اليوم الـ44 لحرب غزة.. لا اتفاق لوقف القتال ومأساة المدنيين تتفاقم
44 يوما مرت منذ بدء الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، رفعت فاتورة القتلى إلى 12 ألفا و300 شخص غالبيّتهم مدنيّون، وبينهم أكثر من 5 آلاف طفل و3300 امرأة.
وباتت غزة بلا مكان آمن، مع الاستهداف المستمر للمدارس ومخيمات اللاجئين، في وقت تؤكد فيه إسرائيل أنها تستهدف البنية التحتية لحركة حماس، ووسط جهود لا تنقطع لوقف نزيف الدماء، والوصول لهدنة إنسانية تسمح بلملمة الجراح.
- قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي على غزة وتوغل بالضفة الغربية
- «واشنطن بوست» تكشف تفاصيل اتفاق مبدئي لوقف النار بغزة.. والبيت الأبيض ينفي
ضربات لمدارس وإخلاء لمستشفيات
وفي مخيم جباليا في شمال غزة، قتل 80 شخصا على الأقل، بينهم 32 من عائلة واحدة، في غارتين إسرائيليتين منفصلتين، السبت، استهدفتا منزلا ومدرسة للأمم المتحدة تؤوي نازحين.
وقال مسؤول في وزارة الصحة بغزة إن "ما لا يقل عن 50" شخصا قُتلوا، السبت، في قصف استهدف مدرسة الفاخورة بجباليا، وفي غارة منفصلة استهدفت منزلا، قتل 32 شخصا من عائلة أبو حبل في المخيم، بينهم 19 طفلا.
ولم يعلّق الجيش الإسرائيلي على هذه الغارات لكنه قال إن "قواته توسع عملياتها في غزة بما في ذلك في جباليا لاستهداف إرهابيين وضرب البنية التحتية لحماس".
في حين أدان المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، الغارات التي وصفها بـ"المروعة" على مدارس للوكالة، مشيرا إلى أن "وقف النار لأسباب إنسانية لا يمكن أن يتأخر أكثر من ذلك".
يأتي هذا في حين غادر المئات، مجمع الشفاء الطبي بعد إنذار بالإخلاء وجّهته إسرائيل، وأصبح منذ أيام محور العمليات البرية وقد اقتحمه الجيش الإسرائيلي، الذي يتهم حماس باستخدامه ستارا لمنشآت عسكرية وقيادية، وهو ما تنفيه الحركة.
ونقلت وسائل إعلام ووكالات للأنباء مشاهد لأطفال ونساء ورجال بعضهم مصاب أو مبتورة أطرافه ينزحون جنوبا باتجاه شارع صلاح الدين، دون مشاركة أي سيارة إسعاف في الإجلاء.
وفي الطريق نحو الجنوب، رصد ما لا يقل عن 15 جثة بعضها في مراحل متقدمة من التحلل على الطرق المدمرة حيث شوهدت سيارات مقلوبة ومدمرة، في حين قالت وزارة الصحة التابعة لحماس إن 120 جريحا لا يزالون في المستشفى بينهم أطفال خدّج.
وكان مسؤول في وزارة الصحة أكد في وقت سابق أن "450 جريحا ومريضا" عالقون مع عدد قليل من أفراد الطاقم الطبي.
فيما شوهدت دبابات وناقلات جند وغيرها من الآليات الإسرائيلية المدرعة في محيط المستشفى بينما حلقت فوق المنطقة مسيّرات، وقال الجيش إنه سيخصص "ممرا إنسانيا" للنازحين.
وليلا، تسببت غارة في خان يونس استهدف ثلاثة مبان سكنية بالمدينة، بمقتل 26 شخصا، وفق مسؤولين صحيين في القطاع.
وأعلن مدير مستشفى ناصر في خان يونس بجنوب القطاع أن الضربة الجوية التي وقعت في منطقة حمد أسفرت أيضا عن 23 جريحا.
ضغوط على نتنياهو
واستمرارا للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو للعمل على إطلاق سراح الرهائن لدى حركة حماس، وصل أقرباء الرهائن المحتجزين إلى القدس وآلاف المتضامنين معهم، بختام مسيرة استمرّت أياما لمواصلة الضغط على الحكومة في هذا الملف، وتجمّعوا أمام مكتب رئيس الوزراء للمطالبة بتحرير الرهائن.
توترات الضفة
وتزامنا مع التطورات في غزة، يتواصل التوتر اليومي في الضفة الغربية، والسبت، قُتل خمسة عناصر من فتح في قصف جوي على مدينة نابلس، وفق الهلال الأحمر ومصادر في الحركة.
وقال الجيش الإسرائيلي: "استهدفت طائرة شقة للاختباء كان يستخدمها عدد من المخربين المتورطين في التخطيط لإطلاق اعتداءات إرهابية وشيكة تستهدف مدنيين إسرائيليين وأهدافاً عسكرية"، وذلك في مخيم بلاطة للاجئين في نابلس الذي يضم 24 ألف شخص بحسب الأمم المتحدة.
