حرب غزة.. دعوة فرنسية لوقف مستدام ومخاوف التوسع تتفاقم
دعوات متجددة لوقف الحرب في غزة تطلقها عدة دول بين آمال التخفيف من حدة المعاناة الإنسانية، ومخاوف توسعها لتشمل عدة دول بالمنطقة.
آخر تلك الدعوات أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي جدد، الأربعاء، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الدعوة إلى "وقف إطلاق نار مستدام" في غزة مع استمرار ارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين، بحسب الرئاسة الفرنسية.
- قمة مصرية أردنية بالقاهرة.. غزة بصدارة المباحثات
- ولي العهد السعودي: عملنا على إيجاد حراك عربي وإسلامي لوقف حرب غزة
وشدد ماكرون على "ضرورة العمل من أجل وقف إطلاق نار مستدام، بمساعدة جميع الشركاء الإقليميين والدوليين"، بحسب الإليزيه.
وأضافت الرئاسة الفرنسية، في بيان، أن "باريس ستعمل خلال الأيام المقبلة، بالتعاون مع الأردن، على تنفيذ عمليات إنسانية في غزة".
وأعرب الرئيس الفرنسي لنتنياهو عن "قلقه العميق إزاء الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين وحالة الطوارئ الإنسانية المطلقة التي يواجهها السكان المدنيون في غزة".
كما شدد مجددا على "أهمية أن تتخذ إسرائيل جميع التدابير اللازمة لوضع حد للعنف الذي يرتكبه بعض المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية، وكذلك لأي مشروع استيطاني جديد في هذه المنطقة".
وكانت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أعلنت الأسبوع الماضي أن فرنسا "ستتخذ إجراءات وطنية ضد بعض هؤلاء المستوطنين المتطرفين".
وتزايدت حدة عنف المستوطنين في الضفة الغربية منذ بدء الحرب في غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
ومن جانبه شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي، الرئيس ماكرون على مشاركة فرنسا في حماية الملاحة في البحر الأحمر واستعداده للمساعدة في استعادة الأمن على حدود إسرائيل مع لبنان، بحسب بيان من مكتبه.
وأضاف أن رئيس الوزراء أطلع ماكرون على تطورات الحرب في غزة والجهود الرامية للإفراج عن رهائن إسرائيل، وطالب الرئيس الفرنسي بأن يواصل العمل من أجل الإفراج عنهم.
واختتم البيان بالقول" نتنياهو أوضح أن شعب وحكومة إسرائيل مصممان على العمل لإعادة السكان في شمال وجنوب إسرائيل إلى ديارهم بأي وسيلة كانت".
يشار إلى أن سكان بلدات جنوب إسرائيل أخلوا منازلهم بعد هجمات حركة حماس في السابع من شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي واستمرارها في إطلاق الصواريخ.
فيما تشن إسرائيل حربا على قطاع غزة ردا على هجمات الحركة، كما فعل سكان شمال إسرائيل نفس الشيء بسبب تبادل إطلاق النار بين القوات الإسرائيلية مع حزب الله في جنوب لبنان.
بلينكن بالمنطقة مجددا
وفي سياق متصل، أكد مسؤول إسرائيلي، لشبكة (سي إن إن)، أنه من المتوقع أن يتوجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط الأسبوع المقبل لمناقشة الخطوات التالية في الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس".
وتأتي رحلة بلينكن المتوقعة بعد أن التقى مسؤولون كبار في الإدارة الأمريكية برون ديرمر الذي يعد أحد المقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن المرحلة التالية من الحرب بين إسرائيل و"حماس"، مساء الثلاثاء.
وغادر ديرمر، عضو مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي والسفير السابق لدى الولايات المتحدة، البيت الأبيض بعد أكثر من 4 ساعات من اجتماعه مع بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان.
وقال مسؤول في البيت الأبيض، لـ (سي إن إن)، إن المناقشات تناولت "الانتقال إلى مرحلة مختلفة من الحرب يهدف إلى تعظيم التركيز على أهداف حماس ذات القيمة العالية، وخطوات لتحسين الوضع الإنساني وتقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين، وتأمين إطلاق سراح باقي الرهائن، وكذلك التخطيط لمستقبل غزة ما بعد الصراع".
مخاوف توسع الحرب
يأتي هذا فيما يستعد الجيش الإسرائيلي بشكل متزايد لتوسيع معركته بشكل حاسم مع حزب الله في لبنان.
وقال رئيس الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، الأربعاء، خلال زيارة لقيادة الجيش في مدينة صفد شمال إسرائيل: "اليوم (الأربعاء) صادقنا على مجموعة متنوعة من الخطط للمستقبل، ونحن بحاجة إلى أن نكون مستعدين لهجوم إذا لزم الأمر".
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي "وداخله القيادة الشمالية في مستوى عال جدا من الجاهزية".
وانخرط الجيش الإسرائيلي في قتال مستمر مع وحدات حزب الله في جنوب لبنان منذ أن اجتاحت حركة حماس المنطقة الحدودية في جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأطلق حزب الله صواريخ على بلدة كريات شمونة الحدودية، الأربعاء، وقالت الشرطة الإسرائيلية إن عدة مبان تضررت، ولم يصب أحد بأذى.
وفي بداية الحرب على غزة، نقلت السلطات عشرات الآلاف من سكان المنطقة الشمالية إلى داخل البلاد لأسباب أمنية.
وقتل ثلاثة أشخاص، من بينهم عنصر من حزب الله، في هجمات إسرائيلية على مواقع لحزب الله في جنوب لبنان يوم الأربعاء، حسبما ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية.
ويمثل القتال في هذه الساحة منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول أخطر مواجهة عسكرية منذ حرب لبنان الثانية في عام 2006.
لكن مراقبين يقولون إنهم ما زالوا يتبعون بعض القواعد غير المعلنة. وتجنب الجانبان حتى الآن المزيد من التصعيد.
مسيرة بمرتفعات الجولان
ولأول مرة منذ بداية الحرب عثرت قوات الجيش الإسرائيلي المتمركزة في هضبة الجولان على بقايا طائرة مسيرة من المحتمل أن تكون قد انفجرت في المنطقة، حسبما أعلن مجلس الجولان الإقليمي في وقت متأخر الأربعاء.
وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأنه لم يتم تسجيل وقوع إصابات نتيجة للانفجار.
وبعد مرور أكثر من شهرين ونصف على اندلاع الحرب إثر الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل، أعلنت وزارة الصحة في غزة، الأربعاء، مقتل 21110 أشخاص، معظمهم من المدنيين، جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية.