اليوم الـ79 لحرب غزة: تهدئة بعيدة المنال.. و«كريسماس» غائب ببيت لحم
ما زالت الحرب في قطاع غزة متواصلة في يومها الـ79، مع دخول موسم الاحتفال بعيد الميلاد لدى الكنائس الغربية، وسط محاولات دولية لبحث هدنة تبدو بعيدة المنال.
وتواصل القصف الإسرائيلي على القطاع ليلا، كما اقتحمت القوات الإسرائيلية عدة مدن بالضفة الغربية.
«الميلاد تحت الأنقاض»
ودشنت بلدية بيت لحم، والمجتمع المدني، تحت رعاية رئيس الوزراء محمد اشتية، السبت، مغارة الميلاد "الميلاد تحت الأنقاض" في ساحة المهد بمدينة بيت لحم، لإيصال الصوت الفلسطيني من مدينة مهد السيد المسيح إلى العالم في ظل العدوان الإسرائيلي على غزة.
وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية رولا معايعة قالت في تصريحات لها إن "العالم يحتفل بعيد الميلاد المجيد، ومدينة الميلاد حزينة كئيبة متألمة، فأطفالها وشبابها ونساؤها ورجالها يعتريهم الخوف والحزن والألم مما يجري، ومدينة المهد كباقي المدن الفلسطينية محاصرة بالكامل مغلقة حزينة لا يستطيع أحد الوصول إليها ولا الخروج منها، أهلها وشعبها بلا عمل وبلا أمل نتيجة تعطل وتوقف حركة السياحة الوافدة إليها والتي تشكل عصب الاقتصاد فيها".
وأضافت معايعة، أن "مدينة المهد التي كانت تستقبل سنويا ملايين السياح والحجاج من كافة بقاع العالم، يقيمون في فنادقها ويتجولون في أزقتها وطرقاتها ويتسوقون من أسواقها ومتاجرها، واليوم تعيش حالة من الركود الشامل".
ولأول مرة لا تشهد بيت لحم وضع شجرة الميلاد، أو إضاءة شوارعها على أن يقتصر الاحتفال بعيد الميلاد على الشعائر الدينية فقط في كنيسة المهد، تتضمن صلاة من أجل السلام في فلسطين مع إضاءة الشموع.
ماذا قال بايدن لنتنياهو؟
البيت الأبيض أعلن أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اتصال هاتفي السبت الحملة الإسرائيلية العسكرية في قطاع غزة بما في ذلك "أهدافها ومراحلها".
وبحسب بيان للبيت الأبيض فإن بايدن "أكد على الضرورة القصوى لحماية السكان المدنيين بما في ذلك من يدعمون عملية الإغاثة الإنسانية، وأهمية السماح للمدنيين بالتحرك بأمان بعيدا عن مناطق القتال الدائر".
وأضاف البيان "ناقش الزعيمان أهمية تأمين إطلاق سراح جميع الرهائن الباقين".
ومع بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت إسرائيل أن هدفها تقويض حركة حماس وحكمها في القطاع، واستعادة رهائن تحتجزهم الحركة، لكن مع امتداد الحرب وسقوط أكثر من 20 ألف قتيل غالبيتهم من النساء والأطفال باتت الأهداف الإسرائيلية محل تساؤلات وسط شكوك بشأن واقعيتها.
وجاء الاتصال الهاتفي بين بايدن ونتنياهو غداة إصدار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا ينص على زيادة المساعدات لغزة، لكنه لم يطالب بوقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وقال بايدن للصحفيين في البيت الأبيض وعند سؤاله عن وقف الأعمال العدائية، رد الرئيس الأمريكي "لم أطلب (من نتنياهو) وقف إطلاق النار".
جهود إماراتية
يأتي ذلك فيما تتواصل جهود دولة الإمارات العربية المتحدة لدعم قطاع غزة إنسانيا.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، أن الوضع الراهن في المنطقة يتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي، لدعم مسار الاستجابة الإنسانية العاجلة لاحتياجات أهالي غزة والتخفيف من معاناتهم.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي مع هاكان فيدان وزير الخارجية التركي، بحثا خلاله تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وتداعياتها المختلفة، وفي مقدمتها الأزمة الإنسانية في غزة.
