بقسمات مرهقة لا تخفي ارتياحا بالعبور إلى بر الأمان قالت الأم الفلسطينية سمية بنت حليمة لـ"العين الإخبارية" لدى وصولها إلى الإمارات إن "الوضع في غزة من سيئ إلى أسوأ.. معاناة والله معاناة".
وتابعت: "انقصفنا (قصفنا) أنا مصابة وابني (مصاب) بحروق من الدرجة الثالثة، واستشهد زوجي وكل العائلة وظليت (بقيت) أنا وابني".
ووصلت السبت الطائرة الأولى، التي تحمل دفعة أولى من الأطفال وعائلاتهم، في إطار مبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة بعلاج ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة في مستشفياتها.
وما أن حطت الطائرة في مطار أبوظبي إلا وأطلق الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مبادرة جديدة باستضافة ألف فلسطيني مصابين بالسرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية، لتلقي العلاج في مستشفياتها.
وقالت أمّ محمد -التي كانت ترتدي حجابا- ابني مصاب في عينه وليس هناك علاج أو مستشفيات تعمل في غزة.
وروت أمّ محمد -التي كانت خائفة لأنها المرة الأولى التي تسافر في حياتها- أنها تركت زوجها المصاب في غزّة بعد أن "خضع لعملية جراحية بدون تخدير" في مجمّع "الشفاء" الطبي،
ألم وأمل
من بين الأطفال الذين تمّ إجلاؤهم ليل الجمعة، فتى يبلغ 13 عاما يحمل بيديه المجرحة، ابن عمّه البالغ عامين ورضّاعة حليب وعلى ظهره حقيبة سوداء.
وروى المراهق -الذي كان يرتدي قميصا أحمر- أنه وابن عمّه فقدا ذويهما جراء الحرب ولم يعد لديهما أحد يهتمّ بهما في غزة.
وأوضحت مريم النعيمي، رئيسة فريق الإجلاء من مستشفى الشيخ خليفة، لفرانس برس أن هناك "طاقمًا طبيًا كاملًا" من مستشفيات إماراتية في طائرة الإجلاء، مؤكدةً استعداده للتعامل مع أي حالة خلال الرحلة.
وقالت "نحن (نُعتبر) مستشفى متنقلا حاليًا".
1000 طفل
وراوحت الإصابات بين كسر في العمود الفقري أو في الساق وحروق إضافة إلى مريضة سرطان. وسيتلقى الأطفال -وهم المجموعة الأولى من ألف طفل سيتم إجلاؤهم- العلاج في مستشفيات إماراتية.
خلافا للآخرين، كانت لُجين البالغة 10 سنوات والمصابة بسرطان في رئتيها تبتسم وهي تحمل ورودًا حمراء قدّمها لها طاقم الطائرة.
وقالت أمّ لجين التي كانت مؤخرًا نازحة إلى إحدى مدارس القطاع "لا يمكن أن أصف المعاناة" في غزة، لا سيما "بالنسبة للأكل والشرب".
وقال موفد الهلال الأحمر الإماراتي إلى مطار العريش محمد الكعبي "نودّ أن نقوم بعمليات إجلاء يومية".
وتأتي رحلات إجلاء الأطفال ضمن سلسلة مبادرات إنسانية أعلنتها الإمارات لدعم غزة.
وأرسلت دولة الإمارات 51 طائرة تحمل 1400 طنّ من الإمدادات العاجلة، في إطار حزمة مساعدات بقيمة 20 مليون دولار مخصصة للقطاع.