العيد في غزة برائحة الموت.. بأية حال عدت؟
الأصل في الأعياد هو أن يشعر الناس بالفرحة والبهجة، لكن الأمر مختلف في غزة هذا العيد.
فالقطاع الذي يعيش في حرب مستعرة منذ أكثر من 6 أشهر، استقبل الأربعاء أول أيام عيد الفطر دون أي اختلاف عن الأيام السابقة من الحرب، إذ تواصل القصف الإسرائيلي على مختلف أنحاء غزة، مما خلف عشرات القتلى والجرحى.
العيد في غزة لم يعرف الفرحة، بل كان كئيبا وغلبت عليه رائحة الموت القاتمة، إذ قصف الجيش الإسرائيلي ليل الثلاثاء الأربعاء منزلا في مخيم النصيرات وسط القطاع، مما أدى لمقتل 14 شخصا، بينهم أطفال صغار.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي شن غارات على العديد من الأهداف، منها منصة لإطلاق الصواريخ وقتل أعضاء "خلية إرهابية"، لكنه لم يذكر الضربة على مخيم النصيرات.
وشاهد مصور في وكالة فرانس برس جثث ضحايا الغارة، فيما كانت أسرهم تنقلها إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح.
وقال أحمد أبوشاعر تحت الخيمة البيضاء الكبيرة، حيث أقيمت صلاة عيد الفطر، التي غصّت بعشرات من الفلسطينيين الذين يعيشون في مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة "العيد الماضي لم تكن هناك حرب، لكن هذا العام لدينا حرب مستمرة منذ ستة أشهر وهي تدخل شهرها السابع".
وأضاف "كان مسجد الفاروق في العام الماضي ما زال على هيئته لكنه قُصف قبل شهر رمضان بأسبوعين أو ثلاثة أسابيع تقريبا".
وقال أحمد قشطة (33 عاما) وهو أب لأربعة أطفال "أقسم بالله لم نشهد عيدا، مثل هذا العيد المليء بالحزن والخوف والدمار والخراب" بسبب الحرب.
وأضاف أحمد وهو من سكان مدينة غزة نزح إلى رفح مثل مئات آلاف الفلسطينيين، الذين يبحثون عن مأوى من القتال "نحن نحاول أن نكون سعداء، لكن الأمر صعب".
من جهتها، قالت عبير سقيق (40 عاما) التي تقيم في خيمة في رفح مع عائلتها، إن العيد يعني "أجواء هادئة وألعاب أطفال وجاتوهات (قوالب حلوى) ومشروبات وشوكولاتة في كل بيت".
وأضافت "لكنه (هذا العام) عيد حزن وتعب، لقد دمروا غزة.. كفى حربا ودمارا"، قائلة إن سكان غزة يرغبون في أن يتم التوصل إلى هدنة.
وبدل المخبوزات التي تحضّرها الأسر عادة خلال احتفالات عيد الفطر، روى أحد السكان أنه قدّم لأطفاله حلوى من حصص إعاشة وزّعتها الأمم المتحدة.
من جهته، قال معين أبورأس (44 عاما)، أحد سكان غزة "إنه يوم خالٍ من دفء التجمعات العائلية.. وبسبب انقطاع الاتصالات والإنترنت "لا نستطيع حتى الاتصال بأقاربنا".
واندلعت الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي عقب هجوم مسلح غير مسبوق شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل أوقع نحو 1200 قتيل غالبيتهم من المدنيين، كما خُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصا ما زال 129 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق تقديرات رسمية إسرائيلية.
وردّت إسرائيل على الهجوم بحرب شاملة على قطاع غزة خلفت حتى الآن أكثر من 33 ألف قتيل معظمهم من النساء والأطفال، حسب وزارة الصحة في غزة التي تديرها حركة حماس.
aXA6IDE4LjExNy4xMDMuMTg1IA== جزيرة ام اند امز