وناقش الوزيران أهمية حماية أرواح كافة المدنيين المتضررين من الأزمة الراهنة، بالإضافة إلى ضرورة تعزيز المساعي الإقليمية والدولية للتوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار، بما يسهم في دعم الاستجابة الإنسانية العاجلة لاحتياجات أهالي غزة.
كما استعرض وزير الخارجية الإماراتي ونظيره التركي القرار 2720، الذي قدمته دولة الإمارات واعتمده مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وأهمية البناء عليه من أجل زيادة تدفق المساعدات الإنسانية لأهالي غزة وفق آلية منسقة ومستدامة وبوتيرة متسارعة.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، ضرورة تكثيف المساعي الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء التطرف والتوتر والعنف المتصاعد في المنطقة، مشددا على ضرورة ضمان حماية جميع المدنيين والحفاظ على أرواحهم.
تطورات ميدانية
الحرب ما زالت مستعرة في قطاع غزة، وهو ما وصفته وزارة الخارجية الفلسطينية بأن إسرائيل "تسابق الزمن لاستكمال تحويل كامل قطاع غزة إلى مقبرة جماعية للقتلى والأحياء معا، حيث تختطف الفلسطينيين في القطاع وتصدر عليهم حكما بالإعدام بأشكال مختلفة ومتفاوتة تعجز الكلمات والمفاهيم والمعاني عن وصف وحشيتها وبشاعتها".
وشددت الخارجية الفلسطينية على أن الحكومة الإسرائيلية تستخف بالأمم المتحدة وقراراتها، وتواصل تخريب أية جهود دولية مبذولة لوقف الحرب على الشعب الفلسطيني وربطه برؤية سياسية واضحة تدعو لحل الصراع من جذوره بما يمكّن الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير مصيره على أرض وطنه.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 8 جنود، أثناء قتال عنيف، بجنوب ووسط غزة، أمس السبت، لترتفع حصيلة القتلى في صفوفه، منذ بدء الهجوم البري في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى 152.
انشقاقات في حكومة نتنياهو
وألقت حرب غزة بظلال قاتمة على حكومة نتنياهو إذ هدد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، القيادي اليميني المتطرف بالانسحاب من الحكومة إذا لم تحقق إسرائيل "حسما" في الحرب على غزة.
وقال بن غفير في تصريحات صحفية، أنه ليس مسموحا وقف القتال، وطالب بحل مجلس الحرب الإسرائيلي.
ورغم الدعوات المتعددة إلى حماية المدنيين، تستمر الغارات الإسرائيلية المميتة على قطاع غزة، وكذلك القتال البري، في حين يعاني نصف السكان المدنيين الجوع، وفق الأمم المتحدة.
ويعاني القطاع الخاضع لحصار إسرائيلي مطبق منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أزمة إنسانية خطيرة إذ باتت معظم مستشفياته خارج الخدمة فيما نزح نحو 1,9 مليون نسمة، أي 85% من سكانه، من شمال القطاع إلى جنوبه هربا من الدمار والقصف، وفق الأمم المتحدة.
معاناة إنسانية
وذكر تقرير لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أنّ نصف سكان القطاع يعانون الجوع الشديد أو الحاد وأن 90% منهم يحرمون بانتظام من الطعام ليوم كامل.
ورغم دخول 127 شاحنة مساعدات وبضائع إلى القطاع الثلاثاء من خلال معبري رفح مع مصر وكرم أبوسالم مع إسرائيل، فإن هذه الإمدادات لا تكفي لتلبية أبسط حاجات السكان.
وذكر التقرير أن 10% فقط من المواد الغذائية الضرورية حاليا دخلت إلى قطاع غزة خلال الأيام الـ70 الأخيرة.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على «حماس» وأعلنت الحرب عليها، ردا على هجوم غير مسبوق نفذته الحركة على أراضيها وأدى إلى مقتل نحو 1140 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة «فرانس برس» استنادا إلى أحدث الأرقام الرسمية الإسرائيلية.
كما تم احتجاز حوالي 240 شخصا رهائن خلال هجوم حركة حماس، 129 منهم لا يزالون محتجزين في غزة، وفق إسرائيل.