وفي أعقاب الضربة، دهم جنود إسرائيليون مخيم بلاطة وفجروا منزلا كان خاليا، وفق شهود.
وقتل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي قتل أكثر من 200 فلسطيني بنيران الجيش الإسرائيلي أو مستوطنين حسب وزارة الصحة الفلسطينية في الضفة.
توحيد غزة والضفة
في المقابل، دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى "إعادة توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة مستقبَلا تحت سلطة فلسطينية متجددة"، متوعدا بفرض عقوبات على المستوطنين "المتطرفين" الذين يهاجمون الفلسطينيين في الضفة.
وكتب بايدن في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست": "ينبغي إعادة توحيد غزة والضفة الغربية في ظل بنية حكم واحدة، وفي نهاية المطاف في ظل سلطة فلسطينية متجددة"، بعد إنهاء حكم حماس في القطاع الذي تحكمه منذ 2007، في أعقاب العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة.
ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي قائلا إن "السلطة الفلسطينية بشكلها الحالي عاجزة عن تحمل مسؤولية غزة".
وأضاف: "لا يمكن أن تكون لدينا سلطة مدنية في غزة تدعم الإرهاب، وتشجع الإرهاب، وتمول الإرهاب وتدرّس الإرهاب".
لا وقف للحرب ولا رهائن
وأعرب بايدن مجددا عن "معارضته وقف النار في غزة"، قائلا: "طالما أن حماس تتمسك بأيديولوجيا التدمير، فإن وقف النار لن يجلب السلام. بالنسبة إلى أعضاء حماس، فإن كل وقف للنار يوفر الوقت لتجديد مخزون الصواريخ، وإعادة تموضع المقاتلين وبدء المذبحة مجددا من خلال مهاجمة الأبرياء"، بحسب قوله.
كما نفى البيت الأبيض، السبت، معلومات عن وجود اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل وحركة حماس من شأنه إتاحة الإفراج عن عشرات النساء والأطفال المحتجزين رهائن بقطاع غزة في مقابل وقف القتال لخمسة أيام.
وردا على تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" حول اتفاق مبدئي قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أدريان واتسون عبر منصة إكس "لم نتوصل إلى اتفاق بعد لكننا نواصل العمل الجاد توصلا إلى اتفاق".
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن "مصادر مطلعة" أن إسرائيل وحركة حماس توصلتا إلى اتفاق مبدئي بوساطة أمريكية من شأنه إطلاق سراح عشرات النساء والأطفال المحتجزين رهائن بغزة في مقابل وقف الأعمال القتالية مدة خمسة أيام.
وأضافت الصحيفة أن "إطلاق سراح الرهائن قد يبدأ في غضون أيام ويؤدي إلى أول توقف في النزاع الحالي بغزة، في حال تم الالتزام بالاتفاق التفصيلي الواقع في ست صفحات".
ونقلت الصحيفة عن المصادر التي لم تسمها أن جميع الأطراف سيوقفون العمليات القتالية مدة خمسة أيام على الأقل بينما يتم إطلاق سراح بعض الرهائن على دفعات، على أن تكون هناك مراقبة جوية لتوقف القتال.
لكن مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض رد سريعا عبر منصة إكس نافيا تحقيق أي اختراق كبير مساء السبت، وسبق أن أكدت واشنطن أن وقف النار مرتبط بالإفراج عن الرهائن.
جهود لوقف الحرب
يأتي هذا وسط مساع عربية وإسلامية مكثفة لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ أكثر من شهر على كل الجبهات.
فقد أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان عن أن وزراء من دول عربية وإسلامية سيزورون الصين غدا الإثنين في أول محطة ضمن جولة تهدف إلى إنهاء الحرب في غزة.
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس في أعقاب هجوم غير مسبوق شنّته الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أدّى إلى مقتل نحو 1200 شخص غالبيّتهم مدنيّون قضوا بمعظمهم في اليوم الأوّل للهجوم، وفق السلطات الإسرائيليّة.
وتوعّدت الدولة العبريّة بـ"القضاء" على حماس، وتشنّ حملة قصف جوّي ومدفعي كثيف، وبدأت بعمليّات برّية اعتبارا من 27 أكتوبر/تشرين الأول، ما تسبّب بمقتل 12 ألفا و300 شخص في قطاع غزّة غالبيّتهم مدنيّون، وبين القتلى أكثر من 5 آلاف طفل و3300 امرأة.
وتؤكد السلطات الإسرائيلية أن قرابة 240 شخصا بينهم أجانب، أخِذوا رهائن في هجوم حماس ونُقلوا الى غزة. ولا تزال قضية الرهائن مدار بحث بين أطراف عدة.
وأدت الحرب الى نزوح أكثر من 1,65 مليون شخص في القطاع، من أصل إجمالي عدد سكانه البالغ 2,4 مليون شخص.