توسيع المساعدات لغزة.. خبراء: الإمارات رسمت خارطة طريق لإنهاء الحرب
"إنجاز دبلوماسي" و"خطوة مهمة" نحو إنهاء حرب غزة، هكذا رأى خبراء عرب تبني مجلس الأمن قرارا إماراتيا لتوسيع دخول المساعدات لغزة.
ووصف الخبراء العرب في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية" القرار بـ"الخطوة نحو إنقاذ ما يمكن إنقاذه في القطاع المحاصر لتخفيف معاناة الفلسطينيين".
وأشادوا في الوقت ذاته بالدور الإماراتي الكبير وجهود الدولة الدبلوماسية لتمرير القرار، في ظل ظروف سياسية حادة وصعبة تشهدها منطقتنا العربية والعالم.
وإلى ذلك، قال المحلل السياسي السعودي مبارك آل عاتي، في حديث لــ"العين الإخبارية"، إن اعتماد مجلس الأمن القرار الذي قدمته دولة الإمارات يعد "خطوة مهمة جدا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في غزة المكلومة، في ظل ظرف سياسي حاد وصعب تشهده منطقتنا العربية جراء العدوان الإسرائيلي وتداعياته".
وأضاف آل عاتي أن هذا القرار المهم "من شأنه أن يسمح بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة وتوزيعها بشكل واسع على جميع المحتاجين، وفي كل المدن وليس بشكل محدود كما هو حاصل الآن، بسبب الممارسات الإسرائيلية التي حرمت مدن شمال غزة من أي مساعدات، وضربت الحصار عليها لإجبار من تبقى من سكانها على النزوح إلى رفح الفلسطينية".
آل عاتي قال أيضا "إنه من الواضح أن دولة الإمارات بذلت جهودا دبلوماسية لتمرير هذا القرار انتصارا للأشقاء الفلسطينيين"، لافتا إلى أن الدولة "وظفت أدواتها الدبلوماسية بشكل جيد لصالح إقناع كل الأطراف بصياغة القرار بعناية لضمان سهولة تمريره من مجلس الأمن الدولي دون أي اعتراض، وهو بالفعل ما حدث".
خطوة مهمة
ويشير الدكتور محمد قواص الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، المقيم في بريطانيا، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إلى أن "الدبلوماسية هي فن الممكن، وكان واضحاً عمل دولة الإمارات على نص يمكن أن يمر في مجلس الأمن، وهو ما تطلب صبرا ومهارة ودأبا".
ويدلل على ذلك قائلا: "لن يفيد تقديم مشروع قرار مهما كان محقا وعادلا، ما لم يحصل على إجماع المجلس، وهذا ما جرى عبر تكثيف المداولات، وإدخال التعديلات التي من شأنها المساهمة في رسم خريطة طريق لإنهاء الحرب".
ويصف قواص القرار بـ"الخطوة الإنسانية المهمة" في مسألة المساعدات"، قائلا إن القرار "وضع حجرا جديدا على طريق الوصول لقرارات لاحقة تسفر عن وقف شامل لإطلاق النار".
كما يرى قواص أن تصويت المجلس على القرار يعني أن المزاج الدولي يتجه نحو وضع حد للحرب، ونحو تفاهمات من أجل التوصل إلى تموضع داخل مجلس الأمن يمثل كل المجتمع الدولي لإنهاء الحرب".
إنجاز كبير
ويتفق بشير عبدالفتاح، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، مع الخبيرين السعودي واللبناني، وزاد قائلا إن "مجرد تمرير مشروع القرار الإماراتي يعد إنجازا سياسيا كبيرا".
ويوضح عبدالفتاح في حديث لـ"العين الإخبارية": "للمرة الأولى تمتنع الولايات المتحدة عن التصويت، ولا تعرقل قرارا أمميا"، مشيرا إلى أنه في مرتين سابقتين استخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو لتعطيل القرارات، لكن هذه المرة امتنعت عن التصويت لتترك القرار يمر.
وينبه عبدالفتاح إلى أن "القرار يركز على مسألة توسيع المساعدات، ويضع آلية محددة للأمم المتحدة للإشراف على المساعدات"، مستدركا "لكن على الأرض ستظل إسرائيل هي المتحكمة في دخول المساعدات وتوزيعها".
وفي هذا الصدد، يلفت الخبير بمركز الأهرام إلى أن "القرار يعد خطوة إيجابية وفي الطريق الصحيح لوقف إطلاق النار"، مؤكدا أنه "سيخفف جزئيا من معاناة الفلسطينيين لكنها ليست كافية".
ويتابع: "يمكن الارتكان إلى القرار فيما بعد في إصدار قرارات تلزم إسرائيل بوقف إطلاق النار، شريطة أن تكون الولايات المتحدة راغبة في إلزام إسرائيل بذلك".
دور مهم
مشيدا بالدور الإماراتي، يقول الدكتور هشام النجار الكاتب الصحفي والخبير السياسي المصري، في حديث لـ"العين الإخبارية" إن "دولة الإمارات تتمتع بدور مهم وحيوي بحكم وزنها العربي والإسلامي والإقليمي والدولي، فضلا عن مركزها الحالي في مجلس الأمن والذي وظفته للتخفيف عن الشعب الفلسطيني، خاصة أهل غزة".
وفي تقدير النجار فإن ما تقوم به دولة الإمارات إلى جانب مصر والسعودية ومختلف الدول الحريصة على إنهاء المعاناة والمأساة في فلسطين "صنع فارقا كبيرا في الأزمة غير المسبوقة التي يمر بها العرب والأمة عموما".
ووفقا للنجار فقد "ثبت قبل الأزمة وبعدها أن هذه القوى العاقلة الراشدة هي الغيورة والحريصة على استرداد الحقوق والتوصل لتسويات عادلة وواقعية وقابلة للتطبيق ومن الممكن التوافق عليها من مختلف الأطراف".
"مهم جدا"
من وجهة نظر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني سليمان بشارات، مدير مركز يبوس للدراسات (فلسطيني/مستقل)، فإن "مشروع القرار الذي قدمته دولة الإمارات في مضمونه من الناحية الإنسانية مهم جدا، والأهم أن يكون هناك آليات فعلية لتطبيقه وتنفيذه على أرض الواقع، في ظل التعنت الإسرائيلي الحالي".
وفي انفراجة غير مسبوقة وافق مجلس الأمن الدولي، أمس الجمعة، على مشروع قرار إماراتي يهدف إلى توسيع دخول المساعدات إلى غزة، بعد موافقة 13 دولة عليه وامتناع الولايات المتحدة وروسيا.
ورغم الامتناع الأمريكي وجهت السفيرة ليندا توماس غرينفيلد، مندوبة واشنطن لدى مجلس الأمن، الشكر لدولة الإمارات على جهودها من أجل التوصل إلى مشروع قرار متفق عليه.
وقالت السفيرة الأمريكية إن اعتماد مشروع القرار الذي تقدمت به دولة الإمارات يعزز وصول المساعدات إلى قطاع غزة.
وأضافت، في كلمتها عقب التصويت، أن بلادها تشدد على أهمية وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في غزة.
وأشارت إلى أن واشنطن عملت بلا كلل على زيادة المساعدات المقدمة لأهالي قطاع غزة.
aXA6IDE4LjE4OC4xMzIuNzEg
جزيرة ام اند امز