الأمم المتحدة: الوضع في غزة يبعث على اليأس
المنسق الإنساني الأممي بالأراضي المحتلة يحذر من انهيار كارثي محتمل في تقديم الخدمات الأساسية بغزة
حذر المنسق الإنساني الأممي في الأراضي الفلسطينية المحتلة جيمي ماكغولدريك، اليوم الأربعاء، من أن " الوضع في غزة يبعث على اليأس".
ويرتقب أن تبحث الجهات الدولية على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك نهاية الشهر الماضي الأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزة، وإمكانية تنفيذ مشاريع إنسانية فيه.
ولكن تحذير المنسق الأممي جاء مع قرب نفاذ ما تبقّى من مخزون وقود الطوارئ للمنشآت الحيوية في قطاع غزة، والذي يجري توزيعه من خلال برنامج وقود الطوارئ الذي تيسِّره الأمم المتحدة.
- المنازل المدمرة بغزة.. 4 سنوات من المعاناة المستمرة
- أزمة تمويل "أونروا" تحاصر طلاب غزة مع بدء العام الدراسي
وبعث ماكغولدريك، برسالة إلى مجتمع المانحين، يطلب دعما فوريا للبرنامج، والذي يؤمِّن وقود الطوارئ المنقِذ للحياة لتشغيل مولدات الكهرباء الاحتياطية في حالات الطوارئ بالمراكز الصحية الحيوية، ومنشآت المياه والصرف الصحي في غزة.
و استُنفِدت الأموال التي تمّ التبرّع بها حتى الآن خلال العام 2018.
وتعتمد الخدمات المنقذة للحياة في غزة، حاليًا، على إمدادات وقود الطوارئ التي تقدمها الأمم المتحدة، بسبب أزمة الطاقة التي تترك سكان غزة البالغ عددهم مليوني فلسطيني، ونصفهم من الأطفال، دون كهرباء إلا لفترة لا تتجاوز أربع أو خمس ساعات في اليوم.
ونظراً لعجز الكهرباء الحالي في غزة، فالمطلوب تقديم 4.5 مليون دولار كحدّ أدنى لضمان استمرارية هذه الخدمات الأساسية حتى نهاية العام.
وقال ماكغولدريك ، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، " سنواجه انهيارًا كارثيًا محتملًا في تقديم الخدمات الأساسية، إذا لم نتسّلم تمويلاً جديداً على الفور. وسوف تتوقف خدمات المستشفيات والعيادات، ومنشآت معالجة المياه العادمة ومنشآت المياه والصرف الصحي. وبعض المستشفيات باتت على شفا إغلاق أبوابها في غضون أسبوع. وسوف يكون الأشخاص الأكثر ضعفًا في غزة، ممن يعتمدون على الخدمات العامة ولا يملكون سوى مصادر دخل محدودة، هم الأشد تضررًا".
ولفتت الأمم المتحدة إلى أن "إمدادات الوقود المتاحة في مستشفيات قطاع غزة لا تكفي إلا لإسناد تقديم خدماتها لفترة لا تزيد على أسبوعين في المجمل، بينما تتعرض بعض المنشآت لقدر أكبر من المخاطر".
وقالت"دون وقود، فمن المحتمل تعرُّض نحو 300,000 شخص لأضرار ناجمة عن شواغل خطيرة تتعلق بالصحة العامة، نظراً إلى احتمال فيضان مياه الصرف الصحي في الشوارع".
وأشارت إلى أن منشآت المياه والصرف الصحي تشهد تراجعًا وصل إلى نسبة تقل عن 20 % من قدرتها التشغيلية، كما انحفض مستوى المياه المتاحة لما يقل عن 50 لترا للشخص في اليوم، أي أقل من نصف الحد الأدنى المطلوب.
و تواجه بعض شبكات البنية التحتية الأساسية خطر التعرض لأضرار بالغة بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيل أجزاء رئيسية منها، وما يترتب عليه فقدان استثمارات من جهات مانحة.
وقال ماكغولدريك إن "الوضع في غزة يبعث على اليأس. فقد أدى الحصار المفروض منذ أكثر من عقد من الزمن والانقسام السياسي الداخلي الذي استعصى على الحل إلى حرمان الناس من حقوقهم، تاركاً أكثر من ثلثيْ السكان معتمدين على المساعدات الإنسانية".
وزاد" في وسعنا أن نحُول دون الانزلاق إلى كارثة أخرى من خلال ضمان الاستمرار في تقديم الخدمات الأساسية، ولكننا في حاجة إلى المجتمع الدولي لكي يرفع مستوى الدعم فوراً لنمنع تلك الكارثة".