد نتنياهو، الذي عاد بعد زيارة للولايات المتحدة للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اجتماعا لمجلس الوزراء الأمني ، غدا الثلاثاء.
في المقابل، يتعرض نتنياهو أيضا لضغوط من حلفائه السياسيين من اليمين المتطرف لاستئناف الحرب. وقد يؤدي اقتراح ترامب بأن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة أيضا إلى تعقيد الموقف.
ترامب يكرر صدمته
وفي حديثه للصحفيين على متن طائرة الرئاسة أثناء توجهه إلى السوبر بول، كرر ترامب، يوم أمس، تعهده بالسيطرة على قطاع غزة.
وقال "أنا ملتزم بشراء غزة وامتلاكها. وفيما يتعلق بإعادة إعمارها، فقد نعطيها لدول أخرى في الشرق الأوسط لبناء أقسام منها. وقد يقوم أشخاص آخرون بذلك من خلال رعايتنا. لكننا ملتزمون بامتلاكها والاستيلاء عليها والتأكد من عدم عودة حماس".
مضيفا "لا يوجد شيء للعودة إليه. المكان عبارة عن موقع هدم. سيتم هدم الباقي".
غضب دولي وتحرك عربي
وفي حين لاقت تصريحات ترامب حول إخراج أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في غزة من القطاع، ترحيبا إسرائيليا، أثارت ردود فعل عالمية منددة وغضبا في العالمين العربي والإسلامي.
وأعلنت مصر أنها ستستضيف قمة عربية طارئة في 27 فبراير/شباط، لمناقشة "التطورات الجديدة والخطيرة" في الأراضي الفلسطينية.
وما بين الترحيب الإسرائيلي والرفض الدولي والعربي، يرى مراقبون أن اقتراح ترامب قد يكون تكتيكا تفاوضيا للضغط على حماس أو مناورة افتتاحية في المناقشات التي تهدف إلى تأمين صفقة تطبيع بين إسرائيل والسعودية.
والأحد، أكدت السعودية ودول عربية عدة "الرفض القاطع" لتصريحات نتنياهو بشأن تهجير الشعب الفلسطيني وإقامة دولة له في المملكة.
وقالت الخارجية السعودية في بيان "تؤكد المملكة رفضها القاطع لمثل هذه التصريحات التي تستهدف صرف النظر عن الجرائم المتتالية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي تجاه الأشقاء الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك ما يتعرضون له من تطهير عرقي".
كذلك، توجه وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الأحد، إلى واشنطن لإجراء محادثات مع عدد من كبار المسؤولين في إدارة ترامب وأعضاء في الكونغرس.
هل تصمد الهدنة؟
وصمد وقف إطلاق النار الذي بدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، مما أثار الآمال في أن الحرب التي استمرت 471 يوما والتي أدت إلى تحولات زلزالية في الشرق الأوسط قد تتجه نحو النهاية.
كانت الخطوة الأخيرة هي انسحاب القوات الإسرائيلية من ممر نتساريم الذي يبلغ طوله 6 كيلومترات، وتم استخدامه كمنطقة عسكرية إسرائيلية خلال الحرب.
ومع بدء وقف إطلاق النار الشهر الماضي، بدأت إسرائيل في السماح لمئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين بعبور نتساريم والعودة إلى الشمال.
ويتبقى للمرحلة الأولى من الاتفاق ثلاث دفعات أخرى من تبادل الأسرى.
لكن الاتفاق لا يزال هشا. إذ قتلت القوات الإسرائيلية، أمس الأحد، ثلاثة أشخاص شرق مدينة غزة.
وفيما تُصر إسرائيل على البقاء في قطاع غزة حتى يتم القضاء على القدرات العسكرية والسياسية لحماس، تقول الحركة إنها لن تسلم الرهائن الأخيرين حتى تسحب تل أبيب جميع القوات.
خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار التي استمرت 42 يوما، يفترض أن تطلق حماس تدريجيا سراح 33 رهينة إسرائيليا تم أسرهم خلال هجومها في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أشعل فتيل الحرب مقابل إطلاق سراح ما يقرب من 2000 أسير فلسطيني وتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأسفرت الحرب التي اندلعت بعد هجوم حماس، عن مقتل أكثر من 47 ألف فلسطيني، وفقا للسلطات الصحية المحلية في قطاع غزة. كما تم محو أجزاء كبير من الأحياء السكنية جراء الغارات الجوية.
وفي هجومها على مستوطنات في غلاف غزة، احتجزت حماس 251 رهينة وقتلت حوالي 1200 شخص.
العنف في الضفة
خلال الحرب على قطاع غزة، تصاعد العنف في الضفة الغربية، واشتدت حدته في الأيام الأخيرة مع العملية العسكرية الإسرائيلية في مدن بالشمال،
وأمس الأحد، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، عن توسيع العملية التي بدأت في جنين قبل عدة أسابيع. وقال إنها كانت تهدف إلى منع إيران من ترسيخ موطئ قدم في الضفة الغربية.
aXA6IDMuMTQ0LjcyLjE4OSA= جزيرة ام اند امز