المنازل المدمرة بغزة.. 4 سنوات من المعاناة المستمرة
رئيس لجنة النازحين في قطاع غزة، أوضح أنه ما زال هناك نحو 35% من المنازل المدمرة لم تتم إعادة إعمارها.
بعد 4 سنوات من تدمير منزله في قصف إسرائيلي، ما زال الفلسطيني منير محفوظ (55 عاماً) يعاني في إيجاد مأوى مناسب له ولعائلته المكونة من 6 أفراد، في ظل وعود لم تتحقق لمنح الإعمار.
وفي غرفة غير مكتملة البناء والتجهيز، يعيش محفوظ منذ حوالي عامين، بعدما توقف عن استلام بدل الإيجار الذي استلمه لمدة عامين عقب تدمير قوات الاحتلال الإسرائيلي لمنزله، خلال العدوان على غزة صيف 2014.
يتذكر محفوظ كيف كان يعيش في منزل كبير مكون من 3 طوابق مساحته 200 متر مربع، مجهز بأحدث الأثاث، فيما هو اليوم يعيش في غرفة غير مكتملة البناء بلا أبواب أو نوافذ ضمن منزل ابنه منير الذي أخذ نصف منحة إعمار مكنته من بناء هذا الجزء من المنزل.
كومة كبيرة من الركام، تحول إليها منزل محفوظ وعائلته الذي كان يؤوي 4 عائلات، قبل أن تتشتت، كل منها في جهة، أحدهم فقط تمكن من إعادة بناء منزله، والثاني أخذ نصف منحة والبقية بقوا ينتظرون الوعود بلا تنفيذ أو أفق للتنفيذ.
وقال محفوظ، وهو موظف في السلطة الفلسطينية، لـ"العين الإخبارية": "القصة لا تتعلق فقط بالخسارة المالية، مع أنها كبيرة، بعد الديون المتراكمة نتيجة الإيجار وتبعات التدمير، لكنها الذكريات بحلوها ومرها، التي قضيناها في منزلنا وبين أركانه، فيه كبر أطفالي ودرسوا والتحقوا بالجامعات، وكل ذلك ذهب تحت قنابل الاحتلال المدمرة".
محفوظ، هو واحد من ألفي فلسطيني على الأقل لم تصلهم منح الإعمار بعد أكثر من 4 سنوات على انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي دمر آلاف الوحدات السكنية.
ووفقاً للمهندس مفيد الحساينة، وزير الأشغال العامة والإسكان الفسطيني، فإن نحو 2100 وحدة سكنية دمرت في الحرب لا يوجد لها تمويل حتى الآن، منها حوالي 285 وحدة سكنية مهدمة كلياً قبل عدوان 2014، فيما أعيد إعمار أو يجرى العمل على إعمار 9667 وحدة سكنية.
وأكد الحساينة أنه تم إنجاز نحو 90% من إعادة اعمار ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية خلال حربها على قطاع غزة عام 2014.
غير أن إبراهيم الفرا، رئيس لجنة النازحين في قطاع غزة، أوضح أنه ما زال هناك نحو 35% من المنازل المدمرة لم يتم إعادة إعمارها، وأن هناك مئات الوحدات المتضررة جزئياً لم تعمر أيضاً.
وقال الفرا لـ"العين الإخبارية": "بعد 4 سنوات من الحرب، المأساة مستمرة، آلاف العائلات بدون مأوى ملائم، خاصة بعدما توقف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن دفع بدل الإيجار مطلع العام الماضي 2017، للمواطنين المدمرة منازلهم وبالتالي تفاقمت مأساتهم، بعدما وجدوا أنفسهم بلا مأوى وغير قادرين على استئجار شقق سكنية".
وأشار إلى أن بعض المواطنين وأعدادهم قليلة ما زالوا يعيشون في الكرفانات (غرف من الحديد) نتيجة عدم توفر بدائل وتأخر منح الإعمار، مناشداً جميع الجهات بأن تعمل على هذه المأساة.
aXA6IDE4LjIxOS4yMDcuMTE1IA== جزيرة ام اند امز